حققت الإمارات المفاجأة التي لم تكن في الحسبان وجردت اليابان من اللقب وبلغت الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1996 بفوزها عليها 5 - 4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي، أمس (الجمعة) في سيدني.
وفي كانبرا، وضع العراق حدا لعقدته القارية أمام إيران وأقصاها من ربع نهائي كأس آسيا 2015 لكرة القدم بفوزه عليها 7 - 6 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 3 - 3 في الوقتين الأصلي والإضافي في مواجهة تاريخية خاض تيم ميلي 75 دقيقة منها بـ10 لاعبين.
* الإمارات x اليابان
اعتقد الجميع أن المغامرة الإماراتية بقيادة جيل من الشبان ومدرب بشخصية مهدي علي ستنتهي على يد المنتخب الياباني الذي كان يبحث عن لقبه الثاني على التوالي والخامس في تاريخه، لكن «الأبيض» قال كلمته وحرم «الساموراي الأزرق» من بلوغ دور الأربعة للمرة الخامسة على التوالي.
وكانت الإمارات في طريقها لحسم اللقاء في الوقت الأصلي عندما تقدمت منذ الدقيقة 7 عبر علي مبخوت وحتى الدقيقة 81 قبل أن ينجح البديل غاكو شيباساكي من إدراك التعادل لحاملي اللقب الذين ضغطوا كثيرا بعد الهدف وفي الشوطين الإضافيين، لكن التنظيم الدفاعي المحكم الذي طبقه الإماراتيون سمح لهم في نهاية المطاف بالمحافظة على التعادل وجر منافسيهم إلى ركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت لهم.
وغاب عن الإمارات، التي خاضت اللقاء بشارات سوداء حزنا على وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، المدافع وليد عباس بسبب حصوله على إنذارين في الدور الأول وعوضه علي بإشراك عبد العزيز هيكل، بينما منح الفرصة لإسماعيل الحمادي للعب في خط الدفاع أيضا على حساب حبيب الفردان.
وفي الجهة المقابلة، بدأ مدرب اليابان المكسيكي خافيير أغويري اللقاء بنفس التشكيلة التي خاض بها المباريات الثلاث في الدور الأول دون أي تعديل على الإطلاق، حيث اعتمد على الرباعي كيسوكي هوندا الذي سجل 3 أهداف في المباريات الثلاث الأولى، وشينجي كاغاوا وشينجي أوكازاكي وتاكاشي إينوي.
واستهلت الإمارات اللقاء بطريقة مثالية إذ فاجأت الأبطال بهدف رائع لعلي مبخوت الذي وصلته الكرة على الجهة اليمنى من المنطقة اليابانية بتمريرة من عامر عبد الرحمن فأطلقها «نصف طائرة» رائعة على يمين الحارس «ق7»، مسجلا الهدف الأول في مرمى الحارس إيجي كاواشيما في هذه النهائيات والرابع له شخصيا.
مع بداية الشوط الثاني كانت الإمارات قريبة من الهدف الثاني بلمحة فنية رائعة من عمر عبد الرحمن الذي لعب تمريرة «ساقطة» لمبخوت الذي حاول تلقفها مباشرة لكن الحارس وصل إلى الكرة «ق49».
وواصل المنتخب الياباني اندفاعه وحصل على عدة فرص متتالية في غضون ثوان معدودة دون أن تجد الكرة طريقها إلى الشباك.
وجاء الفرج لليابانيين عندما تبادل غاكو شيباساكي الذي دخل في الشوط الثاني بدلا من إندو، الكرة مع هوندا الذي حضرها له عند مشارف المنطقة فأطلقها البديل صاروخية أرضية على يمين الحارس الإماراتي «ق81».
واحتكم الفريقان بعدها إلى شوطين إضافيين وقد استهل رجال أغويري ضغطهم منذ البداية وسط تواصل تراجع الإماراتيين إلى منطقتهم مما جعل رجال أغويري يعانون جدا في محاولة وصولهم إلى المرمى فغابت الفرص تماما عن الشوط الأول.
ولم يتغير الوضع بتاتا في بداية الشوط الإضافي الثاني التي شهدت اندفاعا يابانيا وبعض الفرص لرجال أغويري، لكن دون التمكن من الوصول إلى الشباك بسبب تألق الدفاع والحارس ناصر.
وبقيت النتيجة على حالها حتى أعلن الحكم صافرة النهاية ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح التي بدأها هوندا بكرة طائرة في مدرجات «ستاديوم أستراليا»، ثم سجل عمر عبد الرحمن على طريقة بانينكا ممهدا الطريق أمام رفاقه، لكن خميس إسماعيل سدد أيضا بالمدرجات مانحا اليابان فرصة التعادل قبل أن يسدد شينجي كاغاوا في القائم الأيمن واضعا إسماعيل أحمد أمام فرصة منح بلاده التأهل، وهذا ما فعله بتسديدة صاروخية في شباك إيجي كاواشيما.
* العراق x إيران
بعد 4 انتصارات إيرانية وواحد عراقي في كأس آسيا، حقق «أسود الرافدين» الأهم، لأن ركلات الترجيح منحتهم التأهل إلى نصف النهائي لمواجهة كوريا الجنوبية، الاثنين المقبل، في سيدني.
وافتتح اليافع سردار أزمون (20 سنة) التسجيل لإيران منتصف الشوط الأول الذي شهد طرد زميله المدافع مهرداد بولادي في نهايته، ثم عادل أحمد ياسين للعراق في الشوط الثاني. ومطلع الشوط الإضافي الأول سجل الهداف يونس محمود هدف التقدم قبل أن يعادل مرتضى بور علي كنجي «ق103». وبعد ركلة جزاء عراقية ترجمها اليافع الآخر ضرغام إسماعيل «ق116»، خطف رضا غوتشان نجاد الهدف الثالث لإيران قبل دقيقة على نهاية الوقت الإضافي.
وفي ركلات الترجيح الماراثونية والخاطفة للأنفاس تفوق العراق 7 - 6.
وخيم الحذر على بداية المباراة، وكانت تسديدة يونس محمود الأولى في اللقاء بعد تمريرة في العمق سددها الهداف المخضرم بعيدة عن مرمى علي رضا حقيقي «ق9».
وحركت إيران مياه المباراة الراكدة عندما انطلق فوريا غفوري على الجهة اليمنى بعد إعاقة أشكان ديجاغاه ولعب عرضية عالية في ظل ضعف رقابة ومساندة من الدفاع والوسط العراقي، حلق لها سردار أزمون وضربها رأسية قوية في الزاوية اليمنى لمرمى جلال حسن مفتتحا التسجيل «ق24».
وهذا الهدف الثاني لأزمون في الدور بعد الأول الرائع في مرمى قطر في الجولة الثانية من الدور الأول.
وكاد «السفاح» يونس محمود الذي يشارك في النهائيات الرابعة له يتعادل بسرعة، لكن تسديدته اليمينية من داخل المنطقة صدها حقيقي لاعب بينافيل البرتغالي «ق27».
وشهدت الدقيقة 43 منعطفا بالغ الأهمية عندما حاول مهرداد بولادي أن يتطاول إلى كرة التقطها الحارس جلال حسن فاصطدم به مما أثار غيط الحارس العراقي ودفعه، فمنح الحكم الأسترالي بنجامين ويليامس بولادي بطاقة صفراء ثانية طردته من اللقاء، ليكمل المنتخب الإيراني الوقت الطويل المتبقي بـ10 لاعبين ويفقد المدرب كارلوس كيروش أعصابه بسبب قرار الحكم الأسترالي.
وفي الشوط الثاني، عدل المدربان سريعا في خططهما، فدفع كيروش بوحيد أميري بدلا من مسعود شجاعي وشنيشل، المعار من نادي قطر القطري خلفا لحكيم شاكر المقال بسبب تداعي النتائج بعهدته، بمروان حسين بدلا من جاستن ميرام.
وبعد تسديدة عالية لأزمون «ق55»، انطلق العراق بكرة سريعة على الجناح الأيسر، ومن عرضية لم ينجح محمود باقتناصها في قلب المنطقة تابعها أحمد ياسين لاعب أوريبرو السويدي بين قدمي حقيقي معادلا النتيجة «ق56». وهذا أول هدف يهز شباك إيران في البطولة الحالية.
وبعدها دفع كيروش بعلي رضا جاهان بخش بدلا من أزمون ورد عليه شنيشل بزج علي عدنان بدلا من علاء عبد الزهرة، في ظل سيطرة عراقية على مجريات الشوط الثاني بأكمله لم ينجح بترجمتها إلى هدف ثان يمنحه الفوز وعدم خوض تجربة الوقت الإضافي وركلات الترجيح، لكن التعادل خيم حتى النهاية واحتكم الفريقان إلى وقت إضافي هو الثاني بعد لقاء كوريا الجنوبية وأوزبكستان.
وبعد 3 دقائق على انطلاق الشوط الإضافي الأول، لعب الظهير ضرغام إسماعيل عرضية من الجهة اليسرى ارتدت من الدفاع وتابعها يونس محمود سابحا برأسه في شباك حقيقي «ق93».
وفي عرضية إيرانية جديدة لعب تيموريان ركنية حلق لها المدافع مرتضى بور علي كنجي وزرعها برأسه في مرمى حسن معادلا الأرقام ومعيدا اللقاء إلى نقطة الصفر «ق103». لكن قبل 4 دقائق على انتهاء الشوط الإضافي الثاني، حصل ياسر قاسم على ركلة جزاء بعد عرقلة من بورعلي كنجي ترجمها الشاب ضرغام إسماعيل بيسراه إلى يسار حقيقي مستعيدا تقدم العراقي «ق116».
وبلغت الإثارة أقصى درجاتها، فمن كرة ثابتة أحدثت دربكة داخل المنطقة وتسديدة بالعارضة، منح البديل رضا غوتشان نجاد التعادل للإيراني بكرة رأسية وسط ذهول العراقيين «ق119»، وذلك بعد أن تعرض الحارس جلال حسن لإصابة إثر اصطدامه بزميله مروان حسين.
وفي ركلات الترجيح، أهدر الإيراني إحسان حجي صافي ثم العراقي سعد عبد الأمير، قبل أن يسجل لإيران: بورعلي كنجي، ونيكونام، وحسيني، وغفوري، وجاهان بخش، وتيموريان، مقابل نجاح للعراقيين: سالم، وإسماعيل، وعدنان، ومحمود، وقاسم، وحسين، لكن إهدار وحيد أميري فتح الباب أمام سلام شاكر لتسجيل هدف التأهل.