حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي تتجاوز 4 مليارات إسترليني

الباقة تتسع في الفترة ما بين 2016 و2019 وتكلفة المباراة الواحدة 7 ملايين

حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي تتجاوز 4 مليارات إسترليني
TT

حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي تتجاوز 4 مليارات إسترليني

حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي تتجاوز 4 مليارات إسترليني

دخلت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في مفاوضات مبكرة بشأن تسويق حقوق البث التلفزيوني للمباريات للفترة ما بين 2016 و2019، والتي يتوقع أن تجني من ورائها مبالغ قياسية تفوق 4 مليارات جنيه إسترليني (4.‏5 مليار يورو).
ومن المنتظر الإعلان عن نتيجة المفاوضات وفتح باب المزايدة منتصف فبراير (شباط) الحالي حيث من المتوقع أن تواجه شبكتي «بي تي» و«سكاي سبورت» البريطانيتين منافسة من قبل شركتي «غوغل وأبل» الأميركيتين و«بي إن سبورت» القطرية وكذلك «ديسكفري» العالمية على عرض المباريات، وهو ما قد يجعل تكلفة بث المباراة الواحدة فقط في البطولة تبلغ 7 ملايين جنيه إسترليني.
وتمنع سياسة ولوائح الدوري الإنجليزي الممتاز احتكار مشتر واحد للمباريات الـ380، ووفقا للتعاقد الحالي تعرض شبكة «سكاي» 116 مباراة من أصل 380 مباراة، بينما تمتلك شبكة «بي تي» الحق في بث 38 مباراة فقط.
ووفقا للتقارير الإعلامية فإن الباقة الجديدة ستشمل على 168 مباراة بدل 154، على أن لا يحصل أي مشتر على أكثر من 126 مباراة، كما ستسمح الرابطة ببث مباريات يوم الجمعة.
وقد تحافظ شبكة «سكاي»، على مكانتها السائدة، لكن سنة بعد سنة تخف هيمنتها خصوصا مع دخول «بي تي» كمنافس قوي، واحتمال وصول شركتي «ديسكفري» الأميركية و«بي إن سبورت» القطرية.
التنافس الساخن على حقوق البث ستستفيد من رابطة الدوري الممتاز منها الجهة المنظمة للدوري، فبعد أن ارتفعت العائدات بنسبة 77 في المائة قبل 3 سنوات، يتوقع أن تتسلق الحقوق 50 في المائة إضافية بحسب محللين بريطانيين، من دون أن ننسى أن مليارين ونصف مليار يورو تدفقت من بقية العالم.
وبعد أن وصلت عروض المرشحين لمستويات متقاربة جدا حتى يوم الجمعة الماضي بحسب الخبراء، دخل المتنافسون جولة ثانية من مفاوضات يتوقع أن تختتم في الأيام القليلة المقبلة.
ويذكر أن «بي تي» كانت تتقدم «بين الشوطين» في السباق الماضي عام 2012، لكن «سكاي» ما زالت لها السطوة وإن كان التفوق بشق الأنفس.
وحصلت «سكاي» وفقا للعقد السابق على 5 حصص من أصل 7، وتبث حاليا 116 مباراة من أصل 154 في السنة من أصل 3 مواسم بقيمة 1.‏3 مليار يورو، فيما تبث شركة الهاتف الأرضي التاريخية 38 مباراة بقيمة 990 مليون يورو أنفقتها في محاولة لوقف تراجعها بعد وصول الهاتف المحمول.
لا يزال ينص الإجراء الحالي على منع أي شبكة من بث أكثر من 75 في المائة من المباريات الـ168، والمتنافسان الحاليان على السوق البريطانية وحدا مواقفهما مع 126 مباراة لـ«سكاي» و42 مباراة لـ«بي تي».
وتعرض سعر بيع المباراة لتضخم هائل، فمن 74.‏5 مليون يورو «فقط» قبل 2013، يتوقع أن يقفز من 77.‏8 إلى 11 مليون يورو. وتعتبر «سكاي» المملوكة من قطب الإعلام روبرت موردوخ هي الشبكة التي كانت وراء توسيع رقعة بث الدوري الإنجليزي عالميا حيث حصلت على حقوق البث لـ«5» نسخ منذ تحول البطولة لمسماها الجديد في عام 1992، مقابل 256 مليون يورو. وإذا صحت التقديرات التي يرددها الإعلام الإنجليزي، فإن الدوري الممتاز التي يلاحقه 3 مليارات مشاهد في 170 بلدا، سيصبح ثاني بطولة في العالم من حيث الربحية بعد دوري كرة القدم الأميركي، وبفارق بعيد عن باقي دوريات كرة القدم.
وفي حال بلغت قيمة حقوق بث الدوري الممتاز 4 مليارات جنيه إسترليني، كما يتردد فسيحصل أي ناد يلعب في المسابقة في هذه الفترة على قرابة 100 مليون جنيه إسترليني كمكافأة.
ودخلت شبكة «بي تي» مجال البث عام 2012، ودفعت 700 مليون جنيه إسترليني مقابل بث 38 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز كل موسم في الصفقة الحالية، إلا أنها نجحت في الحصول على حقوق بث دوري أبطال أوروبا ابتداء من الموسم المقبل ولمدة 3 مواسم مقابل 897 مليون جنيه إسترليني وهو ضعف المبلغ الذي عرضته شبكتا «سكاي سبورت» و«أي تي في».
«بي تي» المتعطشة أطلقت في صيف 2013 قنوات 3 رياضية تهتم بمواضيع مختلفة، وتتقدم في بعض المجالات على خصمتها «سكاي»، وهي حاضرة في الرياضات الميكانيكية والرجبي، يتعين عليها رفع عرضها للفوز بحصة أكبر للدوري الإنجليزي الذي خرجت من سباقه «بي بي سي» وظلت الأخيرة محتفظة فقط بحقوق الملخصات لبرنامجها الأسبوعي مقابل 274 مليون يورو.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الدوري الإنجليزي الراغب بتوسع قياسي، يقترح رفع الستار عن مراحله مساء الجمعة مثل الدوري الألماني وسيكون ذلك تقليدا غريبا على الإنجليزية.
وفي ظل عدم بث كل المباريات رغبة بحضور جماهيري مثالي في الملاعب، يتساءل المشجعون عن سبب ارتفاع ثمن الاشتراكات في بطولة ليس بمقدورهم مشاهدة كل مبارياتها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».