عباس يلتقي قيادات الاتحاد الأوروبي للحصول على اعتراف بدولة فلسطين

الأمم المتحدة تحذر من اندلاع حرب جديدة في غزة

الرئيس محمود عباس يصافح ملك بلجيكا فيليب خلال زيارته أول من أمس إلى بروكسيل (أ.ب)
الرئيس محمود عباس يصافح ملك بلجيكا فيليب خلال زيارته أول من أمس إلى بروكسيل (أ.ب)
TT

عباس يلتقي قيادات الاتحاد الأوروبي للحصول على اعتراف بدولة فلسطين

الرئيس محمود عباس يصافح ملك بلجيكا فيليب خلال زيارته أول من أمس إلى بروكسيل (أ.ب)
الرئيس محمود عباس يصافح ملك بلجيكا فيليب خلال زيارته أول من أمس إلى بروكسيل (أ.ب)

التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أول من أمس، كبار الساسة في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وذلك لمحاولة نيل دعم للقضية الفلسطينية، والحصول على اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين كدولة، ومناقشة احتمال استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.
والتقى عباس أولا مع جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، ثم أجرى بعد ذلك محادثات مع فيديريكا موجيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وصرح أبو مازن خلال هذه اللقاءات بأن الاعتراف بدولة فلسطين لا يغني عن المفاوضات مع الإسرائيليين. وقال بهذا الخصوص: «عندما نطالب بالاعتراف بدولة فلسطين فإننا لا نطالب بأن يكون هذا الاعتراف على حساب أحد، بما في ذلك إسرائيل، وبالتالي نريد الاعتراف لتكون هناك علاقات متوازنة، وهذا الاعتراف لا يغني عن المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين».
وأضاف عباس موضحا، أن «الحكومة الإسرائيلية تمارس أمرين خطيرين، أولهما الاستمرار بالاستيطان في الأراضي التي اعترف بها رسميا بأنها أراضي دولة فلسطين، والثاني هو احتجازها للأموال الفلسطينية التي ستؤثر تأثيرا بالغا على الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية».
وعن الشأن الداخلي الفلسطيني، قال عباس: «نحن حريصون منذ أن بدأ الانقسام على إنهائه، واتفقنا فعلا قبل نحو عام على أمرين، أولهما إقامة حكومة الوفاق الوطني، وإن كانت تعترضها الكثير من العراقيل، والأمر الثاني هو إجراء الانتخابات لأننا نؤمن بالديمقراطية، ومن هنا لا بد أن تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت ممكن».
ويريد الفلسطينيون إقامة دولتهم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها. ولم تقدم معظم الدول في غرب أوروبا بعد اعترافا رسميا بفلسطين، على الرغم من أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت اعترافا بحكم الأمر الواقع في عام 2012. وتعترف 135 دولة بفلسطين، بما في ذلك بضع دول في شرق أوروبا.
من جهة ثانية، حذر مسؤول رفيع في الأمم المتحدة، أمس، من اندلاع حرب جديدة في قطاع غزة، داعيا الإسرائيليين إلى رفع الحصار المفروض على القطاع، كما طالب الفلسطينيين بوقف صراعاتهم الداخلية.
وتأتي هذه التصريحات فيما طلبت الأمم المتحدة 705 ملايين دولار (621 مليون يورو) إضافية لمساعدة الأراضي الفلسطينية، وخصوصا غزة التي دمرتها الحرب مع إسرائيل صيف 2014.
وقال جيمس راولي، المسؤول عن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، لوكالة الصحافة الفرنسية خلال مؤتمر صحافي عقد في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إن «الأمور لا تجري اليوم على ما يرام، ونحن نشعر بقلق شديد إزاء احتمال اندلاع حرب جديدة». لكنه أوضح أنه «من الممكن تجنب هذه الحرب إذا بذلت جهود كثيرة في هذا المجال.. ومن أجل إعادة إعمار غزة، وحتى من أجل العودة إلى ما كنا عليه قبل الحرب، يجب السماح بدخول المزيد من مواد البناء، ولذلك يتعين رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة».
كما دعا راولي إلى «هدنة إعادة إعمار تستمر من ثلاث إلى خمس سنوات»، وذلك بهدف إعادة تأهيل هذه المنطقة غير المستقرة.
وحسب راولي، فإن عمليات تسليم مواد البناء، التي بدأت بهدوء، شهدت بعض التطور الملحوظ، ولذلك أشاد «بتعاون جيد» من إسرائيل التي تشرف على اثنين من المعابر الثلاثة إلى غزة. كما شدد أيضا على أهمية تطبيق اتفاق المصالحة الموقع قبل أشهر بين حركة حماس الإسلامية، وحركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس.
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم تشكل حكومة وحدة، فإن حركة حماس ما زالت ترفض التخلي عن السلطة في غزة، لكن نائب رئيس الوزراء في السلطة محمد مصطفى الذي حضر المؤتمر الصحافي عبر عن عدم موافقته، بالقول إنه «إذا كانت المصالحة مهمة، فهي ليست أبرز المسائل الملحة للاستقرار في غزة». وقال في هذا الصدد: «أعتقد أن المصالحة ستساعد، لكني لا أعتقد أنها هي المشكلة اليوم.. والاختبار الحقيقي هو تأمين التمويل لإعادة الإعمار وتقديم مزيد من مواد البناء».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».