إسرائيل تعلن اكتشاف ممرات بحرية سرية بين سيناء وقطاع غزة

قالت إن حماس تتخذها وسيلة للتهريب

إسرائيل تعلن اكتشاف ممرات بحرية سرية بين سيناء وقطاع غزة
TT

إسرائيل تعلن اكتشاف ممرات بحرية سرية بين سيناء وقطاع غزة

إسرائيل تعلن اكتشاف ممرات بحرية سرية بين سيناء وقطاع غزة

أعلنت إسرائيل أنها اكتشفت ممرات بحرية كثيرة بين سيناء المصرية وقطاع غزة، تقيمها حركة حماس الفلسطينية والحركات المتعاونة معها، وأضافت أن هذه التنظيمات قررت سلك الطرق البحرية لاستبدال الأنفاق التي شقت بين قطاع غزة وسيناء.
وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب، أمس، إن سلاح البحرية وأجهزة المخابرات الإسرائيلية تمكنت من إحباط محاولة قامت بها الذراع العسكرية لحركة حماس، بهدف تهريب مواد لإنتاج وسائل قتالية في غزة عبر البحر. وحسب المصادر ذاتها، فقد تم إفشال العملية في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي خلال ساعات الفجر، حيث أوقف سلاح البحرية مركبا كان يبحر إلى قطاع غزة، وعثر على متنه على مادة الألياف الزجاجية السائلة. وكان على متن المركب 3 أشخاص، هم محمد بكر، وأحمد صعيدي، وعواد صعيدي.
وأشار بيان لجهاز المخابرات العامة (الشاباك) إلى أن الثلاثة اعترفوا خلال التحقيق معهم بأن عملية التهريب كانت لصالح الذراع العسكرية لحركة حماس، وأن المادة المهربة كانت ستستخدم لإنتاج قذائف هاون.
وفي خطوة غير عادية قال بيان الشاباك إن الثلاثة وفروا المعلومات خلال اعترافاتهم، التي دلته على كثير من مسارات التهريب البحري من قطاع غزة إلى سيناء، واستغلال حماس للصيادين في عمليات التهريب التي تشمل، أيضا، مواد للاستهلاك المدني.
وقال الجهاز الأمني الإسرائيلي إن حماس تقوم في الآونة الأخيرة ببذل جهود كبيرة لتهريب المواد من سيناء إلى غزة عبر البحر، بعد قيام مصر بهدم الأنفاق بين سيناء والقطاع.
والمعروف أن الأنفاق، التي تجاوز عددها الألفين، كانت بمثابة معابر تجارية وعسكرية، استخدمت في الماضي لتهريب الأسلحة والرجال والبضائع التجارية. وتحولت إلى أهم فرع تجاري في قطاع غزة، يستفيد منه أصحاب الأنفاق (وهم أصحاب البيوت التي يبدأ أو ينتهي فيها النفق)، من الجهتين المصرية والفلسطينية، ويستفيد منها التجار على الجانبين، وتستفيد منها حماس مرتين، مرة بوصفها مصدر دخل مهما، حيث كانت تجني منها ملايين الدولارات تحت لافتة الضرائب، ومرة ثانية من تهريب الأسلحة في الاتجاهين، وكذلك تهريب الرجال. وبعدما نفذت عمليات إرهاب كثيرة في سيناء وداخل مصر، بدأت السلطات المصرية في هدم الأنفاق، وإقامة حزام أمني على طول الحدود، ونقل السكان إلى بيوت أخرى على بعد 500 إلى 1000 متر.
وكانت إسرائيل تخطط لاحتلال الجانب الفلسطيني من هذه الحدود، المعروف باسم ممر فيلادلفيا، وجرف كل ما عليه من بيوت وأشجار بغرض مكافحة التهريب.
وتوقعت إسرائيل أن تسعى حماس لشق سبل أخرى، خصوصا عبر البحر، لذلك راحت ترصد الشواطئ المصرية والمياه المقابلة لقطاع غزة.
وخلال تقديم لوائح اتهام ضد الفلسطينيين الثلاثة في المحكمة المركزية في بئر السبع أمس، تم الكشف لأول مرة عن وجود هذه الممرات. وقد رفضت حركة حماس من جهتها أن يكون المعتقلين الثلاثة من رجالاتها، وادعت أن الأمر لا يتعدى كونه محاولة دق أسافين بين مصر وحماس. لكن الناطق الإسرائيلي أكد أن «مصر تتابع بنفسها هذا الملف، ولديها ما يكفي من معلومات حتى تدرك خطورة نشاط حماس في المنطقة، الذي بات يهدد الأمن المصري، وليس فقط الأمن الإسرائيلي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.