سوق عكاظ يطلق اليوم موسمه الثقافي الثامن

مسرح مفتوح عن عمرو بن كلثوم

شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ في دورة سابقة
شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ في دورة سابقة
TT

سوق عكاظ يطلق اليوم موسمه الثقافي الثامن

شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ في دورة سابقة
شخصيات تاريخية كما بدت في سوق عكاظ في دورة سابقة

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يطلق أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، مساء اليوم، فعاليات سوق عكاظ في دورته الثامنة، التي تستنهض سيرة الشاعر والفارس العربي الجاهلي، عمرو بن كلثوم، ويستعيد في استعراض مسرحي حياة الشاعر وسيرته الملحمية. كما يكرم الأمير مشعل بن عبد الله الفائزين بجوائز عكاظ، ويؤسس لعدد من المشاريع التطويرية للسوق. وتقام ندوة يوم غد عن شعر غازي القصيبي، بالإضافة إلى أمسية شعرية.
ووسط حضور حافل من رجال الأدب والثقافة السعوديين والعرب، يشهد حفل تدشين السوق، تسليم أمير المنطقة جائزة الإبداع لوزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان. كما يقلد الأمير مشعل الفائزين بجوائز عكاظ، وهم: الشاعر التونسي المنصف الوهيبي الفائز بجائزة شاعر عكاظ لهذا العام، والشاعر السعودي الشاب علي الدندن الفائز بجائزة شاعر شباب عكاظ. وتسليم جائزة شاعر عكاظ وشاعر شباب عكاظ، وجوائز عكاظ الأخرى.
ومساء غد تنطلق العروض المسرحية واستعراضات القوافل، وبدء الفعاليات الثقافية التي تستمر 4 أيام. كما تشهد جادة سوق عكاظ في موقعها التاريخي بالعرفاء، مسيرات الخيالة والقوافل التي تنشد الشعر وتستعيد أيام العرب القدماء، بالإضافة إلى عرض مسرحية عمرو بن كلثوم.
وانطلاقا من يوم غد (الجمعة)، تبدأ عروض مسرحية عمرو بْنِ كلثوم التي تحمل اسم «فارس قومه»، وهي من تأليف عبد الرحمن الزهراني، وإخراج ممدوح سالم، ويشارك في تقديمها نحو مائتي ممثل، وترصد المسرحية ملامح من سيرة الشاعر عمرو بن كلثوم، وارتكز كاتب النص على 4 محاور رئيسية، هي: سوق عكاظ التجاري قديما وحديثا، معلقات الشعراء، فنون المبارزة والقتال، وأخيرا الدراما. ويتميز العرض بمحاكاة البيئة ونمط الحياة في تلك الفترة، من خلال نصب أكثر من 15 خيمة بالطريقة نفسها التي كانت مستخدمة، وأكثر من 300 سيف ورمح وسهم، على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة. ويشارك في تجسيده أكثر من مائتي ممثل وفريق من لاعبي الجمباز والمبارزة في الحرب. كذلك جرت الاستعانة بـ15 جوادا عربيا أصيلا امتطاها 15 فارسا سعوديا، تحت إدارة مدير الإنتاج سعدي شوبكي، مع تميز المصممة السعودية رضا غزاوي في تصميم الملابس التاريخية.
وأشار إلى أن القصة التي يبدأها (الراوي) ليسردها من ناحية، بينما يقدم مجموعة من الممثلين العمل المسرحي صوتا وصورة للحضور، تتضمن عناصر إبهار فريدة من نوعها.
المخرج المنفذ الفنان عبد الله اليامي قال إن «العروض المفتوحة ستشهد عنصر الإضاءات المبهرة والفريدة من نوعها التي تطلقها (الجادة) لأول مرة من خلال السوق. وهذا العمل يصنف في (مسرح الشارع) الذي يعتبر من أصعب المسارح، لكونه يعتمد على العمل في أرض فضاء، مع مراعاة تكوين مجسمات وأدوات وحيوانات وبشر، ما بين ثابتة ومتحركة، دون الاعتماد على (خشبة مسرح) كما تعود الجمهور، وهذا ما سيشاهده المارة على الأرصفة».

* عمرو بن كلثوم وإرث أسوأ حروب العرب
شخصية هذا العام، هو الشاعر عمرو بن كلثوم التغلبي، أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ/ 584 م)، وهو شاعر جاهلي مجيد من أصحاب المعلقات، من الطبقة الأولى، ولد في شمال الجزيرة العربية في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق.
والده كلثوم بن مالك التغلبي وأمه ليلى بنت المهلهل (الزير سالم) التغلبي وعمها وائل الذي عرف باسم كليب.
وكما شهد والداه وأخواله حرب البسوس بسبب ناقة تعود لعم والدته كليب قتلها جساس بن مرة متسببا في حرب مزقت العرب 30 عاما، فإن عمرو بن كلثوم هو الآخر تسبب في حرب أخرى غيرة على كرامة والدته التي استفزتها والدة عمرو بن هند ملك المناذرة.
وعاش عمرو بن كلثوم زمنا طويلا بين الحرب والقتال وكان من عظماء العرب وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، وقد عمّر طويلا حتى قيل إنه عاش 150 عاما، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م.
اشتهر عمرو بن كلثوم بالشعر كما اشتهر بالألفة وعزة النفس والفروسية، وكانت معلقته التي مطلعها «ألا هبي بصحنك فأصبحينا»، أشهر قصائده، وقيل إنها احتوت على أكثر من ألف بيت، ولكن ضيع الرواة أغلبها وما بقي منها إلا ما هو معروف منها اليوم.



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.