مواجهات بالأسلحة الثقيلة في شبوة ومقتل قيادي من «أنصار الله» في إب

الحوثي يحذر سفراء أجانب من مغادرة اليمن و{الإصلاح} يتهمه بالبحث عن غطاء سياسي للانقلاب

مواجهات بالأسلحة الثقيلة في شبوة ومقتل قيادي من «أنصار الله» في إب
TT

مواجهات بالأسلحة الثقيلة في شبوة ومقتل قيادي من «أنصار الله» في إب

مواجهات بالأسلحة الثقيلة في شبوة ومقتل قيادي من «أنصار الله» في إب

ذكرت مصادر في صنعاء، أن الحوثيين حذروا سفراء أجانب من مغادرة البلاد، مع وصول الحوارات السياسية التي دعا إليها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص في اليمن، جمال بنعمر، إلى طريق مسدود، بعد انسحاب أحزاب سياسية بارزة منها، احتجاجا على الانقلاب المسلح للحوثيين، فيما اتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح، الحوثي بالسعي لابتلاع الدولة، وحمله مسؤولية تبعات العملية الانقلابية في العاصمة صنعاء ومدن بالشمال.
واستغل الحوثيون حالة الفراغ الدستوري في العاصمة صنعاء، وسيطروا على المنافذ الجوية والبرية في صنعاء، وهددت الجماعة أمس سفراء أجانب من مغادرة صنعاء، بعد أن شهدت العاصمة مؤخرا مغادرة سفراء دول خليجية وعربية ودولية، بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده، ونقلت قناة «العربية الحدث»، عن مصادرها الانقلابيون الحوثيون حذروا عددا من السفراء من الدول الغربية من مغادرة البلاد، قبيل ساعات من انتهاء مهلة جماعة الحوثي للقوى السياسية للخروج بحل من الأزمة الراهنة بعد تقديم الرئيس هادي لاستقالته للبرلمان، وقد قلصت البعثات الدبلوماسية في اليمن أفرادها بسبب الظروف الأمنية والسياسية، وأغلقت السفارة الفرنسية القسم القنصلي، وقبلها أعلنت سفارة الولايات المتحدة تقليص طاقم سفارتها في صنعاء.
وشهدت صنعاء أمس عمليات ملاحقة واختطاف لإعلاميين وناشطين، أثناء تغطيتهم للمسيرات المناهضة للحوثيين، فيما لا يزال العشرات من الناشطين، في معتقلات سرية بينها منازل وقصور يملكها قيادات عسكرية ورجال أعمال سيطروا عليها أثناء اقتحامهم للعاصمة صنعاء، فيما لا يزال قادة الدولة تحت الإقامة الجبرية منذ أكثر من 11 يوما بينهم الرئيس هادي ووزراء حكومة خالد بحاح.
وهاجم حزب الإصلاح (الإسلامي) الحوثي وحمله مسؤولية الفراغ الدستوري الذي وصلت إليها البلاد، وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للإصلاح أن «الفراغ السياسي الذي تمر به البلاد هو نتيجة حتمية لما قام به الحوثيون من انقلاب عسكري وخروج عن الاتفاقات الموقعة معهم». وفي إشارة إلى المهلة التي أعلنها الحوثي للأطراف السياسية والتي انتهت أمس، لفت الإصلاح إلى أن الحوثي يريد من القوى السياسية المدنية شرعنة الانقلاب المسلح، في محاولة منه للحصول على الغطاء السياسي، معترفا بتحمل القوى السياسية عاقبة صمتها وتغاضيها عن دخول ميليشيا الحوثي منطقة دماج فعمران وقيامها بعد ذلك بإسقاط العاصمة صنعاء، منتقدا موقف الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومجلس الأمن الذين وقفوا متفرجين تجاه معرقلي التسوية والعملية الانتقالية، موضحا أن اليمن بكل فئاته يدفع ضريبة صمتهم وسكوتهم عن الميليشيا المسلحة. ويعد حزب الإصلاح العدو اللدود للحوثي حيث تعرض أعضاؤه لعمليات قتل واختطاف، إضافة إلى تفجير مقراته واحتلالها في المدن التي سيطر عليها الحوثيون. وأشار الحزب إلى أن اليمن لم يشهد طوال تاريخه المعاصر ما يشهده اليوم على أيدي ميليشيا الحوثي من قمع وتنكيل وإقصاء للمخالفين وسطو ونهب مسعور لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية حتى وصل الأمر حد اقتحام منزل رئيس الدولة وتعطيل عمل الحكومة، مؤكدا أن الحوثي يسوق البلاد نحو المجهول بدعاوى ثورية زائفة.
وكان القيادي في جماعة الحوثي علي العماد كشف عن تهديدات تلقتها جماعته من سفراء الاتحاد الأوروبي بقطع المعونات عن اليمن، وفرض حصار اقتصادي وإعلامي، في حال أعلنت الجماعة عن مجلس رئاسي، واتهم العماد دول الغرب وأتباع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وحزب الإصلاح و«القاعدة»، بالسعي لخلق أزمات اقتصادية، ونشر الاضطرابات الأمنية والخدمية في مأرب والجنوب، لإثارة الاحتجاجات ضد جماعته، مؤكدا أن العودة إلى البرلمان ودستور ما قبل 2011، هو الخيار الوحيد المرغوب فيه إقليميا ودوليا.
وفي سياق الوضع الأمني قتل جندي وجرح آخرون في اشتباكات مسلحة بين وحدات من الجيش اليمني ومسلحي جماعة أنصار الشريعة الذراع المحلية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في محافظة شبوة جنوب البلاد، وذكرت مصادر محلية أن مسلحي الجماعة هاجموا بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ثكنة عسكرية في مدينة عزان صباح أمس الثلاثاء، وأسفر الهجوم عن مقتل جندي وإصابة آخرين، فيما رد الجيش بقصف عنيف على مواقع المسلحين، مستخدما الدبابات والمدافع الثقيلة إضافة للأسلحة المتوسطة، ولم يعرف إن كان هناك قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، وتعتبر محافظة شبوة من المعاقل الرئيسية لـ«القاعدة»، إضافة إلى محافظة أبين المجاورة لها، وتشهد منذ سنوات عمليات متبادلة بين القاعدة وقوات الجيش الذي أعلن العام الماضي تطهيرها من المسلحين بعد معارك عنيفة دامت شهرين.
وفي محافظة إب وسط البلاد اغتال مسلحون مجهولون قياديا من جماعة الحوثي في الساعات الأولى من صباح أمس، وأكدت مصادر أمنية في المحافظة أن المحامي محمد حسن زيد المساوي، قتل أثناء خروجه من منزله، حيث باشره مسلحون ملثمون يستقلون دراجة نارية بـ5 رصاصات، قبل أن يلوذوا بالفرار، وتحمل عملية قتل المساوي الذي يشغل مديرا للشؤون القانونية في الجهاز المركزي للمحاسبة والمراقبة، بصمات تنظيم القاعدة الذي تبنى قبل أيام اغتيال قيادي آخر يسمى «أبو عبد الله العياني»، وفي السياق نفسه أصيب 4 مسلحين حوثيين في تفجير قنبلة يدوية على سيارة كانوا يستقلونها في مدينة معبر بمحافظة ذمار، وأوضحت مصادر محلية أن مجهولا رمى قنبلة باتجاه إحدى السيارات التابعة لمسلحي الحوثي أثناء مرورهم بالقرب من مسجد النور التابع للتيار السلفي في المدينة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».