يلتقي اليوم الجمعة موفد دبلوماسي من قبل الخارجية الروسية الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض خالد خوجة لتسليمه دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر موسكو المرتقب انعقاده نهاية الشهر الجاري، فيما تناقش الهيئة السياسية للائتلاف في اجتماعات تعقد اليوم وغدا وثيقة سياسية تم إعدادها تحدد المبادئ الأساسية للتسوية المنتظرة لوضع حد للأزمة السورية المستمرة منذ مارس (آذار) 2011.
وفي هذا الإطار، أشار أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري إلى أن الائتلاف سيتلقى اليوم دعوة رسمية للمشاركة بمؤتمر موسكو بعد أن كانت الدعوات سلّمت لأعضاء بالائتلاف بشكل فردي، لافتا إلى أن «خوجة سيتسلم الدعوة ويبلغ الموفد الروسي بأن الائتلاف سيتباحث بالموضوع، ومن المرجح أن يكون الجواب بإطار رؤية مكتوبة يتم توجيهها للقيادة الروسية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعتبر أن روسيا قادرة على لعب دور إيجابي وبنّاء بحل الأزمة، لكن ذلك يحتاج لمزيد من الحوار مع قوى المعارضة وخاصة مع الائتلاف، كما لتحضيرات جدية تسبق أي لقاء بين المعارضة والنظام». وجزم رمضان بأن موقف الائتلاف من المشاركة بمؤتمر موسكو سيكون موحدا وسيصدر عن الهيئة السياسية.
وشدّد رمضان على وجوب أن تتم أي مفاوضات مقبلة في روسيا أو غيرها على قاعدة جنيف 1. كاشفا أن الائتلاف أعد وثيقة سياسية تحدد المبادئ الأساسية للتسوية، ستناقشها هيئته السياسية في اجتماعاتها المنعقدة في إسطنبول اليوم وغدا، وأضاف: «هذه الوثيقة تستند على بيان جنيف الصادر في عام 2012 وعلى قرار مجلس الأمن رقم 2118».
وأشار رمضان إلى أن رئيس الائتلاف بدأ بتحرك لعرض هذه الوثيقة على القوى الميدانية في الداخل على أن تُعرض على كل الأطراف الثورية والميدانية ومن ضمنها هيئة التنسيق، نافيا أن يكون هناك اجتماع محدد في 22 من الشهر الجاري في القاهرة بين قوى المعارضة، ومضيفا: «هناك جلسات حوار مستمرة بين قوى المعارضة ولكن لا موعد محددا لأي مؤتمر». في هذا الوقت، قالت مصادر مطلعة لـ«وكالة سوريا للأنباء» المعارضة، إن القيادة الروسية تعتزم توسيع دائرة الدعوات التي وجهتها لحضور المؤتمر الذي دعت إليه بين 26 و29 يناير (كانون الثاني) الجاري، لتشمل شخصيات رئيسية في المعارضة السورية بعد اعتذار عدد من المدعوين. وقالت المصادر إن موفدا من الخارجية الروسية سيلتقي خوجة حيث سيوجه إليه دعوة لحضور المؤتمر بصفته الرسمية، إضافة إلى شخصيات قيادية في الائتلاف. وأشارت الوكالة إلى أن الخارجية الروسية وجّهت دعوة رسمية لكل من رئيس «التجمع الوطني السوري» كبرى الكتل في الائتلاف الوطني ميشيل كيلو ونائبه فاروق طيفور لزيارة موسكو والاجتماع مع القيادة الروسية. وكشفت الوكالة عن لقاء يعقده رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم مع وفد من الائتلاف يضم رئيسه خوجة، ونائبه هشام مروة، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ووزير الدفاع اللواء سليم إدريس.
وأشارت إلى أنّه من المقرر أن يتناول البحث التحرك الروسي الأخير لعقد حوار بين المعارضة والنظام، وجهود الائتلاف لبدء حوار وطني مع قوى المعارضة السياسية والميدانية، وسيضع الجانب التركي قيادة الائتلاف المعارض في صورة الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع واشنطن بشأن تدريب مقاتلين من الجيش الحر للانتشار في المناطق المحررة، وجهود تركيا الهادفة إلى إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا لحماية المدنيين من عمليات القصف اليومية التي تقوم بها قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
بدوره، ربط الأسد نجاح مؤتمر موسكو المرتقب بما ستقدمه المعارضة، قائلا: «إننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سوريا، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل». وشدّد الأسد في حديث لصحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية على وجوب التعاطي بواقعية مع النتائج المرتقبة من لقاء موسكو، وأضاف: «أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ إننا نتعامل مع شخصيات، بعضها شخصيات وطنية وبعضها ليس لها أي نفوذ ولا تمثل جزءا مهما من الشعب السوري، وبعضها لا تعمل لمصلحة بلدها، وهناك شخصيات أخرى تمثل فكرا متطرفا».
واعتبر الأسد أنّه «من السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها.. رغم ذلك، فإننا ندعم المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه (المعارضة)». وتابع: «إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدما في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية».
من جهة أخرى، قال الائتلاف في بيان رسمي أمس، إنه وقيادة والجيش الحر التقى مع عدد من الجنرالات في القيادة المركزية الأميركية ومبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا «دانييل روبنستين»، وذلك لبحث ومناقشة برنامج «التدريب والتجهيز» والتعريف به، والتوصل إلى فهم أفضل للأوضاع على الأرض.
وفي هذا السياق، قال رئيس الائتلاف خالد خوجة إن «من أولويات استراتيجيتنا الحالية هو تدريب الجيش السوري الحر، وإعادة هيكلة وتنظيم صفوفه وفق المعايير العالمية»، مضيفا أن هذا التدريب يجب أن يرافقه «دعم لا محدود للسلاح النوعي القادر على تغيير الموازين على الأرض، وقلبها لصالح الثوار». وأوضح رئيس الائتلاف «إننا نسعى من خلال المباحثات لتوفير كامل مستلزمات الجيش الحر على الأرض للبدء بعمليات عسكرية واسعة على الأراضي السورية، بهدف تحريرها من أيدي قوات نظام الأسد وتنظيم (داعش)». وأشار خوجة إلى أن هناك مباحثات جادة حول برنامج التدريب، وسيكون هذا البرنامج بالتنسيق بين عدد من الدول في مجموعة أصدقاء الشعب السوري.
وأجرى ممثلون من النظام والمعارضة جولتين من المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة ضمن ما عرف بجنيف 2 قبل سنة من اليوم، من دون تحقيق أي تقدم على صعيد إيجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب المستمر منذ منتصف مارس 2011. وتمسك الوفد الحكومي في حينه بوجوب القضاء على الإرهاب أولا في سوريا، رافضا البحث في مصير الأسد، بينما أصرت المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية من دون الأسد وأركان نظامه.
خوجة يتسلم اليوم دعوة للمشاركة بمؤتمر موسكو وتوجه روسي لتوسيع دائرة المدعوين
الأسد يربط نجاح المؤتمر بما ستقدمه شخصيات المعارضة
خوجة يتسلم اليوم دعوة للمشاركة بمؤتمر موسكو وتوجه روسي لتوسيع دائرة المدعوين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة