استنفار أمني في مصر ضد «مخططات الفوضى» ومصادر مسؤولة تطمئن: «الوضع تحت السيطرة»

تشديد في المطار بعد تفكيك عبوتين متفجرتين.. ومقتل مواطن بانفجار في الإسكندرية

رجال من الشرطة المصرية يفحصون آثار التدمير الذي لحق ببعض المتاجر بعد انفجار عبوة محدودة في أحد شوارع وسط القاهرة، (إ.ب.أ)
رجال من الشرطة المصرية يفحصون آثار التدمير الذي لحق ببعض المتاجر بعد انفجار عبوة محدودة في أحد شوارع وسط القاهرة، (إ.ب.أ)
TT

استنفار أمني في مصر ضد «مخططات الفوضى» ومصادر مسؤولة تطمئن: «الوضع تحت السيطرة»

رجال من الشرطة المصرية يفحصون آثار التدمير الذي لحق ببعض المتاجر بعد انفجار عبوة محدودة في أحد شوارع وسط القاهرة، (إ.ب.أ)
رجال من الشرطة المصرية يفحصون آثار التدمير الذي لحق ببعض المتاجر بعد انفجار عبوة محدودة في أحد شوارع وسط القاهرة، (إ.ب.أ)

في ظل انتشار ظاهرة العبوات المتفجرة المحلية الصنع، محدودة الأثر، في عدد من المحافظات المصرية مؤخرا، أكدت قيادات أمنية مصرية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن هناك استنفارا أمنيا عاما في مصر لمواجهة القائمين على زرع تلك العبوات، لكن القيادات الأمنية شددت في ذات الوقت على أن «الوضع الأمني العام تحت السيطرة، وما تسعى له تلك العناصر الإرهابية هو فقط إثارة الذعر بين المواطنين».
ونجحت قوات الأمن في مطار القاهرة الدولي أمس في العثور على قنبلتين هيكليتين بدائيتي الصنع؛ الأولى بجوار سور صالة الوصول رقم (3) بالمطار، والثانية على بعد 200 متر منها أسفل سيارة أحد العاملين بالمطار. واتخذت سلطات الأمن بالمطار إجراءات أمنية مشددة، وجرى تفكيك العبوتين.
كما عقدت القيادات الأمنية بالمطار اجتماعا موسعا لبحث تداعيات الواقعة، وخطط التأمين لمنع تكرار الحادث، إضافة إلى التحقيق في ملابساته واستجواب الشرطيين المكلفين بالأمن، ومراجعة كاميرات المراقبة. وأوضحت القيادات الأمنية ومصادر مسؤولة بالمطار أن حركة الإقلاع والهبوط بالمطار ومواعيد الرحلات طبيعية ومنتظمة ولم تتأثر بالواقعة.
من جهة أخرى، انفجرت صباح اليوم عبوة محدودة في أحد شوارع وسط القاهرة، ولم يسفر الانفجار عن إصابات بشرية ولكن فقط تلفيات محدودة في واجهات عدد من المحال حول مركز الانفجار. وقامت قوات الحماية المدنية والأمن العام بتمشيط المنطقة المحيطة، ولم تجد أي شيء مثير للاشتباه.
وفي الإسكندرية، لقي شاب مصرعه وأصيب آخران في انفجار بجوار أحد المستشفيات غرب المدينة صباح أمس. بينما أشعل عدد من مثيري الشغب النيران في ترام الإسكندرية أثناء سيره بمنطقة الورديان، باستخدام الزجاجات الحارقة (مولوتوف)، ولم يسفر الحادث عن إصابات رغم تسببه في احتراق عربات الترام بالكامل.
وأكد اللواء أمين عز الدين، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، في تصريح له أمس أنه تم ضبط المتهم، وبمواجهته قرر بأنه ينتمي لتنظيم «الإخوان الإرهابي»، وأنه تلقى تكليفات من قياداته بالتنظيم للقيام بذلك بغرض إثارة سخط واستياء المواطنين البسطاء وإتلاف المال العام.
وفي سيناء، تواصلت العمليات المكثفة التي يقوم بها الجيش على معاقل المتطرفين. وأوضح شهود عيان من مدينة العريش أن علميات التمشيط الواسعة لملاحقة الإرهابيين تحت غطاء جوي من مروحيات الأباتشي لا تزال متواصلة، كما تحول الطريق الواصل من شرق المدينة إلى رفح والشيخ زويد إلى «منطقة عمليات».
كما أكد شهود العيان من السكان لـ«الشرق الأوسط» أن القوات العسكرية أوقفت عددا كبيرا من العناصر المشتبهة، مؤكدين أن أغلبهم تابع لتنظيم «أنصار بيت المقدس الإرهابي»، مقدرين عدد هؤلاء بنحو 15 شخصا. إضافة إلى مقتل نحو 5 آخرين أثناء مقاومة القوات خلال العمليات، التي تتواصل ليل نهار منذ تولي الفريق أسامة عسكر قيادة المنطقة الموحدة شرق القناة قبل أيام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.