مصادر روسية لـ «الشرق الأوسط»: انطلاق منتدى موسكو اليوم «بحضور فاق التوقعات»

الجعفري يرأس وفد دمشق.. «التنسيق» تخفض من تمثيلها والائتلاف يقاطع

مصادر روسية لـ «الشرق الأوسط»: انطلاق منتدى موسكو اليوم «بحضور فاق التوقعات»
TT

مصادر روسية لـ «الشرق الأوسط»: انطلاق منتدى موسكو اليوم «بحضور فاق التوقعات»

مصادر روسية لـ «الشرق الأوسط»: انطلاق منتدى موسكو اليوم «بحضور فاق التوقعات»

أكدت مصادر روسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن المشاورات السورية - السورية ستنطلق اليوم (الاثنين) في موسكو، استجابة لدعوة وزارة الخارجية الروسية التي سبق ووجهتها إلى الأطراف السورية المعنية، بينما لا يزال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة متمسكا بموقفه الرافض للمشاركة، بينما يقود وفد النظام مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة.
وكانت وكالة «تاس» الروسية للأنباء قد نقلت، أول من أمس (السبت) عن مصدر مطلع، قوله إنه من «غير المرجح» مشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في لقاء موسكو حول سوريا. المصادر الروسية نفسها قالت إن «الاهتمام بحضور المنتدى، فاق كل التوقعات، رغم صيحات بعض من أعربوا عن احتجاجهم على صيغة الدعوة، لاقتصارها على الأفراد دون التقيد بتمثيل التنظيمات المعارضة».
وفي الوقت الذي قالت فيه صحيفة «الوطن» السورية، أمس (الأحد)، إن الحكومة أبلغت الجانب الروسي أن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، سيترأس وفدها إلى «منتدى موسكو»، أوضحت أن «سوريا حافظت على مستوى المفاوضين نفسه في مؤتمر (جنيف 2)، حيث ترأس الجعفري في حينها وفد النظام وفاوض وفد الائتلاف السوري المعارض بشكل غير مباشر، من خلال المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك الأخضر الإبراهيمي».
غير أن غياب وزير الخارجية وليد المعلم عن المشاورات سيلقي بظلاله على لقاء موسكو، وفق ما قاله عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق ماجد حبو، الذي أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن خفض مستوى تمثيل النظام أدى بالتأكيد إلى خفض مستوى تمثيل الهيئة التي لن يشارك منسقها العام حسن عبد العظيم في لقاء موسكو، بينما ترك حرية الخيار لكل الأعضاء المدعوين بالمشاركة أو عدمها.
واعتبر حبو أن الملابسات التي رافقت الدعوة والتحضير للمنتدى طرحت علامات استفهام، مؤكدا في الوقت عينه حرص الهيئة على المشاركة بأي مبادرة أو خطوة من شأنها أن تؤدي إلى حل سياسي وإنهاء الأزمة في سوريا.
واتفق بدر جاموس الذي دُعي مع عدد من أعضاء الائتلاف لحضور «منتدى موسكو»، مع هذا الرأي، وقال إن المعطيات المرافقة للدعوة، سواء بدعوة أسماء وُضعت في خانة المعارضين بينما يُفترض أن تكون على طاولة النظام، إلى غياب جدول أعمال واضح، لم تبشر باحتمال التوصل إلى أي نتائج. إلا أن جاموس أكد أن الائتلاف الوطني لا يمانع أي لقاء مع الأطراف المعارضة الأخرى في موسكو، واعتبر أن أي اجتماع مع ممثلي النظام يجب أن يكون في بلد محايد، وليس روسيا، شرط أن تكون مقررات مؤتمر جنيف منطلقا لأي حوار.
وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إن معلومات وصلت إليه تفيد ببدء روسيا الإعداد للقاء آخر، بعد اقتناعها بفشل الأول قبل أن يبدأ». وكان رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق الوطنية منذر خدام قد صرح لصحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري، بأن الأعضاء الجدد من الهيئة الذين تمت إضافتهم من قبل روسيا إلى قائمة المدعوين، سيحضرون المنتدى، وهم، صفوان عكاش وأحمد العسراوي وعبد المجيد منجونة وماجد حبو وخالد عيسى.
مع العلم أن 4 أعضاء من الهيئة كانوا تلقوا الدعوة في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهم حسن عبد العظيم وهيثم مناع وعارف دليلة وصالح مسلم.
يشار إلى أن روسيا أطلقت على اجتماعات موسكو تسمية «منتدى»، كونها ليست «حوارا» ولا «مفاوضات» ولا جدول أعمال مطروحا على الطرفين لبحثه، مؤكدة أنها «لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقا في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون». وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية قال في مؤتمره الصحافي السنوي يوم الأربعاء الماضي، إن الغرب بات أكثر قناعة من ذي قبل بحتمية الحل السلمي للأزمة السورية، وأن المهمة رقم «1» تظل «داعش». وقال الوزير الروسي إن موسكو لطالما أكدت ضرورة اجتثاث جذور الإرهاب والحيلولة دون تحويل سوريا إلى دولة إرهابية في المنطقة، التي تعد مهمة أكثر خطورة مما يقوله آخرون حول رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وأعاد لافروف إلى الأذهان البيان الصادر عن قمة الثماني الكبار في لوخ ايرين في يونيو (حزيران) 2013، الذي تضمن دعوة الحكومة والمعارضة لتوحيد الجهود الرامية من أجل مكافحة الإرهاب. وقال إن «موسكو تراعي ما سبق ووقعت فيه مباحثات جنيف في يونيو 2012 من أخطاء»، فيما سبق وحذر لافروف من أن «المتخلفين عن المشاركة في مشاورات موسكو سيتخلفون عن اللحاق بمسيرة العملية التفاوضية».
وزير الخارجية الروسي أشار في وقت سابق إلى أن «مهمة روسيا تكمن في وضع الأطراف السورية المعارضة في القاعة ذاتها»، معربا عن أمله في أن يساعد لقاء موسكو حول سوريا الذي سيمتد 3 أيام تنتهي في 29 يناير (كانون الثاني).



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.