الجيش الجزائري يعتقل إرهابيا قضى 21 سنة في صفوف الجماعة المسلحة

دعا رفاقه إلى وضع السلاح والعودة إلى أحضان المجتمع

علي إسماعيل الشهير بـ«صهيب»،
علي إسماعيل الشهير بـ«صهيب»،
TT

الجيش الجزائري يعتقل إرهابيا قضى 21 سنة في صفوف الجماعة المسلحة

علي إسماعيل الشهير بـ«صهيب»،
علي إسماعيل الشهير بـ«صهيب»،

اعتقل الجيش الجزائري واحدا من قدماء المنضمين إلى الجماعات الإرهابية، التي تشكلت عام 1993، في كمين بمدينة تقع في شرق البلاد. ويُنتظر أن يستفيد من إجراءات «المصالحة»، حسبما جاء على لسانه في صور بثها التلفزيون الحكومي، مساء أول من أمس.
وكشف علي إسماعيل الشهير بـ«صهيب»، أنه لم يتوقع أبدا أن يُباغت بشل حركته من طرف قوات الأمن، ومن دون أن يستعمل سلاحه، وقال إنه «لم يخطر بباله أن يعتقل من دون أن يستخدم سلاحه، وإنه كان دائما يتصور أن يستعمل سلاحه في حال تعرضه لخطر ما»، وأضاف موضحا: «لقد فاجأني الجيش باعتقالي».
وتمت عملية المباغتة في منطقة العوانة بولاية جيدل (300 كلم شرق العاصمة)، ولم يكن إسماعيل مع أفراد أسرته حينها، وبعد أن علمت عائلته باعتقاله، سلم أفرادها أنفسهم للسلطات.
وظهر إسماعيل، وهو أربعيني، بلحية كثة، مع زوجته وأبنائه الـ5، أكبرهن فتاة في الـ18 من العمر، وكلهم ولدوا في معاقل الجماعات المسلحة، ولم يسبق لأحد من أطفاله أن دخل المدرسة. وبدا المتطرف المسلح نحيفا، يضع على رأسه عمامة ويرتدي لباسا رثا. وقالت زوجته المنتقبة، إن «العيش هنا (في أحضان المجتمع) أفضل من الجبل»، في إشارة إلى تحسن ظروف حياتها الجديدة، بعدما قضت سنوات طويلة في معاقل المسلحين.
وقال إسماعيل إنه تلقى معاملة حسنة من طرف الجيش، جريا على العادة المتبعة في مثل هذه الأحداث، حيث يذكر المسلحون الذين يسلمون أنفسهم الكلام نفسه، ويتم الترويج لتصريحاتهم في الإعلام المحلي بهدف التأثير على باقي المسلحين النشطين، وتشجيعهم على التخلي عن السلاح.
وقال إسماعيل بهذا الخصوص: «لم أكن أنوي مغادرة معقلي، وكنت دائما أقول إنني سأفتح النار على قوات الأمن إن باغتتني»، ودعا رفاقه الإرهابيين سابقا إلى «وضع السلاح والعودة إلى أحضان المجتمع»، مشيرا إلى أنه كان على علم بوجود تدابير، أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 2006 لفائدة المسلحين الذين يريدون تسليم أنفسهم للسلطات، وإلى أنه كان يسمع من حين لآخر أن أعضاء جماعات إرهابية استفادوا من إلغاء المتابعة القضائية، بعد أن تخلوا عن السلاح، غير أنه لم يفكر أبدا في الاستفادة من هذه التدابير، لأنه لم يخطر بباله أن يغادر معاقل السلاح، حسب قوله.
ولا يُعرف رسميا عدد المسلحين المنخرطين في «المصالحة»، التي تعدها السلطات مشروعا سياسيا سمح بوقف العنف الذي اندلع، غداة تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية، التي فازت بها «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، أواخر 1991.
وذكر بيان لوزارة الدفاع أن الجيش اعتقل صهيب، الأربعاء الماضي، وكان يحمل سلاحا آليا من نوع «كلاشنيكوف»، موضحا أن إسماعيل «التحق بالجماعات الإرهابية أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 1993، وكان يعيش برفقة عائلته التي سلمت نفسها بعد أن تم القبض عليه، والمكونة من زوجته وأبنائه الـ5، أكبرهم عمرها 18 سنة، وأصغرهم تبلغ سنة واحدة».
وأضاف البيان: «لقد عانت عائلة هذا الإرهابي الأمرين بسبب نشاطه في الجماعات الإرهابية، فقد فرض عليهم العيش في ظروف قاسية ومزرية، إذ كانوا محرومين من كل ضروريات الحياة، فمنذ أكثر من 20 سنة والأب الإرهابي يحرم أبناءه من حقوقهم المادية والمعنوية بعدم تسجيلهم في الحالة المدنية (دفتر العائلة)، وكانوا محرومين من التعليم والعلاج، ومنعزلين عن الحياة الطبيعية داخل غابة معزولة في الجبل وكأنهم رهائن لدى الجهل والتعصب والأنانية».
ونقل البيان عن إسماعيل قوله إنه اعتقل عندما كان بصدد جلب مؤونة، وأنه «يشعر بندم شديد» للسنوات الطويلة التي قضاها في صفوف الجماعة الإرهابية. ولم يذكر بيان الجيش تفاصيل أخرى، وأهمها كيف تمكن من القبض على إسماعيل.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس أنه تم العثور على شحنات ناسفة وذخائر، عمل الجيش الجزائري على تدميرها وإتلافها على بعد 150 كلم شرق العاصمة، على مقربة من المنطقة التي قطع فيها رأس الفرنسي هيرفيه غورديل في سبتمبر (أيلول) الماضي على يد مجموعة إسلامية متطرفة.
وأوضحت الوزارة في بيان أن الجيش عثر أول من أمس في إطار مكافحة الإرهاب، وعلى إثر عملية تمشيط شرق العاصمة، على 5 أحزمة ناسفة، و6 قنابل يدوية الصنع، وعلبة مفخخة لحاسوب صغير، وكمية من الذخائر، فقام بتدميرها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.