البيشمركة تطهر 80% من الأراضي المحررة غرب الموصل وتصد هجوما شرقها

المجلس الأعلى للأوقاف في كردستان يدرس إنشاء مقبرة لقتلى «داعش»

البيشمركة تطهر 80% من الأراضي المحررة غرب الموصل وتصد هجوما شرقها
TT

البيشمركة تطهر 80% من الأراضي المحررة غرب الموصل وتصد هجوما شرقها

البيشمركة تطهر 80% من الأراضي المحررة غرب الموصل وتصد هجوما شرقها

تصدت قوات البيشمركة الكردية فجر أمس لهجوم واسع شنه مسلحو «داعش» في ناحية كوير غرب أربيل، بينما حذرت قيادة أركان البيشمركة من استخدام التنظيم لغاز الكلور في معاركه ضد القوات الكردية.
وقال اللواء مصطفى ديرانيي، عضو قيادة قوات بارزان المرابطة في محوري كوير ومخمور لـ«الشرق الأوسط» إن قوات البيشمركة تصدت فجر أمس «لهجوم واسع شنه مسلحو (داعش) من 3 محاور على مواقعنا في مرتفعات سلطان عبد الله وتل الريم وتل الشعير، وبعد معركة ضارية استمرت لساعات تمكنا من صد العدو وإجباره على الانسحاب نحو مناطقه في شرق الموصل».
وأضاف ديرانيي: «كان للخندق الذي حفرناه دور مهم في صد الهجوم لأن مسلحي (داعش) لم يتمكنوا من جلب آلياتهم ومدافعهم إلى الجهة الأخرى من الخندق، بل اضطروا إلى الهجوم مشاة». وتابع: «غالبية المسلحين المشاركين في الهجوم كانوا صغار السن ومن العراقيين وقتل عدد كبير منهم خلال المعركة على يد البيشمركة وطيران التحالف الدولي، ونقدر قتلى العدو بأكثر من 70 مسلحا، ما زالت جثثهم مرمية على أرض المعركة». وتابع ديرانيي أن تنظيم داعش «كان ينوي عن طريق هذا الهجوم الواسع احتلال كوير والضغط على جبهة أربيل، لأن قوات البيشمركة استطاعت خلال الأيام الماضية أن تضغط على التنظيم داخل الموصل، وقصفت لأول مرة معاقله فيها».
في غضون ذلك أعلن مسؤول في وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان أن المجلس الأعلى للأوقاف في الإقليم يدرس مقترحا بإنشاء مقبرة خاصة بقتلى تنظيم داعش في الإقليم. وقال مريوان نقشبندي لـ«الشرق الأوسط»: «سلمنا مقترحا بإنشاء مقبرة لقتلى (داعش) إلى المجلس الأعلى للأوقاف في إقليم كردستان وننتظر رأيها في المقترح». وأوضح نقشبندي أن الهدف هو أن تكون المقبرة المقترحة «دليلا تاريخيا للأجيال المقبلة من الكرد وأن تضم قبور هؤلاء الإرهابيين الذين حاولوا يوما من الأيام احتلال كردستان». وأضاف أن المقبرة «سيكون اسمها (مقبرة الدواعش) وتسجل أسماء المعروفين منهم ودولهم التي جاءوا منها على قبورهم مما سيتيح لحكومة الإقليم التعامل مع ذوي هؤلاء القتلى عندما يأتون ليأخذوا أبناءهم مقابل تعويضات يقدمونها لذوي قتلى وجرحى البيشمركة».
من ناحية ثانية، كشف الفريق جمال محمد، رئيس أركان قوات البيشمركة، أن تنظيم داعش استخدم خلال هجوم انتحاري في منطقة الحردانية القريبة من سنجار قبل فترة غاز الكلور. وقال الفريق جمال لـ«الشرق الأوسط»: «التنظيم لن يتوانى عن استخدام كل الأسلحة ضد البيشمركة، فهو تنظيم إرهابي واستخدم قبل مدة غاز الكلور في إحدى هجماته الانتحارية في الحردانية، لكن البيشمركة تمكنت من أن تفجر العجلة عن بُعد، لذا تأثير الكلور كان ضعيفا». ولم يستبعد المسؤول أن يملك التنظيم المتطرف معامل لإنتاج الكلور في الموصل.
في غضون ذلك، واصلت قوات البيشمركة أمس عمليات تطهير كل المناطق التي حررتها في غرب الموصل خلال الأيام القليلة الماضية، وقال العقيد كامران هورامي، آمر فوج في قوات الزيرفاني التابعة للبيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تطهير نحو 80 في المائة من الأراضي التي حررناها مؤخرا في غرب الموصل، وتشهد هذه المناطق عودة سكانها، خصوصا منطقة آسكي موصل، والآن تواصل مؤسسة بارزاني الخيرية تقديم المساعدات الإنسانية للعوائل العائدة». وتابع: «أما قوات البيشمركة فقد حصنت مواقعها في المنطقة وحفرت الخنادق، ونحن الآن وصلنا إلى مفرق تلعفر والكسك».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».