استقبال رسمي وشعبي حافل لبوتين في القاهرة

السيسي اصطحبه إلى دار الأوبرا.. والمباحثات الرسمية اليوم

السيسي وبوتين لدى وصولهما الى دار الأوبرا المصرية (الرئاسة المصرية)
السيسي وبوتين لدى وصولهما الى دار الأوبرا المصرية (الرئاسة المصرية)
TT

استقبال رسمي وشعبي حافل لبوتين في القاهرة

السيسي وبوتين لدى وصولهما الى دار الأوبرا المصرية (الرئاسة المصرية)
السيسي وبوتين لدى وصولهما الى دار الأوبرا المصرية (الرئاسة المصرية)

بدأت الزيارة الرسمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، مساء أمس، وهي الأولى له إلى العاصمة المصرية منذ 10 سنوات. وحظيت الزيارة التي تستمر يومين والقمة المصرية الروسية التي تتخللها باهتمام بالغ من جانب الدولتين، خصوصا أن الرئيس الروسي حضر إلى القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين في روسيا الاتحادية.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان في استقبال الرئيس بوتين بالمطار لدى الوصول. كما كان من المقرر أن يصطحب السيسي الرئيس الروسي إلى دار الأوبرا المصرية، مساء أمس، حيث يشهد الرئيسان عرضا ثقافيا عن تاريخ العلاقات المصرية - الروسية، يليه عشاء خاص يقيمه الرئيس السيسي لنظيره الروسي.
ويضم الوفد المرافق للرئيس الروسي وزراء: الخارجية، والتنمية الاقتصادية، والطاقة، والصناعة، والتجارة، والزراعة، وعددا من رؤساء الشركات وكبار رجال الأعمال. ومن المقرر إجراء مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس بوتين اليوم، تليها مباحثات مصغرة بين الرئيسين، ثم جلسة المباحثات الموسعة بحضور الجانبين؛ المصري والروسي، ويعقبها حضور الرئيسين لمراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات. ثم يعقد الرئيسان بعد ذلك مؤتمرا صحافيا يُلقي خلاله كل منهما بيانا.
وتوقعت مصادر قريبة من دوائر الحكم المصرية أن يجري الإعلان اليوم عن عدد من الاتفاقات الاقتصادية والاستراتيجية الهامة بين الجانبين؛ المصري والروسي، ومنها ما يتعلق بتوريدات القمح والغاز، وكذلك ستجري مناقشة تطوير العلاقات العسكرية ووصول عدد من المعدات العسكرية الروسية إلى مصر التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة السيسي السابقة إلى روسيا. وأيضا سيتطرق اللقاء بين الرئيسين إلى نتائج اجتماعات المعارضة السورية في مصر، إضافة إلى نتائج اجتماع موسكو ومناقشة الرؤية المصرية لحل الأزمة السورية بهدف الوصول إلى توافق بين المعارضة والنظام، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. إلى جانب بحث القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ومن بينها عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وأشارت مصادر مصرية إلى أن وفدا عسكريا روسيا رفيع المستوى وصل إلى القاهرة، صباح أمس، قبل وصول الرئيس الروسي، وكان في استقبالهم عدد من المسؤولين المصريين البارزين.
وتزامنا مع الزيارة، انتشرت بشوارع القاهرة اللافتات المرحبة بالرئيس الروسي باللغات العربية والإنجليزية والروسية، إضافة إلى صور بوتين. كما تدفق على المطار عشرات من المواطنين يحملون لافتات الترحيب، بينما علقت الإعلام المصرية والروسية في كل الطرق المؤدية من وإلى الصالة الرئاسية.
وقبيل الزيارة، أكد الرئيس الروسي في تصريحات صحافية أن بلاده ترحب بجهود مصر الرامية إلى تحقيق الاستقرار الداخلي وإكمال النظام السياسي وتحديث الاقتصاد الوطني، موضحا: «التضامن مع المصريين الذين عبروا عن آرائهم خلال الاستفتاء على مشروع دستور جديد وإجراء الانتخابات الرئاسية».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.