اعتقال سجى الدليمي في لبنان يميط اللثام عن حياة الزوجة السابقة لزعيم «داعش»

تزوجت على الأقل 3 مرات.. ونقلت مئات الآلاف من الدولارات إلى مقاتلين على طول الحدود اللبنانية مع سوريا

سجى الدليمي و .. وزوجها السابق ابو بكر البغدادي
سجى الدليمي و .. وزوجها السابق ابو بكر البغدادي
TT

اعتقال سجى الدليمي في لبنان يميط اللثام عن حياة الزوجة السابقة لزعيم «داعش»

سجى الدليمي و .. وزوجها السابق ابو بكر البغدادي
سجى الدليمي و .. وزوجها السابق ابو بكر البغدادي

ظلت الزوجة السابقة لأكثر رجل مطلوب على مستوى العالم تستخدم لبنان على مدى شهور كقاعدة لنقل الأموال بشكل سري إلى متطرفين إرهابيين، وفقا لمسؤولين عسكريين لبنانيين.
قال المسؤولون إنها أخفت هويتها بوثائق مزورة تشير إلى أنها مواطنة سورية تدعى ملك عبد الله. وفي النهاية اكتشفوا، على حد قولهم، أنها سجى الدليمي وهي مواطنة عراقية تزوجت منذ 6 سنوات ولمدة وجيزة (3 أشهر) بالرجل الذي يرأس حاليا تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي. وقال المسؤولون إن الجيش اعتقل الدليمي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) مع فتاة هي ابنتها من البغدادي.
وسلط التحقيق في قضية الدليمي الضوء على الأساليب الغامضة التي تقوم من خلالها ميليشيات تنظيم داعش بنقل الأموال في أنحاء منطقة الشرق الأوسط. كما أوضحت أيضا كيف تقيم أسر المقاتلين السوريين والعراقيين وتستقر بهدوء في لبنان، مختبئة في مخيمات اللاجئين والقرى التي يقطنها مسيحيون في بعض الأحيان. كما سلطت الضوء على صورة مثيرة للاهتمام لشخصية تناقض صورة المرأة الخانعة في عالم المتطرفين.
تزوجت الدليمي على الأقل 3 مرات، وعاشت في عدة دول في المنطقة، وفقا للمسؤولين العسكريين، وصفوها بأنها قوية الإرادة واستقلالية. كما أشار المسؤولون العسكريون إلى أنها نقلت مئات الآلاف من الدولارات خلال العام الماضي إلى مقاتلين من الطائفة السنية يعملون على طول الحدود اللبنانية مع سوريا.
من جانبه، قال فواز جرجس، الأستاذ في سياسة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: «إنها ليست النمط التقليدي للمرأة» في عالم المتشددين. وأشار إلى أن هذه الجماعات تنظر إلى هذه الصورة على أنها «رجل ينظر له بفخر».
وأضاف أن هؤلاء النساء يقمن بعمليات انتحارية ويساعدن في جمع معلومات استخبارية ويوزعن أموالا على الجماعات المتطرفة.
بالنسبة للبنان، تشير حالة الدليمي إلى التحدي الذي تسببه أسر المسلحين السوريين والعراقيين الذين انتقلوا للعيش في لبنان، وتحاكم الدليمي أمام محكمة عسكرية لبنانية بتهمة تمويل الإرهاب وحرمت من الحصول على محام.
ثقافة التطرف
وقال المسؤولون العسكريون إنه كان من السهل على الدليمي، وهي في الثلاثينات من عمرها، الدخول إلى مخيمات اللاجئين السوريين في مدينة عرسال الجبلية شمال لبنان، حيث تقمصت شخصية لاجئة سورية في المدينة التي زاد فيها عدد اللاجئين على عدد الأهالي البالغ عددهم 35 ألف نسمة.
وقال أحد سكان المدينة الذي اشترط عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته إن الدليمي «عاشت هنا، ولم يكن الناس يعرفون هويتها الحقيقية؛ فالمدينة مكتظة».
وقال أحد الأهالي اللبنانيين الآخرين في عرسال إن المدينة تؤوي كثيرا من أفراد عائلات المتطرفين الذين يقاتلون في سوريا.
وقالت إحدى ساكنات المدينة التي اشترطت ذكر اسمها الأول فقط، بهجت: «جميعنا يعلم هنا أن زوجات المقاتلين المتطرفين وعائلاتهم موجودون بين اللاجئين في عرسال؛ لأنه لا يوجد مكان آخر يستطيعون تركهم فيه».
قال المسؤولون العسكريون اللبنانيون إن الدليمي تزوجت البغدادي قبل 6 سنوات، وهو يتحدر أساسا من سامراء شمال بغداد، ويقول الشيخ حسن الدليمي، الذي ينتمي لعشيرة سجى الدليمي، خلال مكالمة هاتفية، إن زواجهما لم يدم أكثر من 3 أشهر.
ويقول مسؤولون لبنانيون إن والد سجى الذي يدعى حميد الدليمي، هو من دفعها لقبول هذا الزواج؛ فالزواج يتم في منطقة العشائر العراقية لأسباب سياسية، بهدف تقوية الروابط بين العائلات.
ربما يكون حميد الدليمي قد دعا لهذا الارتباط بالبغدادي في وقت كان فيه هذا الشاب وغيره من المقاتلين ثائرين على الاحتلال الأميركي ويميلون إلى تنظيم القاعدة السابق على تنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء من العراق وسوريا.
ولكن المحلل لبيب القمحاوي المقيم في الأردن يقول إنه ربما يكون البغدادي هو من دفع باتجاه هذا الزواج؛ بسبب سمعة عشيرة الدليمي، مشيرا إلى أن العادات العراقية التقليدية تسمح بسهولة الطلاق. ووصف المسؤولون العسكريون اللبنانيون الدليمي التي لا تغطي وجهها بأنها امرأة جميلة، وأنها كانت تتمتع بروح قتالية خلال التحقيق معها؛ «وذلك لأنها مؤمنة بما تعتقد به»، حسب أحد المسؤولين المشاركين في قضيتها.
وتحدث هذا المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته، مثل المسؤولين الآخرين الذين أجريت معهم لقاءات في هذه المقالة، متعللا بعدم وجود تصريح له بمناقشة هذه القضية.
وحسبما أشار مسؤولون ومحللون وتقارير إخبارية لبنانية، كانت الدليمي متزوجة من رجل عراقي آخر قبل البغدادي، ولها منه ولدان، أما ابنتها البالغة من العمر 5 أعوام فهي ابنة البغدادي. وأشار المسؤولون اللبنانيون إلى أن عددا من أعضاء عائلة الدليمي شاركوا في أنشطة مسلحة في العراق وسوريا، وأن والدها حميد أعطى البيعة لتنظيم داعش، وأنه قتل قبل نحو عام وهو يقاتل بالقرب من مدينة حمص.
وتعرضت سجى خلال تلك الفترة للاعتقال على يد القوات الحكومية السورية، بالقرب من حمص، حيث كانت تعيش مع أبيها وأختها، وفي شهر مارس (آذار) 2014 كانت من بين 150 شخصا أطلقت الحكومة السورية سراحهم، في تبادل مع راهبات كانت جبهة النصرة تحتجزهن.
وأشارت السلطات إلى أن الدليمي نقلت الأموال إلى المسلحين الذين ينشطون بمحاذاة الحدود اللبنانية مع سوريا. وفي شهر أغسطس (آب) قامت مجموعة من المسلحين التابعين لتنظيم داعش وجبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، بمحاصرة عرسال عندما كانت الدليمي تعيش هناك. وانسحب المسلحون إلى سوريا بعد أيام وقد اختطفوا أكثر من 20 جنديا لبنانيا كسجناء.
تلقت الدليمي ما لا يقل عن 200 ألف دولار عن طريق وكالات تحويل برقي ومؤسسات خيرية، ثم وزعت الأموال على المسلحين، بحسب مسؤول استخباراتي عسكري بارز، شارك كذلك في استجواب الدليمي في مقر وزارة الدفاع التي تقع بالقرب من بيروت. وأضاف أنه تم إرسال الأموال لمؤسسات في لبنان «تعمل تحت غطاء تقديم مساعدات للاجئين السوريين».
من جانبه، قال سالم زهران، وهو محلل لبناني مقرب من المسؤولين العسكريين، إن الدليمي تستطيع أن تنقل بسهولة أموالا للمسلحين لأنها امرأة؛ فالتقاليد المحافظة تجعل الجنود، أغلبهم من الذكور، حذرين من تفتيش النساء والفتيات عند نقاط التفتيش والمعابر الحدودية.
وأضاف زهران: «تستخدم تنظيمات مثل (القاعدة) النساء لاستغلال مثل هذه التقاليد لصالحها مثلما فعلت سجى».
اكتشفت الاستخبارات اللبنانية نشاط الدليمي من خلال إشارة جاءتها من وكالة استخبارات غربية، بحسب المسؤولين الأمنيين الذين رفضوا الكشف عن هوية تلك الوكالة.
قال المسؤول الأمني البارز إنه أجريت فحوص الحمض النووي (دي إن إيه) على الدليمي والطفلة التي كانت معها بعد اعتقالها في شهر نوفمبر، وإنه تم الحصول على عينة الحمض النووي الخاصة بالبغدادي بمساعدة وكالة أميركية لم يحددها، حيث كان البغدادي مسجونا منذ 10 أعوام في العراق لدى القوات الأميركية، التي كانت تأخذ عينات الحمض النووي من المعتقلين في ذلك الوقت.
وأكد وزير الداخلية اللبناني نهاد مشنوق الشهر الماضي على قنوات التلفزيون المحلي أن الدليمي زوجة سابقة للبغدادي، وأن الطفلة الصغيرة هي ابنتهما.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».