المغرب يعتقل جزائريًا يشتبه في انتمائه إلى «جند الخلافة» الذي اغتال كوردال

عثر بحوزته على مواد خطيرة وأجهزة اتصال

السفير الفرنسي لدى الجزائر بيرنار ايمي (الثاني من اليمين) في وزارة الخارجية الجزائرية قبل اعادة جثمان كوردال الى باريس أمس (أ.ف.ب)
السفير الفرنسي لدى الجزائر بيرنار ايمي (الثاني من اليمين) في وزارة الخارجية الجزائرية قبل اعادة جثمان كوردال الى باريس أمس (أ.ف.ب)
TT

المغرب يعتقل جزائريًا يشتبه في انتمائه إلى «جند الخلافة» الذي اغتال كوردال

السفير الفرنسي لدى الجزائر بيرنار ايمي (الثاني من اليمين) في وزارة الخارجية الجزائرية قبل اعادة جثمان كوردال الى باريس أمس (أ.ف.ب)
السفير الفرنسي لدى الجزائر بيرنار ايمي (الثاني من اليمين) في وزارة الخارجية الجزائرية قبل اعادة جثمان كوردال الى باريس أمس (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية المغربية مساء أول من أمس عن إلقاء القبض على مواطن جزائري، يشتبه في انتمائه للتنظيم الإرهابي «جند الخلافة» الذي ينشط بالجزائر، والذي سبق له أن تبنى اغتيال الرهينة الفرنسي ارفي كوردال.
وأوضحت وزارة الداخلية المغربية أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ألقت القبض على المشتبه به بعد تحريات دقيقة دامت عدة أشهر قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية).
وذكر بيان للوزارة أنه جرى العثور بحوزة المشتبه به على كميات كبيرة من مواد خطيرة، وأجهزة تستعمل في الاتصالات اللاسلكية، إضافة إلى رسم بياني، مكن تفحصه من اكتشاف كميات هامة أخرى من مواد خطيرة، بالإضافة إلى أسلحة نارية بمنطقة تقع بين بني درار وأحفير.
كما أبانت التحريات، يضيف البيان، أن المشتبه به كان برفقته عنصر آخر يجري البحث قصد تحديد هويته، من أجل إلقاء القبض عليه. وأشار المصدر ذاته إلى أنه سيجري تقديم المشتبه به إلى العدالة، فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وتجدر الإشارة إلى أن التنظيم الإرهابي «جند الخلافة» الذي يتخذ من الجزائر منطلقا لعملياته، سبق وأعلن مبايعته لتنظيم داعش.
يذكر أنه في إطار المقاربة الاستباقية في مواجهة التهديدات الإرهابية، فقد سبق للمصالح الأمنية المغربية أن قامت بتاريخ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتفكيك خلية إرهابية بمدينة بركان (شرق)، موالية لـ«داعش» قامت بنشر شريط فيديو تحريضي تحت عنوان «ظهور (جند الخلافة) في المغرب الأقصى»، كان ينوي أفرادها تنفيذ مخططات إرهابية بالمغرب، من بينها اغتيال أجانب مقيمين بالمنطقة الشرقية، وذلك بتنسيق مع تنظيم «جند الخلافة» بالجزائر.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية على موقعها الإلكتروني أنه جرى أمس ترحيل جثمان السائح الفرنسي ارفي كوردال الذي اغتالته مجموعة إرهابية بولاية تيزي وزو أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي إلى بلاده فرنسا.
وذكرت أن وحدة تابعة لقوات الجيش الوطني الشعبي تمكنت يوم 15 يناير (كانون الثاني) الحالي بمنطقة تابونشت أبي يوسف قرب إفرحونن بدائرة عين الحمام (ولاية تيزي وزو) من العثور على مكان دفن الجثة خلال عملية مسح وتفتيش تبعا لمعلومات أدلى بها أحد الإرهابيين الموقوفين. وجرت عملية استخراج الجثة بحضور ممثلي النيابة العامة وعناصر الدرك الوطني والحماية المدنية، قبل أن يشرع في التعرف على هوية الجثة من خلال إجراء التحاليل العلمية.
وأشار المصدر ذاته أن كوردال (55 سنة) وهو متسلق جبال، اختطف من قبل مجموعة إرهابية يوم 21 سبتمبر 2014 بالقرب من قرية آيتوابان ببلدية أقبيل (تيزي وزو) حيث كان على متن سيارة رفقة أصدقاء جزائريين أطلق سراحهم، في حين جرى الإبقاء عليه واقتياده إلى وجهة مجهولة قبل اغتياله في 24 سبتمبر الماضي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».