بينما يرفض الأزهر ما أقدمت عليه مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية من مواصلة نشر الصور المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وذلك بعدما نشرت مجددا صورة زعمت أنها للنبي (صلى الله عليه وسلم)، قدم الأزهر أمس الشكر للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عقب مشاركتها في مظاهرات برلين مساء أول من أمس، والتي دعت لها منظمات إسلامية، للتنديد بالإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام).
وقال الأزهر في بيان له أمس إنه «إذ يستنكر هذا الخيال المريض من المجلة الفرنسية؛ فإنه يدعو المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه؛ لأن مقام نبي الرحمة والإنسانية (صلى الله عليه وسلم) أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية»، مطالبا كل عقلاء العالم وأحراره بالوقوف ضد كل ما يهدد السلام العالمي.
وفي الوقت ذاته، شكر الأزهر المستشارة الألمانية ميركل على مشاركتها في مظاهرات برلين مساء أول من أمس، والتي دعت لها منظمات إسلامية للتنديد بالإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام). وأكد الأزهر أمس أن هذه الخطوة جاءت تأكيدا على ضرورة التعايش السلمي بين الجميع من أجل تعزيز السلام، وعلى أهمية عدم استغلال أي أحداث إرهابية من أجل إقصاء المختلف دينيا. وقال الأزهر إنه يقدر باعتزاز تصريحات المستشارة الألمانية بأن الإسلام جزء من ألمانيا، وذلك في إشارة واضحة منها لدور أربعة ملايين مسلم يعيشون ضمن قرابة 80 مليون مواطن ألماني.
من جهتها، دعت دار الإفتاء المصرية إلى التعامل مع إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في مجلة «شارلي إيبدو» بالحكمة لا بالحماقة وبالأسلوب الهادئ لا بالاندفاع الزائد. وطالب الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، في محاضرة ألقاها أول من أمس في كنيسة مارتن لوثر في ولاية نيويورك «بعدم تكرار سيناريو الدنمارك السيئ، الذي ما زلنا نعاني من تبعاته حتى الآن». وقال مستشار المفتي إنه «يجب أن يستمع العالم إلى العقلاء من أتباع الديانات المختلفة، وينصت إلى مطالبهم التي يكررونها عقب كل إساءة إلى الرموز والمعتقدات الدينية، بأنه يجب أن يصدر تشريع عن الأمم المتحدة يجرم كل إساءة للرموز والمعتقدات الدينية، بحيث نضمن ألا تتكرر أحداث العنف المؤسفة التي يدين بها كل إنسان بصرف النظر عن معتقده أو وطنه»، مؤكدا أن المسلمين يحبون الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) ويتأسون به، مشيرا إلى أن حب الرسول (صلى الله عليه وسلم) لا بد أن يترجم من خلال التحلي بأخلاقه وقيمه وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي تتزايد بصورة كبيرة في الوقت الحاضر، مضيفا أن «أبلغ رد على أي إساءة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) تكون بالتجاهل ومقابلة الإساءة بالإحسان كما كان يفعل نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) طيلة حياته».
وشدد مستشار مفتي مصر على ضرورة إغلاق الباب أمام المتعصبين، الذين يريدون أن يقع أتباع الديانات والثقافات في صراع مستمر لا رابح فيه سوى قوى الشر والإرهاب.
الأزهر يشكر المستشارة الألمانية على مشاركتها في مظاهرات للتنديد بـ«الإسلاموفوبيا»
عباس والطيب رفضا الإساءة إلى النبي.. وأكدا على نبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله
الأزهر يشكر المستشارة الألمانية على مشاركتها في مظاهرات للتنديد بـ«الإسلاموفوبيا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة