الرئيس التونسي يكرم أعضاء حكومة مهدي جمعة

إصدار 4 بطاقات إيداع بالسجن ضد عناصر من كتيبة «أبو مريم» الإرهابية

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي
TT

الرئيس التونسي يكرم أعضاء حكومة مهدي جمعة

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي

أشرف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس خلال حفل رسمي، على توسيم أعضاء حكومة مهدي جمعة التي تشكلت بداية شهر فبراير (شباط) 2014 خلفا لحكومة الترويكا التي تزعمتها حركة النهضة، وواصلت مهامها الحكومية إلى غاية السادس من فبراير الجاري.
ووضعت حكومة جمعة على رأس أولوياتها تأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو ما نجحت في تنفيذه بشكل أثنت عليه مختلف المنظمات الدولية.
وأشاد قائد السبسي خلال الحفل بالدور الذي اضطلعت به الحكومة خلال عملها لمدة ناهزت السنة، وأكد على حفاظ تونس على مبدأ «استمرارية الدولة وإرساء أسس جديدة في تحمل المسؤولية وتقدير الدولة لمجهودات أبنائها».
وأثنى الباجي على مجهودات أعضاء الحكومة السابقة، وقال مخاطبا إياهم: «عملتم في ظروف صعبة وشرفتم تونس وغادرتم الحكومة بشرف»، على حد تعبيره.
وقال قائد السبسي بأن مكافأة حكومة جمعة ليست ذات طابع مادي، ولكنها ذات طابع معنوي بالأساس، وتعتمد على الاعتراف بجهودها خلال المرحلة الانتقالية الصعبة.
وأشار الرئيس التونسي إلى أنه غادر الساحة السياسية في بلاده مدة قاربت 22 سنة، ولكنه عاد إلى النشاط تلبية لنداء الواجب الوطني.
وكانت حكومة جمعة، في تقليد حكومي جديد غير مسبوق، قد سلمت ملخصات واستراتيجيات عمل كل الوزارات خلال سنة 2014 إلى رئيس الحكومة الجديد الحبيب الصيد.
وقال جمعة بأن هذا التسليم يخلق تقليدا جديدا في التعامل بين الحكومات المتعاقبة على السلطة. وتلك الملخصات عبارة عن وثائق وتصورات محينة للعمل الحكومي خلال الفترة المقبلة.
وكان جمعة قد صرح خلال حفل تسليمه السلطة إلى الصيد في السادس من فبراير الحالي بقوله: «في نفس المكان تسلمنا المهام، ونحن الآن نسلم الأمانة لأصحابها، وهذا إنجاز كبير ومشرف لصورة تونس في العالم».
وأثنى جمعة على مؤسسات الدولة، وخص المؤسسة الأمنية والعسكرية بالشكر، وقال إن تونس مرت بفترة من أصعب مراحل تاريخها الحديث وهي اليوم تملك كل مؤشرات النجاح.
على صعيد آخر، ذكرت مصادر أمنية تونسية لـ«الشرق الأوسط» أن صابر المطيري الإرهابي التونسي الذي قتل قبل يومين «خبير في زرع الألغام»، وعدته عنصرا إرهابيا انتحاريا.
وأشارت المصادر ذاتها إلى نجاحه في أكثر من مناسبة في التسلل إلى جبال الشعانبي (وسط غربي تونس)، وتمكن من زرع الألغام التي أصابت 5 آليات عسكرية.
وقال بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية لـ«الشرق الأوسط» إن المؤسسة العسكرية تغير طريقة تعاملها مع المجموعات الإرهابية حسب طبيعة الأرض ومناطق تدخلها، على حد قوله، وهي التي أدت إلى تناقص كبير في أعداد الإرهابيين المتحصنين في الجبال الغربية لتونس.
وإذا كان الوسلاتي قد تكتم على تقديم تقديرات واضحة عن الأعداد المحتملة للإرهابيين، فإنه أشار إلى أن مخاطر الإرهاب لا تتأتى في الوقت الحالي من المجمعات المتحصنة في الجبال، بل من الخلايا التي تقدم الدعم اللوجيستي للإرهابيين، فهي - على حد قوله - مستعدة للانضمام إلى صفوف الإرهابيين والالتحاق بهم عند الضرورة.
على صعيد متصل، أصدرت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة يوم أمس 4 بطاقات إيداع بالسجن ضد متهمين بالإرهاب من كتيبة «أبو مريم» الإرهابية. ويواصل القضاء التونسي استجواب 16 آخرين.
وتنشط هذه الكتيبة الإرهابية، التي جرى القبض على عناصرها في العاشر من الشهر الحالي، في منطقتي نابل والحمامات (وهما من أهم المناطق السياحية في تونس).
وقالت مصادر أمنية تونسية إن المجموعة الإرهابية كانت تخطط لضرب منشآت أمنية وعسكرية وخططت لتنفيذ عمليات تفجير وخطف وذبح.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.