فنلندية تتولى رئاسة بعثة الشرطة الأوروبية في أفغانستان

جرى تمديد عمل البعثة حتى نهاية 2016

الفنلندية بيا ستيجرنفال
الفنلندية بيا ستيجرنفال
TT

فنلندية تتولى رئاسة بعثة الشرطة الأوروبية في أفغانستان

الفنلندية بيا ستيجرنفال
الفنلندية بيا ستيجرنفال

اختيرت الفنلندية بيا ستيجرنفال لتتولى رئاسة بعثة الشرطة الأوروبية في أفغانستان (أيوبول) اعتبارا من السادس عشر من الشهر الحالي، وكانت تتولى منصب نائب رئيس البعثة منذ منتصف العام الماضي.
وقال بيان أوروبي في بروكسل أمس، إن بعثة الشرطة الأوروبية تكونت في عام 2007، وهي بعثة مدنية في إطار سياسة الأمن والدفاع المشترك الأوروبية، وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي جرى تمديد عمل البعثة حتى نهاية 2016، وهي جزء من التزام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ استراتيجية شاملة تتعلق بأفغانستان، وتلعب البعثة دورا حاسما في إطار الجهود الدولية لدعم التنمية في هذا البلد، وفي إطار شراكة مع الحكومة الأفغانية لتعزيز عمل الشرطة المدنية في إطار احترام القانون وحقوق الإنسان.
وتشارك البعثة في 3 مجالات، وهي الإصلاح المؤسسي في وزارة الداخلية، واحترافية رجال الشرطة الوطنية الأفغانية، وتطوير الروابط بين العدالة والشرطة، مع التركيز في العمل على مكافحة الفساد واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.
ويشارك في البعثة خبراء من دول الاتحاد يقدمون الدعم والمشورة للمؤسسات الأفغانية المعنية ومنها وزارات الداخلية والعدل ومكتب النائب العام والشرطة الوطنية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي زار الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، وأجرى محادثات تركزت حول آخر التطورات في أفغانستان والدور الأوروبي لمساعدة هذا البلد، والذي كان يستعد لفترة حاسمة وتتمثل في الاعتماد الكامل على القوات الأفغانية في حفظ الأمن والاستقرار، وذلك عقب انتهاء المهمة القتالية لقوات «إيساف» الدولية في البلاد في نهاية 2014، والتي كان يقودها حلف شمال الأطلسي. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أعلنت المفوضية الأوروبية، عن تمويل جديد للتنمية في أفغانستان خلال الفترة من 2014 إلى 2020 بقيمة مليار و400 مليون يورو مع التركيز على القطاعات الحيوية للنمو والاستقرار الاجتماعي، وخصوصا التنمية الريفية والزراعة والصحة، بالإضافة إلى تعزيز الديمقراطية في البلاد. وقال بيان أوروبي، إن التوقيع على اتفاق حول هذا الصدد جرى في واشنطن بحضور المفوض الأوروبي للتنمية أندريا بيبالجس ومستشار الرئيس الأفغاني للاقتصاد الوطني عمر زخيلوال، وذلك على هامش الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.