السلطات المصرية تخلي سبيل نجلي الرئيس الأسبق مبارك

مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: لا يمكنهما مغادرة البلاد

علاء وجمال نجلا الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال خروجهما من محبسهما في سجن طرة (جنوب شرقي القاهرة) إلى جلسة سابقة في المحكمة الجنائية بأكاديمة الشرطة (أ.ب)
علاء وجمال نجلا الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال خروجهما من محبسهما في سجن طرة (جنوب شرقي القاهرة) إلى جلسة سابقة في المحكمة الجنائية بأكاديمة الشرطة (أ.ب)
TT

السلطات المصرية تخلي سبيل نجلي الرئيس الأسبق مبارك

علاء وجمال نجلا الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال خروجهما من محبسهما في سجن طرة (جنوب شرقي القاهرة) إلى جلسة سابقة في المحكمة الجنائية بأكاديمة الشرطة (أ.ب)
علاء وجمال نجلا الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال خروجهما من محبسهما في سجن طرة (جنوب شرقي القاهرة) إلى جلسة سابقة في المحكمة الجنائية بأكاديمة الشرطة (أ.ب)

أطلقت السلطات المصرية سراح علاء وجمال نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك من محبسهما في سجن طرة (جنوب شرقي القاهرة) في وقت مبكر فجر أمس. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الموعد تقرر «لدواع أمنية»، فيما أكد وزير الداخلية المصري أن ذلك يأتي تنفيذا لـ«قرار محكمة».
وأوضحت المصادر الأمنية الرفيعة أن «السلطات المصرية حرصت على التعتيم الإعلامي على الموعد المقرر لإطلاق سراح علاء وجمال مبارك، وتقرر مغادرتهما السجن في ساعة مبكرة من فجر الاثنين، وذلك خوفا من الترصد لهما واستهدافهما؛ خاصة أن موعد إخلاء سبيلهما تزامن مع دعوات الحشد والتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير».
وبينما قال وزير الداخلية، على هامش مؤتمر صحافي عقده أمس حول الأحداث التي جرت يوم الأحد 25 يناير (كانون الثاني) الجاري، إنه تم بالفعل إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك من السجن بعد صحة إجراءات الإفراج من قبل النيابة العامة، موضحا أن ذلك «قرار محكمة وليس لوزارة الداخلية دخل فيه». أكدت المصادر الأمنية أن الإفراج يأتي بضمان محل إقامة نجلي مبارك، المعلوم للسلطات المصرية، وأنهما حاليا يحاكمان على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بـ«قصور الرئاسة»، لكن دون أن يخضعا للتوقيف أو الحبس، نظرا لتجاوزهما فترة الحبس الاحتياطي القصوى.
ورفضت المصادر الأمنية التعليق على الجهة التي سيقيم فيها نجلا مبارك خلال الفترة المقبلة، وما إذا كانا سيقيمان في منزليهما إبان فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك بضاحية مصر الجديدة، أم في مواقع أخرى مؤمنة، قائلة إنها «معلومات سرية نظرا لحساسية وضعهما»، مشددة أن نجلي مبارك «غير محددي الإقامة، أو تحت الإقامة الجبرية وفقا للمفهوم السائد؛ لكنهما سيلتزمان بتعليمات الأمن حرصا على سلامتهما، كما أنهما لا يمكنهما مغادرة مصر حاليا».
وكانت محكمة جنايات القاهرة قررت يوم الخميس الماضي إخلاء سبيل نجلي مبارك بضمان محل إقامتهما على ذمة القضية. وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها أنه «بعد الاطلاع على أوراق التظلم التي تقدم بها فريد الديب، محامي المتهمين، وبعد الاطلاع على المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية، قد ثبت للمحكمة من مطالعة أوراق التظلم والشهادات الصادرة من النيابة العامة وإخطار مصلحة السجون الصادر لنيابة الأموال العامة العليا في 21 يناير 2015 أن المتهمين بدأت مدة حبسهم احتياطيا، على ذمة القضية، يوم 25 يونيو (حزيران) 2013»، مشيرة إلى أن المحكمة أصدرت حكمها في 21 مايو (أيار) 2014 بسجن كل من علاء وجمال مبارك 4 سنوات لكل منهما، قبل أن يقبل الطعن في الحكم وتعاد المحاكمة. ما يعني انقضاء الفترة القصوى القانونية للحبس الاحتياطي للمتهمين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.