غوتيرس في زيارته للزعتري يحذر من تسرب أطفال اللاجئين السوريين من المدارس

أكثر من 10 آلاف أسرة سورية لا تحصل على الدعم لنقص التمويل

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس يتحدث إلى بعض سكان مخيم الزعتري الذي زاره أمس (رويترز)
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس يتحدث إلى بعض سكان مخيم الزعتري الذي زاره أمس (رويترز)
TT

غوتيرس في زيارته للزعتري يحذر من تسرب أطفال اللاجئين السوريين من المدارس

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس يتحدث إلى بعض سكان مخيم الزعتري الذي زاره أمس (رويترز)
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس يتحدث إلى بعض سكان مخيم الزعتري الذي زاره أمس (رويترز)

حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس من «تسرب المزيد من أطفال اللاجئين السوريين من المدارس بحثا عن العمل، وتعرض الكثير من النساء إلى خطر الاستغلال، إذا لم يزد المجتمع الدولي دعمه للاجئين السوريين في الدول المضيفة»، قائلا إن «عائلات اللاجئين ستلجأ لاختيار استراتيجيات تأقلم سلبية أكثر من أي وقت مضى».
جاء ذلك خلال جولة قام بها غوتيرس أمس في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق (شمال شرقي الأردن)، والتقى خلالها بعائلات سورية، واطلع على أوضاعها المعيشية والخدماتية وأبرز احتياجاتها ومطالبها. وطالب غوتيرس المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساعدة والمساندة للأردن في استضافة اللاجئين ومواصلة تقديم الخدمات الإنسانية، خصوصا في ظل الظروف الجوية السائدة، مؤكدا أهمية حشد المجتمع الدولي لدعم اللاجئين السوريين. وقال إنه نظرا للوضع الأمني في المنطقة، فإن «استضافة اللاجئين تمثل ضغطا كبيرا على الاقتصاد وعلى المجتمع في المملكة»، مبينا أن كرم ضيافة الأردن، شعبا وحكومة، يجب أن «يقابله دعم هائل من المجتمع الدولي لمساندة الأردن واللاجئين في هذا التحدي».
وأشاد غوتيرس بجهود السلطات الأردنية والمفوضية السامية وشركائها في التجاوب مع الحاجات الطارئة للاجئين خلال العاصفة الثلجية الأسبوع الماضي. وقال إن وجوده هنا هو للتعبير عن تضامنه مع اللاجئين السوريين «حيث إن تأثير العاصفة الثلجية لا يزال ملموسا ويشكل ضغطا أكبر على ظروفهم المعيشية السيئة أصلا»، مؤكدا أنه «بالإمكان الحد من آثار هذه الأزمة إذا كثف المجتمع الدولي جهوده لتخفيف معاناة اللاجئين».
وأوضح الناطق الرسمي للمفوضية في الأردن علي بيبي أن مسؤولية استضافة اللاجئين السورين «لا يجب أن تقع على عاتق الأردن وحده، فهو يحتاج لدعم ومساندة المجتمعات الدولية ليستمر في أداء دوره الإنساني على أكمل وجه». وأضاف أن «المفوضية تقدم دعما ماليا لـ21 ألفا من الأسر السورية الأكثر احتياجا، أي ما يقارب 14 في المائة من اللاجئين السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات، ومع نهاية عام 2014 تم تحديد أكثر من 10 آلاف أسرة سورية إضافية مؤهلة للحصول على هذه المساعدة، ولكن نظرا لنقص التمويل فإنها لا تحصل على هذا الدعم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».