مفوضية بروكسل تطالب بزيادة الأماكن المخصصة لإعادة توطين اللاجئين السوريين

276 ألف مهاجر سوري عبروا المتوسط إلى أوروبا وهرب 3.5 مليون سوري إلى الدول المجاورة

مفوضية بروكسل تطالب بزيادة الأماكن المخصصة لإعادة توطين اللاجئين السوريين
TT

مفوضية بروكسل تطالب بزيادة الأماكن المخصصة لإعادة توطين اللاجئين السوريين

مفوضية بروكسل تطالب بزيادة الأماكن المخصصة لإعادة توطين اللاجئين السوريين

شددت المفوضية الأوروبية ببروكسل، على أهمية التنفيذ الكامل للنظام المشترك للجوء، من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن، مع ضرورة إنشاء برنامج حقيقي لإعادة توطين اللاجئين، وقالت المفوضية إنه عقب مؤتمر للمتبرعين الدوليين مؤخرا، تعهدت دول الاتحاد الأوروبي تقديم 36 ألف مكان للاجئين السوريين، وهو أكبر تعهد في تاريخ جهود إعادة التوطين في الاتحاد الأوروبي، وفي المقابل، عبر 207 آلاف شخص من البحر المتوسط، وهرب 3.5 مليون سوري إلى الدول المجاورة، ولهذا لا بد أن تزيد أوروبا من جهودها لزيادة أعداد اللاجئين المطلوب إعادة توطينهم في دول الاتحاد.
وفي هذا الصدد تعمل المفوضية على ما يعرف باسم «منتدى التوطين والترحيل» الهادف إلى زيادة التعاون بين الدول الأعضاء من أجل التوزيع العادل للاجئين، «خاصة أنه في هذه الساعة الحرجة التي تواجه فيها أوروبا الكثير من التحديات، لا بد من إجراءات ذات مصداقية». ونوهت المفوضية إلى أن الاتحاد الأوروبي أكبر متبرع في مجال المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وقدم ما يزيد عن 3 مليارات يورو، واستفادت منها المنظمات والدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين السوريين. ومن خلال بيان صدر ببروكسل الأربعاء، جددت المفوضية الالتزام باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تدفقات الهجرة غير الشرعية وخصوصا في أعقاب الأحداث الأخيرة التي عرفتها فترة أعياد الميلاد، والنجاح في إنقاذ 1200 من اللاجئين السوريين قبالة السواحل الإيطالية وبالتعاون مع وكالة مراقبة الحدود في إطار العملية المشتركة «تريتون»، وأشارت إلى أن «الكثير من الناس يخاطرون بحياتهم لدخول أوروبا سواء عبر المراكب أو على الطرق البرية، وهذا أمر غير مقبول». حسب ما جاء على لسان ديمتري إفرامبولوس المفوض الأوروبي المكلف بشؤون الهجرة خلال مداخلة له أمام البرلمان الأوروبي في جلسة انعقدت في ستراسبورغ، ونشرتها المفوضية في البيان، وأضاف المسؤول الأوروبي بأن 276 ألف شخص نجحوا في عبور المتوسط لدخول أراض الاتحاد الأوروبي في 2014، وهو رقم يزيد بنسبة 155 في المائة، مقارنة بالعام الذي سبقه، وتمكنت عملية «تريتون» لمراقبة الحدود من إنقاذ 16 ألف شخص من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، واعتقال 57 من مهربي البشر. وتم تعزيز عمل وكالة الشرطة الأوروبية في لاهاي لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتحقيقات عبر الحدود حول شبكات التهريب، مما أسفر عن اعتقال المئات منهم. وفي مالطا أطلق المكتب الأوروبي لدعم اللجوء، مشروعا تجريبيا لجمع المعلومات من طالبي اللجوء حول الطرق التي اتبعوها في رحلاتهم إلى أوروبا.. وعلى المستوى الأوروبي، فقد شهدت أعداد طالبي اللجوء ارتفاعا بمقدار 25 في المائة ما بين عامي 2013 و2014، وتعد ألمانيا والسويد وبريطانيا من أكثر الدول التي استقبلت هؤلاء. وكانت الأمم المتحدة قد أكدت أن عدد اللاجئين والمهجرين وطالبي اللجوء في مختلف أنحاء العالم قد بلغ 50 مليون شخص العام الماضي، وهو الرقم الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال ميشيل شيركوني المتحدث في المفوضية الأوروبية، إن الذين يصلون إلى أراضي الاتحاد الأوروبي أو الموجودين بالفعل عليها، لهم الحق في طلب اللجوء وفي حال الموافقة على طلباتهم، لا بد من توفير الحماية لهم». وأشار المتحدث إلى أن الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي في تزايد وخصوصا من السوريين والعراقيين خلال الفترة الأخيرة، والزيادة وصلت إلى أرقام مرتفعة مقارنة بسنوات سابقة.
وحول إعادة التوطين قال شيركوني لـ«الشرق الأوسط»، إن «مسار الذين يتم توطينهم في مخيمات خارج الاتحاد الأوروبي يتصاعد، ولكن ببطء، ولدينا الآن عدد أكبر من الدول التي توفر إمكانية استضافة هؤلاء فيما يتعلق بإعادة التوطين في المخيمات التي تشرف عليها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ولكن هذا ليس كافيا، ونحن ندفع باتجاه تحفيز عدد أكبر من الدول للمشاركة في هذا الأمر. وبالنسبة للدول المشاركة هناك 11 أو 12 دولة فقط تشارك بفعالية في ملف إعادة التوطين. وقال المتحدث في تصريحات وقبل أن تنتهي فترة عمله بأسابيع قليلة: «نسعى إلى إقناع عدد مماثل بالمشاركة وقبول أعداد أكبر من طالبي اللجوء، وهذا ليس إرغاما ولكن نشجع ماديا من خلال منح مبالغ مالية للدول التي تشارك في إعادة التوطين بواقع 6 آلاف يورو عن كل لاجئ تستقبله، وهذا ليس فقط ما نفعله، ولكن هناك أيضا خطوات تقوم بها الدول الأعضاء ولكننا لا نرى المسار بشكل عام يسير بالطريقة التي نرضى عنها، أو لا تسير الأمور بشكل تام كما نريده».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.