وفد سياسي كردي إلى بغداد قريبا لمتابعة تنفيذ الاتفاق المبرم بين الجانبين

مسؤول برلماني: الإقليم يصدر 150 ألف برميل من النفط يوميا خارج الاتفاقية

وفد سياسي كردي إلى بغداد قريبا لمتابعة تنفيذ الاتفاق المبرم بين الجانبين
TT

وفد سياسي كردي إلى بغداد قريبا لمتابعة تنفيذ الاتفاق المبرم بين الجانبين

وفد سياسي كردي إلى بغداد قريبا لمتابعة تنفيذ الاتفاق المبرم بين الجانبين

ذكر مصدر كردي، أمس، أن وفدا سياسيا من إقليم كردستان سيتوجه إلى بغداد لمراقبة تنفيذ الاتفاقية التي توصل إليها الجانبان أواخر العام الماضي. وبين المصدر أن الوفد سيناقش المرحلة الثانية من الاتفاقية والتي تتضمن إيجاد حل للمشكلات العالقة الأخرى بين أربيل وبغداد.
وقالت أشواق الجاف، النائبة الكردية في مجلس النواب العراقي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك ملفات استراتيجية يجب مناقشتها من قبل الجانبين، كتشريع قانون النفط والغاز وحقوق وامتيازات قوات البيشمركة التي يجب أن تشرع بقانون، كذلك هناك أموال للإقليم لدى الحكومة الاتحادية وأموال الأخيرة لدى الإقليم، لذا يجب أن تشكل اللجان لتصفية ذلك من أجل تنظيم العلاقة بين أربيل وبغداد بشكل دستوري وقانون». وتابعت النائبة، أن «الاتفاقية الأخيرة بين أربيل وبغداد تم تثبيتها في مسودة ميزانية العراق العامة لعام 2015 وعندما يصادق البرلمان على الميزانية حينها نقول إن الاتفاقية طبقت 100 في المائة».
وعن أسباب توجه وفد سياسي من الإقليم إلى بغداد، قالت أشواق الجاف: «هناك بيئة سياسية غير صحية في العراق، والصراعات السياسية مستمرة، فمن المفروض أن يلعب القانون دوره في البرلمان العراقي، لكن لأن الأطراف الأخرى غير ملتزمة بالدستور فإن الوفد يجب أن يكون سياسيا ليصل إلى توافق سياسي».
وحسب مصادر «الشرق الأوسط» فإن الوفد الكردي سيضم ممثلين عن الأحزاب الكردية المشتركة في حكومة الإقليم وسيتوجه إلى بغداد قريبا، مبينة أن نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس سيتولى رئاسة الوفد الذي يضم أيضا القيادي في الاتحاد الوطني سعدي أحمد بيرة.
وتوصل الجانبان أواخر العام الماضي إلى اتفاق مبدئي لحل المشكلات العالقة بينهما وتطبيع العلاقات التي شهدت توترا ملحوظا منذ بداية العام الماضي. وبموجب الاتفاق يصدر إقليم كردستان عبر شركة «سومو» الحكومية وعن طريق أنابيبه 250 ألف برميل نفط من آباره إلى جانب تصدير 300 ألف برميل من نفط كركوك إلى ميناء جيهان التركي، وفي المقابل تلتزم بغداد بإرسال حصة الإقليم من الميزانية الاتحادية البالغة 17 في المائة.
في السياق نفسه، أعلنت لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان كردستان أمس، أن الإقليم يصدر يوميا 150 ألف برميل من النفط خارج الكمية التي تم الاتفاق عليها مع بغداد والبالغة 250 ألف برميل يوميا. وقال دلشاد شعبان، نائب رئيس اللجنة، لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن نصل إلى اتفاق مع بغداد، كان الإقليم يصدر يوميا 350 - 400 ألف برميل من النفط، أما الآن وبموجب الاتفاق فإن الإقليم يصدر 250 ألف برميل من النفط يوميا عن طريق شركة (سومو) وما بين 100 و150 ألف برميل بشكل مستقل». وأضاف أن «الجانبين لم يتوصلا إلى أي اتفاق بشأن ما يصدره الإقليم خارج الاتفاق، لكن بغداد تعلم أن كردستان تبيع هذا النفط بشكل مستقل لأنه الإقليم لم يتسلم منها أي أموال منذ عام 2014 وهي تتفهم أن الإقليم يعاني من أزمة مالية بسبب وجود مليوني نازح عراقي بالإضافة إلى أن الإقليم يتحمل مستحقات الشركات المالية بحسب ميزانية عام 2015 الحالي، وهو يبيع هذه الكمية من النفط الآن لتوفير رواتب موظفيه لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي التي لم تصرف حتى الآن».
من ناحية ثانية، يوصل الإقليم استعداداته لتأسيس صندوق واردات النفط والغاز في كردستان، الذي يعتبر خطوة من خطوات تنظيم السياسة النفطية في الإقليم. وقال النائب فائق مصطفى، عضو لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «مع بداية تأسيس الكابينة الثامنة لحكومة الإقليم، تم طرح هذا القانون، وكان من المقرر المصادقة عليه في أواخر العام الماضي، لكن الخلافات حول مادتين من مواده أدت إلى تأخير تصديقه واليوم (أمس) أنهينا هذا الموضوع، وقدمناه إلى رئاسة البرلمان للتصويت عليه». وأشار مصطفى إلى أن هذا القانون يساهم في توحيد وتنظيم واردات النفط والغاز في إقليم كردستان وستكون هذه الواردات بعد المصادقة على القانون تحت مراقبة وسيطرة البرلمان، فيما يقوم الصندوق بتقديم تقرير شهري للبرلمان حولها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».