على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، بث تنظيم «داعش» تسجيل فيديو جديدا يظهر فيه الصحافي البريطاني المحتجز لدى التنظيم جون كانتلي تحت عنوان «من قلب حلب».
وظهر الرهينة البريطاني لدى «داعش»، جون كانتلي، في مقطع مصور خلال جولة له في حلب، زار أثناءها سوقا ومحكمة الشريعة، وتجول عبر شوارع المدينة. ويزعم المقطع أن كانتلي والطاقم المرافق له كانوا على وشك التعرض لهجوم من ضربة جوية. وادعى كانتلي أن الطائرات الأميركية من دون طيار وطائرات النظام السوري تعاونت معا في شن الغارة المزعومة. ويعد هذا هو الفيديو العاشر الذي يظهر فيه كانتلي وينشره «داعش».
يذكر أن حلب أكبر المدن السورية، وشكلت جبهة أمامية لمعارك مستمرة بين «داعش» والجيش السوري الحر والعديد من الجماعات المسلحة ومقاتلين موالين لنظام الأسد على مدار السنوات الأربع الماضية، مما أسفر عن تدمير الجزء الأكبر من المعمار القديم بالمدينة الذي أدرج على قائمة مواقع التراث العالمي.
ويتسم الفيديو الجديد بتصويره وإخراجه المبهرين، وهي المرة الثالثة التي يظهر فيها كانتلي في فيديو ينشره «داعش»، والمرة الثالثة التي يقوم خلالها بجولة بإحدى المدن الخاضعة لسيطرة الجماعة، حيث ظهر من قبل في جولة عبر الموصل العراقية وكوباني السورية.
وخلال الشريط الذي تبلغ مدة عرضه 12 دقيقة، التقى كانتلي مسلحا فرنسيا دعا لشن المزيد من الهجمات في وطنه، قائلا «المسلمون في الغرب تقدر أعدادهم بالملايين، وهم قادرون على تنفيذ مذابح كبرى».
الأمر المنذر بالسوء أن كانتلي أعلن أن هذا المقطع المصور الذي يحمل عنوان «من داخل حلب» هو «الأخير في هذه السلسلة». ويبدأ الفيديو بزيارة كانتلي لضاحية زراعية، حيث يزعم أن الاقتصاد «يزدهر». بعد ذلك، يزور مدرسة دينية بالمدينة، حيث يظهر وهو يكيل الثناء على النظام التعليمي لـ«داعش»، بينما يظهر عدد من الصبية يرتلون آيات من القرآن.
وبعد مغادرة المدرسة الدينية يظهر كانتلي داخل ضاحية الباب، حيث يشير إلى طائرة استطلاع من دون طيار تطير فوقه. وعلق على المشهد بقوله «لا يعبأ المجاهدون بعدد الأعين التي تتطلع نحوهم من السماء. في لحظة ما ستشرع هذه الطائرة في التقاط صور أو إلقاء قنابل أو إطلاق صواريخ».
وفي غضون ثوان يظهر كانتلي خارج مبنى معرض لتدمير شديد زعم أنه سوق مدنية. وادعى أنه ومن معه كانوا على بعد خمس دقائق فقط من المكان عندما قصفت طائرة تابعة للنظام السوري المنطقة.
ويتجول كانتلي في الفيديو على أماكن الضربات الجوية في حلب، مشيرا إلى أن المدينة كانت في قلب المعارك منذ صيف 2012، موضحا أنه «بفعل القصف العنيف من قبل قوات بشار الأسد تحول كثير من أحياء المدينة إلى خراب، ونزح كثير من الناس، والآن انضمت إليها في القصف الطائرات الأميركية وتركت كثيرا من مناطق المدينة وما جاورها حطاما من شدة القصف».
كما يظهر مقطع الفيديو أطفالا في صف دراسي يتعلمون اللغة العربية ويحفظون القرآن الكريم، حيث يقول كانتلي «سيكون هؤلاء هم المجاهدين في المنطقة خلال الأجيال القادمة».
وادعى كانتلي أنه رغم أن القنابل أطلقت من طائرة سورية فإن الطائرة من دون طيار كانت أميركية، ملمحا لوجود تعاون وثيق بين المؤسسة العسكرية الأميركية والنظام السوري في تحديد الأهداف.
بعد ذلك، يظهر في الفيلم عدد من مقاتلي «داعش» وهم يصطادون السمك ويتبادلون أطراف الحديث ويحتسون الشاي على ضفاف نهر الفرات، ثم ظهر كانتلي وهو يقوم بجولة داخل محكمة محلية تقوم على الشريعة. وألقى الصحافي البريطاني خطبة حماسية حول مميزات الشريعة، واصفا إياها بأنها «بسيطة على نحو ملحوظ»، وحاول تبرير العقوبات القاسية المطبقة باعتبارها أدوات ردع فاعلة.
بعد ذلك، التقى كانتلي مسلحا من «داعش» ادعى أن جماعته الإرهابية لن تدمر قط لأنها «مدعومة من الله». وأضاف أن «الجماعة تزداد قوة وتزداد وحدة صفوفها مع تزايد الجهود الرامية لتدميرها».
وينتهي الفيديو بمقابلة مطولة مع مسلح فرنسي لم يكشف عن اسمه أبدى سعادته بالهجوم على مجلة «شارلي إيبدو»، وحث على تنفيذ المزيد من هجمات «الذئاب المنفردة» داخل فرنسا. وأضاف أن المتعاطفين مع «داعش» عليهم ضرب الكفار على وجوههم على الأقل «دفاعا عن دينهم» إذا كانوا عاجزين عن قتلهم. وقال المسلح الفرنسي «اقتلوهم بالسكاكين، اضربوهم على وجوههم، إن دين الله يحتاج إليكم أكثر ما تظنون»، مضيفا أن «المسلمين في الغرب قادرون على تنفيذ المذابح الجماعية».
ويبين فيديو «من قلب حلب»، من إعداد قناة «الحياة» التابعة للتنظيم، حجم الدمار بحق بالمدينة التي تشهد معارك بين «داعش» والجيش السوري الحر والجماعات المتمردة ومقاتلين موالين لنظام الأسد، مما أدى إلى تدمير مواقع التراث العالمي والبيوت.
وطبقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية يعتبر هذا الفيديو هو العاشر الذي يصدره «كانتلي» والثالث الذي يظهر فيه في إطار جولة بالمناطق التي يسيطر عليها التنظيم، حيث صدر فيديو داخل مدينة الموصل العراقية وآخر داخل مدينة كوباني. وظهر كانتلي أمام مدرسة دينية حيث شرح أن «الشريعة الإسلامية عمرها 1400 سنة، وهي أحكام من الله وقضاء الله، وعليه فإنه لا يمكن تغييرها»، مقدما مثالا بأن السارق تقطع يده.
يذكر أن التنظيم كان قد أسر جون كانتلي منذ أكثر من عامين إلى جانب الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي ظهر في فيديو لـ«داعش» في سبتمبر (أيلول) أظهر قيام التنظيم بقطع رأسه.
رهينة بريطاني في أحدث أفلام «داعش» الدعائية
ظهر في جولة تضمنت سوقًا ومحكمة الشريعة.. وتجول عبر شوارع مدينة حلب
رهينة بريطاني في أحدث أفلام «داعش» الدعائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة