عقد بيع حقوق البث التلفزيوني في إنجلترا يفجر ثورة في الدوري الألماني

كارديف الهابط لدوري الدرجة الأولى الإنجليزي الموسم الماضي حصل على مبلغ أكثر مما حصل عليه بايرن حامل لقب «البوندزليغا»

بايرن بطل ألمانيا يحصل على حقوق بث أقل من متذيل الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)
بايرن بطل ألمانيا يحصل على حقوق بث أقل من متذيل الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)
TT

عقد بيع حقوق البث التلفزيوني في إنجلترا يفجر ثورة في الدوري الألماني

بايرن بطل ألمانيا يحصل على حقوق بث أقل من متذيل الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)
بايرن بطل ألمانيا يحصل على حقوق بث أقل من متذيل الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

أثار بيع حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مقابل نحو 5 مليارات جنيه إسترليني حالة من القلق في الدوري الألماني «البوندزليغا» بشأن عدم قدرة الفرق الألمانية على منافسة نظيرتها في إنجلترا.
وفي إطار الصراع على حقوق البث التلفزيوني فإن مسؤولي البوندزليغا أكدوا ضرورة تحديد مواعيد جديدة للمباريات من أجل منافسة الدوري الإنجليزي الممتاز، الأمر الذي من شأنه أن ينطوي على خطورة عزوف الجماهير عن المباريات. وقال كريستيان شيفيرت الرئيس التنفيذي للدوري الألماني أنه ينبغي التفكير في «خيارات لا تلقى قبولا شعبيا» من أجل تحسين الفرص التسويقية. وقد تتضمن هذه الخيارات تغيير مواعيد انطلاق المباريات، وإعادة توزيع أجندة المباريات من أجل تنظيم مباريات مساء يوم الاثنين من كل أسبوع. ويرى رودي فولر مدير الكرة بنادي باير ليفركوزن أن تغيير أجندة مباريات الدوري الألماني قد يساعد في جذب المزيد من الدخل التلفزيوني. وقال فولر لصحيفة «بيلد»: «أعتقد أنه من الممكن إقامة مباريات مساء الاثنين». وأضاف: «الوقت عامل جذب، وسيكون جيدا للبث التلفزيوني، ولكن مبدئيا فإن يوم السبت ينبغي أن يكون اليوم الأساسي للمباريات».
وبلغت قيمة العقد الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز 5.14 مليار إسترليني (6.9 مليار يورو / 7.9 مليار دولار) لمدة 3 مواسم من 2016 إلى 2019، لشبكتي «سكاي» و«بي تي» سبورت. وفي المقابل، تحصل أندية الدوري الألماني على 835 مليون يورو عن موسم 2016 / 2017 عندما ينتهي العقد الحالي لبيع حقوق البث التلفزيوني والذي امتد لأربعة أعوام مقابل 2.51 مليار يورو. وحتى الآن فإن كرة القدم الألمانية، التي تباع تذاكرها بثمن أقل من الدوري الإنجليزي، والتي تحقق أعلى نسبة حضور جماهيري في العالم، تقف ضد تغيير أجندة المباريات. وتقام 6 مباريات في الدوري الألماني يوم السبت حيث تنطلق 5 لقاءات في الساعة الثالثة والنصف فيما تقام مباراة واحدة في السادسة والنصف، وتقام مباراتان يوم الأحد ومباراة واحدة مساء الجمعة.
وعارضت الأندية الهواة المدعومة من الاتحاد الألماني لكرة القدم، فكرة إقامة المباريات عصر الأحد، وهو المقترح الذي تم تقديمه في موسم 2009 / 2010. وقال كلاوس الوفس مدير نادي فولفسبورغ: «لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من القضايا المحظورة». وقال: «حتى الآن نجحنا دائما في إحداث توازن في رغبات (البث التلفزيوني) ولكن مع الحفاظ على ضغط أجندة المباريات، ولكن ينبغي أن يكون هناك حلول وسط أيضا». وأكد ماكس إيبيرل مدير الكرة بنادي بروسيا مونشنغلادباخ أن رابطة الدوري الألماني عليها أن تفكر في «كسر القاعدة» من أجل الحفاظ على روح المنافسة. وأضاف: «لا يمكن أن نظل متمسكين بموعد انطلاق المباريات في الثالثة والنصف عصرا. علينا أن نقدم تنازلات، وإلا فإن الفجوة مع إنجلترا سوف تتسع».
وبموجب عقد بيع حقوق البث التلفزيوني الجديد لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن ستوك سيتي الذي يحل في منتصف جدول الترتيب سيحصل على مبلغ أكبر من ذلك الذي يحصل عليه بطل الدوري الألماني بايرن ميونيخ. وترى صحيفة «بيلد» أن الوضع «أكثر سوءا» مما يتخيله أي شخص، حيث حصل كارديف سيتي الذي هبط لدوري الدرجة الأولى الإنجليزي في الموسم الماضي على 34.6 مليون يورو، أي أكثر مما حصل عليه بايرن ميونيخ حامل اللقب، ووفقا للصحيفة فإن مسؤولي بايرن ميونيخ يطالبون الآن بإحداث «ثورة في مواعيد انطلاق المباريات». وقال كارل هاينز رومينيغه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ لصحيفة «بيلد»: «يقال إن الأموال تحرز الأهداف، هناك تخوفات أنه بدءا من موسم 2016 فإن الكرة الإنجليزية ستحرز أهدافا أكثر». وتابع: «هذا الأمر من دون شك سيكون له تأثير كبير على سوق انتقالات اللاعبين، استنادا إلى صفقة انتقال الأرجنتيني أنخيل دي ماريا من ريال مدريد الإسباني إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 75 مليون يورو. هذه النوعية من الانتقالات في المستقبل ستكون شيئا عاديا».
ويخشى هورست هيلدت مدير الكرة بنادي شالكه أيضا من عدم قدرة الأندية الألمانية على المنافسة في الساحة الدولية مستقبلا. وقال هيلدت: «من اللافت للنظر أن النادي صاحب المركز الأخير في الدوري الإنجليزي يحصل على أكثر مما يحصل عليه صاحب المركز الأول في ألمانيا». وأضاف: «علينا أن نفكر في كيفية سد هذه الفجوة الكبيرة. علينا أن نفكر في كثير من الأشياء وأن نكون مستعدين لإجراء تغييرات». وفي الوقت الراهن. فإن مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز تنطلق في 3 مواعيد مختلفة يوم السبت وموعدين مختلفين يوم الأحد وموعد واحد يوم الاثنين، ووفقا لعقد بيع حقوق البث التلفزيوني الجديد فإن مباريات الدوري الإنجليزي ستقام أيضا مساء الجمعة. وعلى الجانب الأخر. فإن مباريات الدوري الإسباني موزعة على 10 مواعيد مختلفة على مدار 4 أيام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».