سياسي يمني: طهران وراء كل ما يحدث في البلاد سواء بالمال والعتاد أو التخطيط والتدريب

قال لـ«الشرق الأوسط»: هناك قرابة 300 حوثي يتدربون حاليًا في إيران

سياسي يمني: طهران وراء كل ما يحدث في البلاد  سواء بالمال والعتاد أو التخطيط والتدريب
TT

سياسي يمني: طهران وراء كل ما يحدث في البلاد سواء بالمال والعتاد أو التخطيط والتدريب

سياسي يمني: طهران وراء كل ما يحدث في البلاد  سواء بالمال والعتاد أو التخطيط والتدريب

وجه الدكتور محمد الصبري، عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي وعضو مؤتمر الحوار الوطني السابق في اليمن، الاتهامات إلى إيران بأنها «وراء ما يحدث في اليمن، وهي صاحبة الدعم بالمال والعتاد والتخطيط والتدريب»، كاشفا في حديث مع «الشرق الأوسط» عن وجود ما يقرب من 300 حوثي يتلقون تدريبهم في إيران حاليا.
وعلّق الصبري، وهو يعد أيضا قياديا أيضا في «اللقاء المشترك»، على الموقف الخليجي والبيان الذي أصدرته دول مجلس التعاون حول تداعيات الأحداث في بلاده، ووصفه بأنه «رؤية استراتيجية صريحة وموضوعية وموقف مسؤول ومحترم تجاه اليمن من أشقائه، كما أنه أعاد الإيمان لبعض اليمنيين بأنه لن يصح إلا الصحيح». وذهب القيادي اليمني إلى أن إيران تعمل على جعل بلاده منظومة جغرافية مفتوحة لقواتها، في ظل عدم وجود دولة حقيقية وأي شكل من أشكال الممانعة، بهدف ضرب السعودية وتضييق الملاحة في باب المندب، مشيرا إلى أن الخطورة من ترك اليمن بالنسبة للسعودية ودول الخليج تكمن في أن الإيرانيين سيحولونها عن طريق الميليشيات إلى جغرافية مفتوحة، ليصعب حماية الحد الأدنى من الأمن الخليجي، وأمن البحر الأحمر والملاحة البحرية.
ولفت الدكتور الصبري إلى أن نجاح إيران ناتج عن كون الأطراف السياسية أهملت الأوضاع في اليمن، وتجاهلت خطورة استخدام الميليشيات للعنف منذ عام 2013، وجاءت النتيجة عند سقوط صنعاء بذهاب ميليشيات الحوثي للسجن القومي للإفراج عن طاقم السفينة «جيهان 1»، وكان منهم ثلاثة من الحرس الثوري الإيراني، وترحيلهم إلى عمان ومنها إلى إيران.
ورجح القيادي في «اللقاء المشترك» أن تكون اليمن مقبرة للإيرانيين الذين خططوا ودبروا للنيل منها ومن دول الخليج، مؤكدا أن السيناريو المقبل يتمثل في تدخل إيران لحماية الانقلاب الحوثي ومكتسباته. ورأى أن الانقلاب الحوثي لم يوف حتى بأعراف الانقلابات الكاملة، مؤكدا أن لحظة الانتفاضة المسلحة استفادت من ظروف ضعف الدولة في المرحلة الانتقالية وحرص الجميع على التوافق والدستور وإخراج البلد من هشاشة الدولة، واستغلت ظروف الضعف واستولت على السلطة والعاصمة بالسلاح، مشيرا إلى أن ما أقدم عليه الحوثيون سيكون هو المشكلة، وليس الحل السليم للوضع اليمني المتأزم.
ووصف حالة الرفض الشعبي للأعمال الذي يقوم بها الحوثي بالأكثر من المتوقعة في الظروف الطبيعية لأي انقلاب حقيقي، مبينا أن المظاهرات تعم اليمن حتى في المناطق التي تنتمي مذهبيا للحوثي، ومنها محافظات ذمار وحجة وعمران، وهي مناطق تعتبر حاضنة اجتماعيا لهذه الميليشيات.
ورأى أن الحوثيين يكبدون اليمنيين خسائر كثيرة بعملهم الفوضوي، وهو ما جاء في بيان دول مجلس التعاون الخليجي بوضوح حول هذه المسألة، بمعنى أنهم أصبحوا مكونا خطيرا يهدد كيان الدولة وليس السلطة، وهو ما يرفضه اليمنيون الذين لهم قدرة على التعامل مع تهديد كيان السلطة، ولكن عند المساس بكيان الدولة والوحدة الوطنية لن يقف الشعب متفرجا وسيفعل كل ما بوسعه للحفاظ على الدولة.
ولفت إلى أن اليوم الذي ذهبت فيه جماعة الحوثي إلى القصر الجمهوري وقامت بإحضار بعض الشخصيات بالقوة، كان ربع العاصمة اليمنية مغلق الشوارع بالكامل مقابل اعتقالات ومظاهرات في الربع الآخر من العاصمة، إلى جانب العديد من المدن، وضغوط شعبية في جميع المحافظات على السلطات المحلية برفض أي قرارات تأتي من المركز.
وبينما رفض عدد من الوزراء الأعضاء في الحكومة اليمنية الشرعية التحدث لأسباب تتعلق بأمنهم وسلامتهم الشخصية، قال الدكتور طه الفسيل، أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن الفساد الذي انتشر واستشرى في السنوات الماضية هو ما يتم دفع ثمنه على مستوى الدولة حاليا. وشدد على أن الفساد الذي ضرب مفاصل الدولة خلال الأعوام الماضية أدى إلى ضعف خطير في أجهزة الدولة التي فشلت أمام الملأ في حماية خطوط الكهرباء وأنابيب النفط.
ووجه الفسيل أصابع الاتهام في ضعف الدولة ووهن أجهزتها التنفيذية بأنه سبب رئيسي أدى إلى تخاذل الدولة في حوادث كثيرة، من أبرزها السكوت على سقوط عمران، وهو ما ساعد في توصيل الدولة إلى الوضع الحالي. وذهب إلى أن الضغوط التي واجهتها بلاده من قبل صندوق النقد والبنك الدوليين من أجل رفع الدعم عن المشتقات النفطية هي ما أدى في نهاية الأمر لتقديم المبرر السياسي والاقتصاد للحوثيين في الانقلاب على الشرعية في اليمن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.