تصدت قوات البيشمركة الكردية فجر أمس لهجوم واسع شنه مسلحو «داعش» في ناحية كوير غرب أربيل، بينما حذرت قيادة أركان البيشمركة من استخدام التنظيم لغاز الكلور في معاركه ضد القوات الكردية.
وقال اللواء مصطفى ديرانيي، عضو قيادة قوات بارزان المرابطة في محوري كوير ومخمور لـ«الشرق الأوسط» إن قوات البيشمركة تصدت فجر أمس «لهجوم واسع شنه مسلحو (داعش) من 3 محاور على مواقعنا في مرتفعات سلطان عبد الله وتل الريم وتل الشعير، وبعد معركة ضارية استمرت لساعات تمكنا من صد العدو وإجباره على الانسحاب نحو مناطقه في شرق الموصل».
وأضاف ديرانيي: «كان للخندق الذي حفرناه دور مهم في صد الهجوم لأن مسلحي (داعش) لم يتمكنوا من جلب آلياتهم ومدافعهم إلى الجهة الأخرى من الخندق، بل اضطروا إلى الهجوم مشاة». وتابع: «غالبية المسلحين المشاركين في الهجوم كانوا صغار السن ومن العراقيين وقتل عدد كبير منهم خلال المعركة على يد البيشمركة وطيران التحالف الدولي، ونقدر قتلى العدو بأكثر من 70 مسلحا، ما زالت جثثهم مرمية على أرض المعركة». وتابع ديرانيي أن تنظيم داعش «كان ينوي عن طريق هذا الهجوم الواسع احتلال كوير والضغط على جبهة أربيل، لأن قوات البيشمركة استطاعت خلال الأيام الماضية أن تضغط على التنظيم داخل الموصل، وقصفت لأول مرة معاقله فيها».
في غضون ذلك أعلن مسؤول في وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان أن المجلس الأعلى للأوقاف في الإقليم يدرس مقترحا بإنشاء مقبرة خاصة بقتلى تنظيم داعش في الإقليم. وقال مريوان نقشبندي لـ«الشرق الأوسط»: «سلمنا مقترحا بإنشاء مقبرة لقتلى (داعش) إلى المجلس الأعلى للأوقاف في إقليم كردستان وننتظر رأيها في المقترح». وأوضح نقشبندي أن الهدف هو أن تكون المقبرة المقترحة «دليلا تاريخيا للأجيال المقبلة من الكرد وأن تضم قبور هؤلاء الإرهابيين الذين حاولوا يوما من الأيام احتلال كردستان». وأضاف أن المقبرة «سيكون اسمها (مقبرة الدواعش) وتسجل أسماء المعروفين منهم ودولهم التي جاءوا منها على قبورهم مما سيتيح لحكومة الإقليم التعامل مع ذوي هؤلاء القتلى عندما يأتون ليأخذوا أبناءهم مقابل تعويضات يقدمونها لذوي قتلى وجرحى البيشمركة».
من ناحية ثانية، كشف الفريق جمال محمد، رئيس أركان قوات البيشمركة، أن تنظيم داعش استخدم خلال هجوم انتحاري في منطقة الحردانية القريبة من سنجار قبل فترة غاز الكلور. وقال الفريق جمال لـ«الشرق الأوسط»: «التنظيم لن يتوانى عن استخدام كل الأسلحة ضد البيشمركة، فهو تنظيم إرهابي واستخدم قبل مدة غاز الكلور في إحدى هجماته الانتحارية في الحردانية، لكن البيشمركة تمكنت من أن تفجر العجلة عن بُعد، لذا تأثير الكلور كان ضعيفا». ولم يستبعد المسؤول أن يملك التنظيم المتطرف معامل لإنتاج الكلور في الموصل.
في غضون ذلك، واصلت قوات البيشمركة أمس عمليات تطهير كل المناطق التي حررتها في غرب الموصل خلال الأيام القليلة الماضية، وقال العقيد كامران هورامي، آمر فوج في قوات الزيرفاني التابعة للبيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تطهير نحو 80 في المائة من الأراضي التي حررناها مؤخرا في غرب الموصل، وتشهد هذه المناطق عودة سكانها، خصوصا منطقة آسكي موصل، والآن تواصل مؤسسة بارزاني الخيرية تقديم المساعدات الإنسانية للعوائل العائدة». وتابع: «أما قوات البيشمركة فقد حصنت مواقعها في المنطقة وحفرت الخنادق، ونحن الآن وصلنا إلى مفرق تلعفر والكسك».
البيشمركة تطهر 80% من الأراضي المحررة غرب الموصل وتصد هجوما شرقها
المجلس الأعلى للأوقاف في كردستان يدرس إنشاء مقبرة لقتلى «داعش»
البيشمركة تطهر 80% من الأراضي المحررة غرب الموصل وتصد هجوما شرقها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة