لجنة برلمانية برئاسة الجبوري لمتابعة تنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي

تحالف القوى العراقية: هناك استحقاقات رئيسية لا تقل أهمية عن الملف الأمني

سليم الجبوري (رويترز)
سليم الجبوري (رويترز)
TT

لجنة برلمانية برئاسة الجبوري لمتابعة تنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي

سليم الجبوري (رويترز)
سليم الجبوري (رويترز)

عد تحالف القوى العراقية تشكيل البرلمان لجنة تضم ممثلين عن كل الكتل السياسية برئاسة رئيس البرلمان سليم الجبوري لمتابعة تنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي خطوة في الاتجاه الصحيح لكي لا تتكرر تجارب التسويف السابقة. وقال عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية، رعد الدهلكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من تشكيل هذه اللجنة هو متابعة ما تم تنفيذه ومعرفة الأسباب الحقيقية التي تحول حتى الآن دون تنفيذ باقي بنود وثيقة الإصلاح والبرنامج الحكومي».
وكان مقرر البرلمان العراقي نيازي أوغلو أعلن أمس عن الاتفاق على تشكيل لجنة برئاسة رئيس البرلمان تضم نائبه ارام الشيخ محمد ونوابا من مختلف الكتل لمتابعة ما تم تنفيذه من وثيقة الاتفاق السياسي ومراقبة البرنامج الحكومي. وأضاف أوغلو أن «اللجنة ستتابع ما تم تنفيذه من وثيقة الاتفاق السياسي وكذلك ستراقب عمل الحكومة في ضوء البرنامج الحكومي الذي قدمه رئيس الوزراء حيدر العبادي عند تشكيل الحكومة».
وفي هذا السياق، قال الدهلكي «لقد مضى 5 أشهر على تشكيل الحكومة بموجب وثيقة الإصلاح السياسي والتي تضمنت فيما تضمنته سقوفا زمنية لتنفيذ الكثير من البنود ومنها قوانين وإجراءات، لكننا من الناحية العملية لم نر شيئا على أرض الواقع بينما تمر البلاد في أزمة حقيقية وهناك استحقاقات وحقوق يتوجب تنفيذها أو وضعها على السكة حتى نعرف أن هناك جدية في التطبيق بوجود معوقات يمكننا جميعا العمل على تذليلها». وأضاف الدهلكي أن «تحالف القوى العراقية وجه إنذارا إلى الحكومة وإلى الشركاء في الكتل السياسية من أجل العمل على تطبيق ما اتفقنا عليه لأننا لا يمكن بعد اليوم أن نرضى بمجرد الوعود والتسويف وأود التأكيد هنا أننا بدأنا نشعر بالإحباط»، مشيرا إلى أن «الحكومة ترمي بكل ثقلها اليوم على الملف الأمني ونحن ليس لدينا اعتراض وندعم ذلك لكن هذا لا يمكن أن يكون على حساب استحقاقات رئيسية نرى أنها لا تقل أهمية عن الملف الأمني». وردا على سؤال بشأن التأخير في حسم اللجان البرلمانية وهو ما تعتبره الحكومة سببا في التأخير لا تتحمله هي، قال الدهلكي إن «هذا الأمر صحيح والبرلمان يتحمل جزءا من التأخير، لكن مشاريع القوانين ومن بينها القوانين المتفق عليها تأتي من الحكومة إلى البرلمان بصرف النظر عن التأخير في حسم اللجان وغيرها لأنه من المهم أن توضع القوانين المتفق على تشريعها ضمن سكة التشريع لكن في واقع الأمر لم يصل حتى الآن إلى البرلمان أي مشروع قانون مع بدء ارتفاع أصوات هنا وهناك تدعو إلى عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه تحت حجج وأعذار واهية».
وأوضح الدهلكي أن «تحالف القوى العراقية سيضع النقاط على الحروف وأن مصداقية الحكومة أصبحت على المحك».
من جهته دعا عضو ائتلاف الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي ورئيس كتلة التغيير هوشيار عبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «منح الحكومة فرصة إضافية نظرا لوجود خطوات تحققت نحن نرى أنها جيدة جدا حتى الآن والأهم أن هناك جدية من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي في تنفيذ ما وعد به». وأضاف عبد الله أن «هناك قضايا تحققت مثل النظام الداخلي لمجلس الوزراء وكان طوال السنوات الماضية نقطة خلافية أساسية بين الكتل بالإضافة إلى الاتفاق النفطي مع إقليم كردستان الذي كان هو الآخر إنجازا لا بد أن نأخذه بعين الاعتبار». وفيما أشار عبد الله إلى أن هناك تلكؤا في تنفيذ الكثير مما تم الاتفاق عليه في إطار وثيقة الإصلاح السياسي إلا أنه يرى أن هذا التأخير والتلكؤ غير مقصود لأن هناك قضايا تحتاج بالفعل إلى وقت وهناك قوانين يختص بها البرلمان لكننا مع ذلك بحاجة إلى رقابة وإلى متابعة وهذه هي مسؤولية اللجنة البرلمانية التي من بين أهم مهامها هي تقديم تقرير شهري للبرلمان عما تحقق على صعيد تنفيذ بنود وثيقة الإصلاح وبالتالي سوف يسهم الجميع في إيجاد آليات صحيحة لتنفيذ ما تبقى من هذه البنود».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.