شيخ {البونمر} لـ {الشرق الأوسط}: وفد الأنبار قام بزيارة سياحية لواشنطن ولم يحقق أي شيء

مصدر أمني: «داعش» أحرق 3 عراقيين أحياء غرب الرمادي بغداد: حمزة مصطفى

شيخ {البونمر} لـ {الشرق الأوسط}: وفد الأنبار قام بزيارة سياحية لواشنطن ولم يحقق أي شيء
TT

شيخ {البونمر} لـ {الشرق الأوسط}: وفد الأنبار قام بزيارة سياحية لواشنطن ولم يحقق أي شيء

شيخ {البونمر} لـ {الشرق الأوسط}: وفد الأنبار قام بزيارة سياحية لواشنطن ولم يحقق أي شيء

يروي أبو أكرم النمراوي أحد وجهاء عشيرة البونمر المحاصرة منذ شهور في جزيرة الثرثار لـ«الشرق الأوسط» البعد الإنساني لمعاناة آلاف العوائل من هذه العشيرة التي قتل تنظيم داعش المئات من أبنائها عند احتلاله قضاء هيت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2014. وفي الوقت الذي يصف فيه فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار وفي تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» الأوضاع في الرمادي بأنها «الآن شبه مستقرة» فإن رؤية المواطن النمراوي تبدو شديدة الخلاف عن طروحات المسؤول المحلي.
النمراوي الذي وجد فرصة لـ«الإفلات» على حد وصفه من «الأوضاع المزرية» في تلك الجزيرة الفراتية بعد أن تم تهجيره إليها بعد احتلال هيت ليجد نفسه مهجرا للمرة الثانية في منطقة قريبة من بغداد يقول إن «الدواعش يحاصرون هذه الجزيرة الواقعة بين بروانة وحديثة دون أن يتمكن أحد من المسؤولين لا في الحكومة المركزية ولا في حكومة الأنبار المحلية من فتح الحصار علينا هناك، الأمر الذي أدى إلى كوارث إنسانية على مستوى الغذاء والدواء».
ويحمل النمراوي «الجهات الرسمية المسؤولية الكاملة عن ذلك لأن طائرتين محملتين بمواد الإغاثة يمكن أن تحل المشكلة وقطعات عسكرية تتكون من بضعة دبابات وهمرات وأفواج من الجنود المدربين يمكن أن تقطع طرق إمدادات داعش». ولدى سؤالنا للنمراوي عن طبيعة الحواضن التي لا يزال يملكها تنظيم داعش والتي تؤمن له كل إمداداته من السلاح والعتاد والرجال؟ يجيب النمراوي إن «حواضن داعش واسعة جدا وتمتد إلى مساحات شاسعة، من راوة (غرب العراق) إلى الموصل (شمال) وهي جزيرة مفتوحة وكلها بيد داعش وهذه المساحات تؤمن لهم ما يريدون من كل شيء».
وبشأن ما أقدم عليه «داعش» من حرق 3 مواطنين في قضاء هيت التي تسكنه غالبية من عشائر البونمر قال النمراوي إن «تنظيم داعش لم يأت بجديد، فقد فعل بنا الأفاعيل وتفنن في عمليات القتل التي مورست ضدنا وبالتالي لا جديد على هذا الصعيد»، مشددا على أنه «في حال بقيت الأمور على ما هي عليه الآن فإن داعش سوف يحرقنا أحياء لأنه بدأ يتجرأ على ذلك». وكان مصدر أمني في محافظة الأنبار أفاد أمس الجمعة بأن تنظيم «داعش» أعدم 3 مدنيين «حرقا» غرب الرمادي بتهمة تزويد القوات الأمنية بتحركات عناصر التنظيم، لافتا إلى أن عملية الإعدام جرت بنفس طريقة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا.
وقال المصدر في تصريح صحافي إن «عناصر تنظيم داعش أعدموا، اليوم 3 مدنيين من أبناء قضاء هيت غرب الرمادي، وذلك بإضرام النار في أجسادهم وهم أحياء»، مبينا أن «عملية الإعدام جرت في إحدى ساحات القضاء وأمام عدد كبير من المواطنين. وأشار المصدر إلى أن «عملية الإعدام جرت بنفس طريقة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا قبل يومين».
على صعيد متصل، وطبقا لما أعلنته مصادر أمنية في مدينة الرمادي أن حظرا شاملا للتجوال فرض على المدينة، الأمر الذي ربطه الكثيرون بإمكانية حصول عملية عسكرية هناك لكن القصة من وجهة نظر فالح العيساوي نائب رئيس مجلس المحافظة تبدو مختلفة، إذ قال إن «الأمر يتعلق فقط بأداء صلاة الجمعة في الرمادي ليس أكثر من ذلك». وبشأن سير العمليات العسكرية في مختلف مناطق الأنبار اكتفى العيساوي بالقول إنها «جيدة ومستقرة نوعا ما».
وفي الوقت الذي لم يتمكن فيه وفد الأنبار العشائري والمحلي الذي زار واشنطن مؤخرا لغرض تأمين الأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية، فقد أكد عضو البرلمان العراقي وشيخ عموم عشيرة البونمر غازي الكعود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «سبق لنا أن أكدنا أن الوفد لم يذهب إلى أميركا للتسلح بل للسياحة فقط لأن من ذهب يعلم جيدا أن الولايات المتحدة ومن خلال زيارات مسؤوليها الكبار إلى العراق وفي المقدمة منهم السيناتور جون ماكين ومنسق التحالف الدولي جون ألن أكدوا لهؤلاء وخلال لقاءاتهم معهم في بغداد أنه لا يمكن تأمين السلاح إلى العشائر إلا من خلال الحكومة المركزية»، مشيرا إلى أن «السفارة الأميركية في بغداد هي من أكدت لنا أن سفرتهم سياحية لا أكثر»، متهما الكثير من أعضاء الوفد بانتمائهم إلى جهة سياسية معروفة بالأنبار (في إشارة إلى الحزب الإسلامي) بأنها «هي من جلبت داعش إلى الأنبار وهي من استغلت ساحات الاعتصام لمصالحها الخاصة».
من جهته أكد الخبير الأمني المتخصص هشام الهاشمي الباحث في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «في الوقت الذي تمت فيه محاصرة داعش في مناطق كثيرة من قواطع العمليات في صلاح الدين وديالى فإن الأنبار كلها لا تزال بيد داعش حيث إن التنظيم وبسبب حواضنه هناك وهي كثيرة جدا لا سيما في المناطق الصحراوية غرب الرمادي والجزيرة شمال شرقها فإنه لا يزال قادرا على التقدم»، موضحا أن «المشكلة التي تعاني منها كل من بغداد وواشنطن أنه من الصعب مسك الأرض المترامية الأطراف لأن أي قطعات عسكرية يمكن أن توجد هناك لا بد أن تكون مدربة على حرب العصابات وإلا فإنها سوف تكون عرضة لهجمات التنظيم الذي يجيد هذا النوع من الحرب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».