«عدن» توقف تنفيذ توجيهات صنعاء

اللجنة الأمنية للإقليم تهدد بإجراءات تصعيد

«عدن» توقف تنفيذ توجيهات صنعاء
TT

«عدن» توقف تنفيذ توجيهات صنعاء

«عدن» توقف تنفيذ توجيهات صنعاء

أعلنت اللجنة الأمنية في إقليم عدن وقف تنفيذ أي توجيهات تأتي من العاصمة صنعاء، ودعت جميع أجهزة الدولة في محافظات عدن والضالع، ولحج، وأبين، إلى أخذ توجيهاتهم من السلطات المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، وشددت اللجنة في بيان صحافي على أنه على جميع قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة التزام مواقعها ومعسكراتها وحفظ الأمن والاستقرار فيها، وأكد البيان على أن اللجان الشعبية التابعة للجنوب ستقوم بالانتشار في كل من محافظات عدن وأبين ولحج والضالع، لحماية المقرات والمؤسسات الحكومية.
ودعا البيان جميع المواطنين في كل المحافظات إلى السكينة والتعاون مع اللجان الشعبية والأجهزة الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار في هذه المحافظات، وهددت اللجنة بأنها ستتخذ إجراءات تصعيدية خلال الفترة المقبلة.
وذكرت اللجنة الأمنية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها عقدت اجتماعا استثنائيا، مساء أمس، لتدارس الأحداث المأساوية المتسارعة في العاصمة صنعاء، وبروز اشتراطات جديدة للحوثيين، متجاوزين بذلك كل الاتفاقات السابقة والمواثيق الموقعة بين الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، التي كانت عبارة عن مطالب وشروط جديدة يريد أن يفرضها «الحوثي» على مؤسسة الرئاسة والحكومة.
وأكدت اللجنة على 3 نقاط هي:
1- الحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة.. وبقاء الوحدات الأمنية والعسكرية في حالة يقظة تامة، كما تبقى في حالة تأهب قصوى بانتظار تسلم أي توجيهات من قيادة إقليم عدن.
2- التزام كل الوحدات العسكرية والأمنية بعدم تسلم أي توجيهات إلا من محافظ محافظة عدن والمحافظين في محافظات الإقليم.. على أن يتم تسلم الأوامر العسكرية من قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
3- تهيب اللجنة الأمنية بالمواطنين والقوى السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني في الإقليم بأن تسهم في الحفاظ على الأمن العام والسلامة العامة.
وكانت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في صنعاء، التي سيطر عليها الحوثيون أوقفت بث قناة عدن الفضائية، فور تلاوة بيان اللجنة الأمنية، خشية من إعلان الانفصال، كما قالت المصادر، وتشترك قناة عدن في باقة واحدة على القمر الاصطناعي «نايل سات»، مع 3 قنوات يمنية رسمية، ويتم التحكم بها من العاصمة صنعاء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.