«شاعر شباب عكاظ» علي الدندن: الجائزة تذكرني بأنني ابن النخلة والنبع

علي الدندن توج ببردة عكاظ للشعراء الشباب لهذا العام ({الشرق الأوسط})
علي الدندن توج ببردة عكاظ للشعراء الشباب لهذا العام ({الشرق الأوسط})
TT

«شاعر شباب عكاظ» علي الدندن: الجائزة تذكرني بأنني ابن النخلة والنبع

علي الدندن توج ببردة عكاظ للشعراء الشباب لهذا العام ({الشرق الأوسط})
علي الدندن توج ببردة عكاظ للشعراء الشباب لهذا العام ({الشرق الأوسط})

للمرة الثالثة، تسلم جائزة الشعراء الشباب في «سوق عكاظ» أعنتها للشباب الأدباء في الأحساء، الواحة التي تنبت شعراء مثلما تنبت النخيل.
فبعد فوز الشاعر ناجي حرابة بجائزة شعراء شباب عكاظ عام 2010، وفوز حيدر العبد الله بها عام 2013، توج البارحة الشاعر الشاب الطبيب علي الدندن ببردة عكاظ للشعراء الشباب. الدكتور علي واصل الدندن، من مواليد الأحساء 1986، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس طب وجراحة، من جامعة الملك فيصل بالأحساء، ويعمل طبيبا في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض.
وسبق لعلي الدندن أن حاز المركز الأول، في مسابقة القصيدة الشعرية، بجامعة الملك فيصل، لـ5 أعوام متتالية، والمركز الثاني، في الأسبوع الثقافي والعلمي السادس والسابع لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون، الذي أقيم بجامعة الإمارات سنة 1428هـ، وفي جامعة الملك عبد العزيز سنة 1431هـ.
كتب عنه الشاعر الأحسائي ناجي بن داود الحرز، في كتابه «شعراء قادمون من واحة الأحساء»، كما وصفه الشاعر جاسم الصحيح بالقول: «علي الدندن يعكس العالم على مرآة قصيدته».
«الشرق الأوسط» حاورت شاعر شباب عكاظ في ليلة تتويجه في المهرجان.
* ماذا يمثل لك الفوز بجائزة شباب عكاظ؟
- الجائزة تذكرني في غمرة عملي في المختبرات الطبية أنني ابن النخلة والنبع، وأن سحنتي من لون الصحراء وجذوري ضاربة في أعماقها، وتحملني مسؤولية اقتراف قصيدة متجددة تتعالق مع الحياة وتتمثل التجربة الإنسانية وتلامسها بكل تجلياتها.
* ماذا يعني عالم الشعر؟
- يمثل الشعر لي فضاء للكشف، والمعرفة في صورتها المجردة والعارية التي تلقي بظلالها على جوهر الأشياء، ذلك أن المقاربة الجمالية للموضوع تضفي شعورا بالامتلاء والفيضان المعرفي على خلاف المقاربة الكلامية أو العلمية.
على الصعيد الشخصي، الشعر هو صيدلية الأرواح التي تنصهر وتتفكك فيها عناصر الوجود الأولية ثم تتحد في وشائج ومركبات جديدة تمنح العالم مفاهيم جديدة وهو بالتالي محاولتي لترميم العالم من حولي.
* كيف تجمع بين الشعر والطب؟
- أعرف الكثير من الأطباء الشعراء الذين تنازلوا عن موهبتهم الشعرية في سبيل المهنة النبيلة، وآمنوا باستحالة الجمع بينهما، أما أنا فأعض بكل ما أوتيت من قوة على القصيدة، وأسعى للتشبث بها إلى الرمق الأخير رغم صعوبة المهمة. فيما يتعلق بالقلة النسبية لنتاجي الشعري، وتواصلي مع المشهد الثقافي، فهما من الأضرار الجانبية لإقدامي على هذه المهمة شبه المستحيلة.
* كيف يعبر الشعر عن همومك وهموم جيلك من الشعراء؟
- أعتقد أن هموم الإنسان وأسئلته وقضاياه تحمل صيغة كونية شاملة، وأؤمن بوحدة التجربة الإنسانية. يمتلك جيلي في جعبته موهبة التعالق مع القضايا الفكرية الكبرى، من خلال الانفتاح البكر على الفضاء الإلكتروني وحركة الترجمة والفنون البصرية والضوئية.
* ما القصيدة التي تستهويك؟
- أسعى لكتابة قصيدة تلامس من العمق جوهر الوجود الإنساني، وتتمثل ضياعه وغربته، وأراهن على شاعرية المناطق المعتمة، والمجهولة، يملؤني الأمل أن أوفق في تقديم مقاربة تمس استشراف البشر للعالم، سواء كانوا من المجايلين لي أو من أجيال أخرى، وأن أغامر في اكتشاف أسرار الشعر واكتناه خباياه إلى أقصى ما يمكن أن تلامسه أيدي المغامرة.
* ماذا يفتقد الشباب في المشهد الثقافي؟
- تدور معظم انتقادات الشباب في المشهد الثقافي حول استبعادهم عن المساهمة الفاعلة واتخاذ القرار في الأندية الأدبية، وإهمال تجاربهم الكتابية، أما أنا–وإن كنت أتفق جزئيا مع هذه المشاهدات–إلا أنني أتصور أنه يجدر بي وبجيلي الاشتغال على تجاربنا الكتابية أضعاف انشغالنا بالبحث عن الظهور وامتلاك المناصب في هذه المؤسسة الثقافية أو تلك، وفي النهاية الإبداع الحقيقي هو من يفرض نفسه.
* أنت شاعر لم تنجبه المؤسسات الثقافية ولم يمر عليها.. على ماذا يؤشر هذا؟
- يشير إلى ما هو معروف مسبقا، ولا يمثل كشفا جديدا، وهو أن التجربة الشعرية اشتغال فردي محض، وجهد ذاتي خالص، علاوة على أنني لا أرى أن من وظائف المؤسسات الثقافية خلق تجارب إبداعية، وإنما تقديم الدعم لها والحفاوة وعرضها للمتلقي، والاشتغال على أسئلة الأدب الكبرى في علاقته مع الوجود والتجربة الإنسانية.
* هل لديك اتجاه شعري محدد؟ هل أنت مهموم بالقوالب الأدبية؟
- لا أكترث كثيرا بحلة الشعر بقدر اهتمامي بشاعرية الحالة والفكرة، ولذا أمارس الكتابة الشعرية بكل تجلياتها، غير أن معظم كتاباتي تنتمي لخانة الشعر الغنائي، فالكتابة خاضعة للدفقة الشعورية المرتبطة بالضرورة بمناطق عميقة وخفية من الوعي، ولا شك أن هذه المناطق التي ينبثق عنها الخيال والحس الشعري تتشكل في مرحلة مبكرة من الطفولة، على الصعيد الشخصي، كانت إطلالتي البكر على عالم الشعر من خلال الشعر الغنائي.
* كيف ترى قضية الشعر وعلاقته بالذائقة الأدبية اليوم؟
- أعتقد بوجود أزمة ما بين الشعراء من جهة والمتلقي والذائقة الأدبية الجماعية من جهة أخرى، هناك ميل عام لإلقاء اللوم على عاتق الشعراء، هذا الميل يستند إلى الرؤية القائلة بفطرية الشعر، وأنه ليس على المتلقي استثمار أي مجهود في الوصول إلى غايات الشعر واكتناه دلالاته، غير أن الدراسات الأدبية والإنسانية المعاصرة تدحض هذه المقولة، فالذائقة الأدبية تنمو وتنهار وتزدهر وتضمر. يتصل بهذا السؤال أسئلة أخرى لا تقل أهمية يأتي على رأسها أدب الطفل والأدب في المناهج الدراسية والأدب والمتداول في وسائل الإعلام، كل ذلك يسهم في صياغة الذائقة الجماعية ويلامس من الجذور أزمة الشعر والمتلقي.
* هناك من يرى أن الشعر فقد مكانته أمام زحف الرواية أخيرا.. كيف تراه أنت؟
- لا أرى أن هناك خصومة بين الأجناس الأدبية، الرواية هي الأخت الصغرى المدللة في أسرة الأدب، وتستحق منا بعض العطف والحنان والعناية، فالشعر احتل مكانة جليلة القدر في الثقافة العربية، ولا يزال، ولا يضيق صدره بأخته الصغرى، علاوة على إيماني أن الشعر هو المحيط العظيم الذي تصب فيه كل الأنهار المعرفية والأجناس الإبداعية الأخرى، والشعر الجميل هو الشعر الذي يتمثل الأشكال الإبداعية الأخرى ويتعالق مع الحياة من العمق.



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.