مباحثات مصرية - بريطانية حول الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء

شكري وأوبراين استعرضا مخاطر «القاعدة» و«بوكو حرام»

مباحثات مصرية - بريطانية حول الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء
TT

مباحثات مصرية - بريطانية حول الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء

مباحثات مصرية - بريطانية حول الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء

في ظل هيمنة أجندة الحرب على الإرهاب، بحث سامح شكري وزير الخارجية المصري صباح أمس مع ستيفن أوبراين مبعوث رئيس الوزراء البريطاني لمنطقة الساحل والصحراء الأفريقية، تداعيات انتشار العمليات الإرهابية في أفريقيا والمنطقة العربية. وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي أن اللقاء تناول الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، خاصة في ظل تصاعد نشاط المنظمات الإرهابية في هذه المنطقة، وبصفة خاصة المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي وتنظيم «بوكو حرام»، والجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف في هذه المنطقة المهمة، فضلا عن جهود مواجهة عمليات تهريب السلاح والمخدرات والإرهابيين عبر الحدود في هذه المنطقة.
وأضاف المتحدث أن المبعوث البريطاني عرض بشكل مفصل الرؤية البريطانية والأوروبية لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، خاصة تحدي الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وأهمية التعامل الشامل مع هذه الظاهرة الخطيرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا وتنمويا للقضاء عليها، وكذلك الأوضاع الأمنية والسياسية في مالي، فضلا عن أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتنسيق مع مصر في هذا الشأن لما لها من ثقل وأهمية.
وأوضح عبد العاطي أن الوزير شكري عرض للجهود والمساهمات المصرية في مجال مكافحة الإرهاب بمختلف أبعاده في ظل الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب. وعرض شكري، بناء على طلب المبعوث البريطاني، الرؤية المصرية لتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الساحل والصحراء، والمنطقة، خاصة مسار الوضع في ليبيا وجهود المبعوث الأممي في إطلاق الحوار الوطني في ليبيا بين الفصائل التي تنبذ العنف والإرهاب، فضلا عن الأوضاع في عدد من دول هذه المنطقة.
وأكد شكري على أن التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل تستقي أفكارها المتطرفة من فكر واحد هو الفكر المتطرف لجماعة الإخوان الإرهابية، مما يتطلب من الشركاء الغربيين التعامل مع جميع التنظيمات الإرهابية بالشفافية والوضوح والحسم ذاته، مجددا التأكيد على أن الإرهاب ظاهرة عالمية تهدد الجميع. وعقب المسؤول البريطاني بأن أمن واستقرار مصر ومنطقة الشرق الأوسط يرتبط بأمن واستقرار بريطانيا والدول الأوروبية، باعتبار أن الإرهاب بالفعل يهدد الجميع.
وعلى صعيد آخر، التقى سامح شكري مع تيري لارسن، مدير معهد السلام الدولي التابع للأمم المتحدة، حيث تناول اللقاء علاقات التعاون القائمة بين مصر والمعهد، فضلا عن التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وذكر السفير عبد العاطي أن الوزير شكري تناول مع لارسن حملة ترشح مصر للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن، التي تنظمها وزارة الخارجية لحشد الدعم الدولي لها، كما تم التشاور بشكل مفصل حول تطورات القضية الفلسطينية في ظل المستجدات الأخيرة، ومسار الأوضاع في ليبيا ودعم جهود المبعوث الأممي في إطلاق الحوار الوطني بين الأطراف الليبية المختلفة التي تنبذ العنف والإرهاب.
وأضاف المتحدث أن الوزير شكري تناول أيضا مع المبعوث الأممي تطورات الأزمة السورية، والأوضاع الأخيرة في كل من العراق واليمن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.