لبنان: حوار «المستقبل ـ حزب الله» نحو «إزالة المظاهر الحزبية» و«سرايا المقاومة» خارج البحث

موعد لقاء عون وجعجع يحدد بعد الانتهاء من إعداد «ورقة العمل»

لبنان: حوار «المستقبل ـ حزب الله» نحو «إزالة المظاهر الحزبية» و«سرايا المقاومة» خارج البحث
TT

لبنان: حوار «المستقبل ـ حزب الله» نحو «إزالة المظاهر الحزبية» و«سرايا المقاومة» خارج البحث

لبنان: حوار «المستقبل ـ حزب الله» نحو «إزالة المظاهر الحزبية» و«سرايا المقاومة» خارج البحث

تسير الحوارات الثنائية بين الخصوم السياسيين على الطريق الصحيح إلى الآن، في حين تجمع المواقف اللبنانية على أهمية نتائج هذا التقارب الذي من المفترض أن ينعكس إيجابا على الاستقرار الوطني. وانتهت الجلسة الثالثة بين «المستقبل» و«حزب الله» التي عقدت مساء أول من أمس على «تقدم واضح»، وفق ما جاء في بيان مشترك، بينما يستمر البحث في التوصل إلى اتفاق لإزالة «المظاهر الحزبية» في المناطق.
في موازاة ذلك، من المتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل لقاء جديدا بين ممثلي «حزب القوات» و«التيار الوطني الحر»؛ رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم الرياشي، وأمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، بحضور النائب ميشال عون. كما ستستكمل الخطوات التقنية لإسقاط الدعاوى القضائية بين الطرفين في اجتماع قانوني سيعقد الأسبوع المقبل، بين محامي الحزبين، للبحث في الإجراءات المطلوب إنجازها للانتهاء من هذا الملف، وفق ما أكّد مصدر في «القوات اللبنانية» لـ«الشرق الأوسط».
وأوضح أن الإعلان عن إسقاط الدعاوى كان خلال عطلة الأعياد ولا تزال تحتاج إلى الخطوات التقنية، مشيرا إلى أن موعد لقاء عون ورئيس حزب القوات، سمير جعجع، الذي لم يعد بعيدا، سيُحدد بعد الانتهاء من إعداد «ورقة العمل» التي لا يزال البحث بها مستمرا.
في المقابل، وفي حين أشارت المعلومات إلى إمكانية أن يطال حوار «المستقبل - حزب الله» ما يُعرف بـ«سرايا المقاومة»، الجناح العسكري السني في حزب الله، استبعدت مصادر في قوى 8 آذار، حل «السرايا»، معتبرة أن هذا الأمر ليس من مصلحة الحزب، وهو ما من شأنه أن يضرب العنصر الرئيسي في استراتيجية التنوع التي يحرص على إظهارها.
وأوضحت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن البحث قد يكون في معالجة بعض الخروق إذا حصلت، لكنه سيرتكز بشكل أساسي على «المظاهر الحزبية» المتمثلة بشكل أساسي باللافتات والشعارات والأعلام المرفوعة في المناطق والتي يُعد ضررها أكثر من نفعها، من دون المسّ بـ«السرايا».
ورأت المصادر أن نتائج الحوار السني - الشيعي، بدأت تظهر بشكل واضح أمنيا وسياسيا واجتماعيا.
وأضافت: «مجرد حصول اللقاء قطع الطريق أمام أي استدراج، وكذلك تخفيف التشنج والاحتقان، إضافة إلى إيجاد حاضنة حمائية للحكومة، في ظل استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، الذي يبدو أنه طويل الأمد، وكذلك، على الصعيد الأمني المتمثل في التوافق على محاربة الإرهاب وإعطاء الزخم والغطاء السياسي للأجهزة الأمنية للقيام بواجبها».
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قد أعلن عن تشكيل سرايا المقاومة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1997 «بحيث بات لكل لبناني، مهما كانت هويته السياسية أو الطائفية، أو إمكاناته المادية والعلمية، القدرة على المشاركة في شرف دعم المقاومة وصناعة فجر التحرير، بشرط أن يكون المنتسب قادرا على المستوى العقلي والنفسي والجسدي على المشاركة الميدانية في القتال، وألا تكون حوله أي شبهة أو علاقة أو ارتباط مع العدو الإسرائيلي. كما أن على الشباب الحزبي أخذ موافقة خطية أو شفهية من قيادته».
وأكد نصر الله حينها أن هذا التشكيل سيبقى منفصلا عن جهاز الحزب «الجاهز لتقديم كل دعم بغية قيام السرايا بأعمال عسكرية وأمنية في المناطق اللبنانية المحتلة».
ورغم تأكيد المسؤولين في الحزب أن «السرايا» تخضع للنظام نفسه الذي تخضع له «المقاومة»، برز في السنوات الأخيرة دور لعناصر السرايا في عدد من الأحداث الأمنية، لا سيما في منطقتي صيدا، جنوب لبنان، وإقليم الخروب، في جبل لبنان، يضعها المعنيون في خانة «الخروقات» القابلة للإصلاح، بينما اعتبر المصدر في 8 آذار، أن السرايا تعرضت لحملة تشويه ضمن سياق الحملة التي استهدفت كذلك «المقاومة الأم».
وكان «حزب الله» و«المستقبل» شددا على حماية القرارات الوطنية التي تحصن الساحة الداخلية.
وأشار البيان المشترك الذي صدر، بعد جلسة أول من أمس، أنه جرى البحث في التطورات التي حصلت خلال الأسبوع الماضي أمنيا وسياسيا، والتقويم الإيجابي لانعكاسات الحوار الجاري عليها. وتّم التشديد على حماية القرارات الوطنية التي تحصّن الساحة الداخلية، كما استمر النقاش في النقاط التي تّم تناولها سابقا، وحصل تقدم واضح فيها بما يفتح آفاقا أمام نتائج تساعد على تثبيت الاستقرار الوطني.
وقد حضر الجلسة المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله” الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن حزب الله، ومدير مكتب رئيس «المستقبلـ”سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق عن «المستقبلـ«، إضافة إلى وزير العمل علي حسن خليل موفدا من رئيس مجلس النواب نبيه.
وفي هذا الإطار، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان قبيل مغادرته بيروت تلبية لدعوة رسمية من دولة قطر «أننا نتابع مسار الحوارات وبالمضمون أيضا نتابع ما يجري وأملنا كبير في أن تحقق هذه الحوارات النتائج المرجوة منها على صعيد تحصين الساحة اللبنانية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء بما يتيح الفرصة في الأيام القادمة أن نرى حوارات أيضا تشمل بقية الفرقاء، وكذلك تمهيدا لحوار لبناني وطني جامع نتوصل جميعا من خلاله إلى استقرار الوطن لبنان وأمنه وسلامته”.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.