لبنان: «المستقبل» يحيي الذكرى العاشرة لاغتيال الحريري وحزب الله «الحاضر الغائب»

كلمة لرئيس التيار ترسم خريطة المرحلة المقبلة ضمن معادلة «ربط النزاع»

رفيق الحريري
رفيق الحريري
TT

لبنان: «المستقبل» يحيي الذكرى العاشرة لاغتيال الحريري وحزب الله «الحاضر الغائب»

رفيق الحريري
رفيق الحريري

تحيي قوى 14 آذار و«تيار المستقبل» بشكل خاص السبت المقبل، الذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في موازاة انعقاد جلسات المحكمة الدولية الخاصة بهذه الجريمة، وانطلاق الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» المتهم 5 من عناصره بالضلوع في عملية الاغتيال. وفي حين تشير المعلومات إلى أن رئيس الحكومة السابق (رئيس التيار) النائب سعد الحريري سيحضر إلى بيروت للمشاركة في هذه المناسبة، تؤكد مصادر «المستقبل» أن لا شيء مؤكدا حتى الساعة وهذا الأمر يبقى رهن الأيام المقبلة.
وفي هذا الإطار، قال منسق عام الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى أن التحضيرات لإحياء ذكرى اغتيال الحريري هي كما كل عام إنما المناسبة هذه السنة تأخذ طابعا مختلفا شكلا ومضمونا، باعتبارها الذكرى العاشرة للاغتيال.
وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه في الشكل هناك عدد مضاعف من المدعوين، إذ سيتم فتح القاعتين في مركز بيال في وسط بيروت، تتسع كل منها لما بين 3 و4 آلاف شخص، مشيرا إلى أنه سيكون هناك مشهدية ستعرض في القاعة مستوحاة من الحملة الإعلانية والإعلامية لهذا العام، والتي حملت عنوان «عشرة، مائة، ألف سنة مكملين».
أما في المضمون، فستكون كلمة سياسية واحدة يلقيها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، إضافة إلى 3 كلمات لشباب متخرجين في مؤسسة الحريري يتحدثون فيها عن تجربتهم.
وأكد موسى أن كلمة الحريري، سترسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة من الفراغ الرئاسي والحوار مع حزب الله إضافة إلى التصدي للإرهاب ودعم الجيش اللبناني والتشديد على الاعتدال في مواجهة التطرف، مؤكدا أنها ستكون ضمن حدود معادلة «ربط النزاع» في المواضيع الخلافية والتي سبق للحريري أن أعلن عنها، مع التأكيد على أن موقف تيار المستقبل منها لم ولن يتغير ما لم يغير حزب الله ممارساته.
وعن الحضور السياسي، قال موسى: «مما لا شك فيه أن أحزاب وقوى 14 آذار ستكون حاضرة، كما ستوجه دعوات لمختلف الأطراف بينها «التيار الوطني الحر» برئاسة النائب ميشال عون، الذي كان قد انطلق معه الحوار قبل فترة، ولرئيس مجلس النواب نبيه بري.
أما فيما يتعلق بدعوة حزب الله، فأشارت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار، إلى أنه حتى الساعة هناك قرار بعدم دعوته، معتبرة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن دعوة الحزب في هذه المرحلة بالذات أي مع انعقاد جلسات المحكمة الدولية التي تتهم عناصر من الحزب بضلوعهم في الجريمة، ليس ممكنا، وتشكك في الوقت عينه في إمكانية حضور ممثلين للحزب في هذه المناسبة بالتحديد، من دون أن يؤثر هذا الأمر على الحوار المستمر بين الطرفين.
من جهته، أكد النائب في كتلة المستقبل، جان أوغسابيان، أن مواقف تيار المستقبل لم ولن تتغير ومن الطبيعي في هذه الذكرى أن يتطرق الحريري إلى مجريات المحكمة الدولية التي اتهمت عناصر حزب الله بمشاركتهم في عملية الاغتيال.
وحول الحوار القائم مع حزب الله قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الحريري حريص على إنقاذ البلد ومنعه من الانهيار، وهذا ما يؤكده الحوار مع الحزب بعد اتخاذ قرار بعزل المواضيع الخلافية والوصول إلى تفاهمات إنقاذية لإدارة صحيحة لهذه الخلافات، مضيفا: «تحييد المحكمة من الحوار لا يعني المساومة عليها بل على العكس هي باقية ومستمرة ولدينا ملء الثقة بالمجريات والنتائج المتوقعة».
وذكر أوغاسبيان بما سبق للحريري أن قاله بعد خروجه من أولى جلسات المحكمة في لاهاي، حين أكد مد اليد للجميع وأن الرد على العنف لن يكون بالعنف بل بالتمسك بالقانون والإنسانية.
وقال أوغاسبيان: «تأتي الذكرى العاشرة لاغتيال الحريري هذا العام في زمن التحولات والحروب وتفشي الإرهاب والتطرف ومرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات والمتغيرات لن يكون لبنان إلا جزءا منها»، وأضاف: «كذلك فإنه ونتيجة تدخل حزب الله في الصراع الحاصل في سوريا يجعل الوضع في لبنان أكثر خطورة وعرضة لمخاطر على الديمقراطية والميثاقية والدستور».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.