أكد المنسق العام للمبادرة الوطنية للبناء (زمزم) رحيل الغرايبة أن المبادرة تعمل على تشكيل جبهة وطنية لمحاربة الإرهاب والتطرف، بهدف خلق حالة من الوعي الوطني وتقوية الجبهة الداخلية بعدما نشاهده من تطرف وعنف وإرهاب تمثل بالحدث الأخير الذي تعرض له الشهيد الطيار معاذ الكساسبة.
وقال الغرايبة في تصريحات للصحافيين، أمس، إن هذه الجبهة الوطنية العريضة ستضم أطيافا سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية وشعبية ستكون رديفا داخليا للدولة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، في مواجهة التطرف والعنف.
وأضاف أن من أسباب طرح هذه المبادرة كذلك توحيد الجهد وطني، لنكون صفا واحدا وموحدين في مواجهة هذا الخطر الداهم، بحيث نجعل من هذا الحدث سببا للوحدة وتماسك الجبهة الداخلية وزيادة الفاعلية في حماية الأجيال المقبلة والعقول من الأفكار المنحرفة التي تروج لها التنظيمات الإرهابية.
وأعلن الغرايبة عن اجتماع سيعقد خلال الأسبوع المقبل من أجل البدء بالخطوات العملية لتطوير وإنجاح الفكرة، حيث سيتم دعوة مجموعة من الشخصيات الوطنية والمؤسسات للاتفاق على منهجية العمل في هذه المبادرة. وأشار الغرايبة إلى أن المبادرة ستسعى لتشكيل هذه الجبهة من العلماء والفقهاء وأساتذة الجامعات والقوى السياسية والاجتماعية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الحكم المحلي ومراكز الدراسات والأبحاث، ومن مختلف القطاعات. وبين أن كل قطاع سيسهم حسب قدرته، سواء أكان ذلك على مستوى إنتاج الأفكار أو على مستوى الدعم اللوجستي، وذلك من أجل إحسان التنفيذ والإخراج وتعظيم القدرة على المواجهة. ولفت الغرايبة إلى أنه آن الأوان للالتفات إلى المناهج والكتب على صعيد المدارس والجامعات، بحيث تكون المناهج قادرة على حماية النشء والأجيال الشابة من الوقوع في براثن التطرف والأفكار المنحرفة، إضافة إلى الاهتمام بالوعاظ والخطباء، بحيث يكون عملهم مبنيا على منهجية مدروسة وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، لتكون لديهم القدرة على الإقناع والتوضيح ومخاطبة العقول بطريقة علمية مقنعة. وكانت «زمزم» أصدرت يوم أول من أمس بيانا صحافيا استنكرت فيه الجريمة البشعة التي اقترفتها عصابة من القتلة الإرهابيين، والتي أظهرت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه العصابة متجردة من المشاعر الإنسانية والصفات الآدمية، فضلا عن التجرد من معاني الدين والإسلام، والتمرد على القيم والمبادئ، لافتة إلى أن هذه المجموعات ألحقت ضررا بالغا بالإسلام والمسلمين بمثل هذه الأفعال المتوحشة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا، كما عمدت إلى هدم ما بناه المسلمون عبر تاريخهم الطويل من صروح حضارية مجيدة ومنظومة قيم إنسانية نبيلة.
يشار إلى أن المبادرة «زمزم» خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بهدف «تجميع الطاقات واستثمارها وتقديم البدائل والمبادرات لتحقيق الإصلاح الشامل على أساس المواطنة والكفاءة، وفق منهج تشاركي توافقي قيمي وإطار وطني جامع يعتمد منهجا سلميا علنيا يسعى إلى تمكين المجتمع الأردني وبناء دولته المدنية الحديثة بمرجعية قيمية إسلامية».
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أحالت مجموعة من قيادات المبادرة إلى محكمة داخلية، وما زالت عضوية بعض هذه القيادات معلقة.
على صعيد آخر، قام وفد من قيادة حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن بزيارة إلى بلدة عي في محافظة الكرك، لتقديم واجب العزاء بفقيدهم الطيار معاذ الكساسبة.
وقد ضم الوفد الأمين العام للحزب محمد عواد الزيود وعلي أبو السكر نائب الأمين العام، ومراد العضايلة وصباح الصباح عضوي المكتب التنفيذي، وعددا من قيادات الحزب من رؤساء الفروع وأعضاء مجلس الشورى، حيث قدم الوفد تعازيه الحارة لوالد الفقيد وأهله وعشيرة الكساسبة.
وكان الحزب قد استنكر في تصريح له الجريمة النكراء التي أودت بحياة الطيار معاذ الكساسبة.
مبادرة «زمزم» تعمل على تشكيل جبهة وطنية لمحاربة الإرهاب في الأردن
تضم أطيافًا سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية وشعبية تكون احتياطًا داخليًا للدولة في مواجهة التطرف
مبادرة «زمزم» تعمل على تشكيل جبهة وطنية لمحاربة الإرهاب في الأردن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة