وزير الخارجية المصري يدعو وزير الدفاع الفرنسي لوقف بث قنوات الإخوان التحريضية

شكري ونظيره الإماراتي أكدا توافق رؤية البلدين لاستعادة استقرار المنطقة

وزير الخارجية المصري يدعو وزير الدفاع الفرنسي لوقف بث قنوات الإخوان التحريضية
TT

وزير الخارجية المصري يدعو وزير الدفاع الفرنسي لوقف بث قنوات الإخوان التحريضية

وزير الخارجية المصري يدعو وزير الدفاع الفرنسي لوقف بث قنوات الإخوان التحريضية

دعا سامح شكري وزير الخارجية المصري، جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي، خلال لقائهما أمس على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن بميونيخ، إلى ضرورة وقف بث القنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان على الأقمار الصناعية، معتبرا أنها «تحض على اللجوء إلى أعمال العنف والإرهاب»، فيما أكد شكري ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد على توافق رؤية البلدين لاستعادة الأمن في منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن مباحثات الوزيرين تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأضاف البيان أن الوزيرين استعرضا خلال اللقاء التعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية تتطلب تضافر الجهود الدولية للقضاء عليها، وأهمية العمل على مكافحة تلك التنظيمات الإرهابية.
كما تناول الوزيران عددا من الملفات الإقليمية في مقدمتها الأوضاع في ليبيا والجهود المصرية والدولية المبذولة في هذا الصدد وكيفية التنسيق المشترك بين البلدين فيما يتعلق بسبل الخروج من الأزمة الراهنة التي يهدد استمرارها مصالح الليبيين وأمنهم وأمن دول الجوار والاستقرار في مختلف دول العالم، ومساندة المؤسسات الشرعية وجهود الحكومة الليبية في استعادة الأمن والاستقرار هناك، بالإضافة إلى العمل على دعم جهود المبعوث الأممي لدعم الحوار الوطني في ليبيا.
وقال البيان إن المباحثات تطرقت إلى الوضع في سوريا حيث استعرض الوزير شكري نتائج الاجتماع الأخير للمعارضة السورية الذي عقد في القاهرة، مجددا أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية في ظل ما تواجهه من مخاطر الإرهاب.
وعلى هامش مؤتمر الأمن أيضا، التقى الوزير شكري، وزير الخارجية الإماراتي. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزيرين تناولا خلال اللقاء تطورات العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والعمل على تطويرها في مختلف المجالات، والتنسيق الكامل والتشاور المشترك القائم بين البلدين للتحضير لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في الفترة من 13-15 مارس (آذار) المقبل بما يضمن نجاح المؤتمر ويحقق الانطلاقة الاقتصادية المنشودة.
وأضاف المتحدث أنه تم خلال اللقاء التشاور حول الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط في ظل علاقات التنسيق والتشاور المتميزة بين الدولتين، حيث تمت مناقشة التطورات الجارية في كل من اليمن وسوريا والعراق وليبيا وكيفية استعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة.
كما التقى شكري في ميونيخ مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، الأستاذة بجامعة جورج تاون، والتي ترأس حاليا مركز الشؤون الخارجية الأميركي، حيث بحث الوزير شكري مع أولبرايت التطورات في منطقة الشرق الأوسط وما تشهده من تفشٍ لظاهرة الإرهاب الذي بات يهدد ليس استقرار المنطقة فحسب بل واستقرار العالم أجمع، بحسب بيان وزارة الخارجية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».