الشرطة الفرنسية: المشتبه به في تنفيذ هجمات باريس.. من عالم الإجرام إلى قلب الإرهاب

كان معروفا لدى السلطات الأمنية لإدانته بـ6 تهم جنائية * بايع البغدادي «على الطاعة» بلغة عربية متعثرة

كوليبالي في شريط مبايعته للبغدادي زعيم «داعش» («الشرق الأوسط»)
كوليبالي في شريط مبايعته للبغدادي زعيم «داعش» («الشرق الأوسط»)
TT

الشرطة الفرنسية: المشتبه به في تنفيذ هجمات باريس.. من عالم الإجرام إلى قلب الإرهاب

كوليبالي في شريط مبايعته للبغدادي زعيم «داعش» («الشرق الأوسط»)
كوليبالي في شريط مبايعته للبغدادي زعيم «داعش» («الشرق الأوسط»)

عندما اقتحمت قوات الشرطة الفرنسية منزل أحمدي كوليبالي، المتطرف المشتبه فيه، في مايو (أيار) 2010، وجدت جهاز الكومبيوتر الخاص به زاخرا بالنصوص الدينية، وصور له مع رفيقته المحجبة أثناء قضاء إجازات، وصور لشخصية مشاركة في أفلام إباحية مع أطفال، بحسب ما جاء في أحد السجلات الرسمية الخاصة بالبحث. كذلك وجدوا 340 خرطوش سلاح لبندقية من طراز «كلاشنيكوف». وعند اتهامه بالتورط في مخطط لتهريب إرهابي فرنسي من أصل جزائري من السجن، أنكر كوليبالي أي معرفة بمثل هذه الخطة، وقال للمحققين الفرنسيين «أنا مثل أحمق القرية لا أعلم أي شيء عن هذا. لقد قمت بأفعال خرقاء، لكن هناك حدودا».
وأيا كانت تلك الحدود التي تحدث عنها عام 2011، فيبدو أنها قد اختفت الأسبوع الماضي عندما أصبح كوليبالي، البالغ من العمر 32 عاما، ورفيقته حياة بومدين البالغة من العمر 26 عاما، المشتبه في ارتكابهما لمذبحة تعد أسوأ هجوم إرهابي يضرب فرنسا منذ الحرب الجزائرية التي استمرت منذ 1954 إلى 1962.
وقام كوليبالي، المشتبه في تورطه هو وبومدين في عملية تفجير قنبلة على جانب الطريق استهدفت ضابطة شرطة تحت التدريب يوم الخميس في جنوب باريس، باحتجاز رهائن داخل متجر بقالة يهودي في شرق باريس يوم الجمعة، متسلحا ببندقية «كلاشنيكوف» ومسدس أوتوماتيكي. وقتل 4 رهائن، قبل أن يسقط قتيلا عند اقتحام قوات الشرطة للمتجر على حد قول السلطات. واختفت رفيقته منذ ذلك الحين، ويقال إنها هربت خارج البلاد، ربما إلى سوريا، في محاولة للانضمام إلى «داعش» الذي أعلن كوليبالي ولاءه له خلال مقابلات مع مذيعين فرنسيين يوم الجمعة.
وقبل أن يُقتل في متجر البقالة اليهودي، اتصل بشبكة الأخبار الفرنسية للتصريح بأنه خطط لأن يكون هجومه متزامنا مع هجوم الأخوين شريف وسعيد كواشي المشتبه في قتلهما 12 شخصا يوم الأربعاء في الهجوم على مكاتب مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس والتي كانت تستمتع بالسخرية من الإسلام والمسيحية وكل أشكال السلطة. وتم قتل الأخوين على أيدي قوات الشرطة يوم الجمعة بعد حصارهما داخل مصنع للطباعة بالقرب من مطار شارل ديغول في باريس. وقال كوليبالي للمحطة التلفزيونية متباهيا بدوره في هذه السلسلة من الهجمات التي دفعت رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، يوم السبت، إلى إعلان الحرب على التطرف «لقد بدآ بـ(شارلي إيبدو)، وأنا بدأت بالشرطة».
ويوضح تحول كوليبالي من مجرم صغير إلى متطرف صعب المراس مدى صعوبة الانتصار في هذه الحرب؛ فرغم سجله الإجرامي الطويل، نجح في تقديم نفسه كرجل جديد، وعمل في أحد مصانع الـ«كوكاكولا» لمدة قصيرة، بل وكان نموذجا للعامل المثالي. وتلقى دعوة إلى قصر الإليزيه عام 2009 لمقابلة نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي وقتها، مع شباب آخرين مشتركين في برنامج عمل حكومي.
وقبل اقتحامه للمتجر اليهودي في بورت دي فينسين في شرق باريس، كان معروفا بالفعل لدى الشرطة الفرنسية لإدانته بست تهم، خمس منها سرقة وواحدة مخدرات. لقد كانوا يراقبونه لارتباطه عام 2010 بمجموعة من المتطرفين المتهمين بالتخطيط لتهريب إسماعيل علي بلقاسم، المسلح المسجون الذي كان يقضي عقوبة مدى الحياة بسبب تنفيذ هجوم على محطة متحف أورسيه عام 1995.
وتم الحكم على كوليبالي بالسجن لمدة خمس سنوات في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 لاشتراكه في هذه الجريمة الأخيرة، لكن نظرا لقضائه ثلاث سنوات في الحبس الاحتياطي تم إطلاق سراحه قبل انقضاء عام، وانضم إلى بومدين، التي تزوجها بمراسم دينية، في شقة صغيرة استأجرتها في ضاحية فونتيناي أوروزيس جنوب باريس. ويقول الجيران إنهما عاشا في هدوء بالطابق الثاني من البناية التي تحمل جدرانها حاليا ملصقات عليها شعار «أنا شارلي»، الذي يشير إلى صحيفة «شارلي إيبدو»، والذي بات صرخة فرنسا ضد التشدد.
وقال توماس، أحد الجيران الذي يقطن في الطابق الأول والذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل، إن آخر مرة رأى فيها كوليبالي كانت يوم رأس السنة، ولم يكن لديه أدنى فكرة عن ماضيه الإجرامي إلى أن سمع به على التلفزيون يوم الجمعة عندما أصدرت الشرطة مذكرة اعتقال بحق الزوجين، وقالت إنهما «مسلحان وخطران». وفي وقت مبكر من ذلك اليوم، اقتحم ضباط الشرطة الشقة وفتشوا محتوياتها. وقال أحد الجيران الذي رفض ذكر اسمه خوفا من لفت الانتباه «لم تكن تساورنا أي شكوك حولهما هنا في البناية».
وقالت امرأة تعيش بالقرب من البناية ولم ترد الكشف عن هويتها لأسباب مماثلة إنها كانت ترى الزوجين كثيرا ولم يكن يراودها أي شك نحوهما. وأوضحت قائلة وهي تتذكر وصول بومدين منذ عامين حين كان كوليبالي في السجن «لقد كانا يتسمان باللطف والطيبة. ولم يتحدثا أبدا عن الأديان أو السياسة». ولدى كوليبالي، الذي ولد في فرنسا لأسرة مهاجرة من أفريقيا، تسع شقيقات. ولم يكن يبدي اهتماما بالدين إلى أن دخل السجن بتهمة السرقة حين كان في بداية العشرينات من عمره. وفي الوقت الذي كان يقضي فيه عقوبة السجن في ضاحية فلوري ميورجيس، بباريس، تعرف على جمال بقال، المتطرف الذي يتمتع بحضور، والذي سُجن عام 2001 لتخطيطه لهجوم على السفارة الأميركية في باريس. كذلك التقى بشريف كواشي، الأخ الأصغر من الأخوين اللذين نفذا هجوم الأربعاء على المجلة.
وقال جورج سوفير، وهو محام في باريس دافع عن كوليبالي في قضية اقتحام السجن عام 2013 «يعود كل شيء حدث الأسبوع الماضي إلى تلك العلاقة القديمة». وأصدرت المحكمة حكما تفصيليا يوضح كيف سافر كوليبالي عدة مرات عام 2010 لمقابلة بيغال، رفيقه السابق في السجن، والذي تم إطلاق سراحه ووضعه رهن الإقامة الجبرية في منطقة كنتال بوسط فرنسا.
وتناقلت حسابات لمتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي أمس شريط فيديو يظهر فيه رجل يقدم نفسه على أنه أحمدي كوليبالي، أحد منفذي عمليتي احتجاز الرهائن في باريس، وهو يبايع زعيم تنظيم «داعش» ويؤكد شراكته مع الأخوين كواشي في عملية «شارلي إيبدو» والحوادث التي تلتها.
ويقول كوليبالي بالفرنسية «أتوجه أولا إلى خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي الخليفة إبراهيم، لأبايعه».
ثم يتابع بلغة عربية متعثرة «بايعت أمير المؤمنين أبو بكر القريشي الحسيني البغدادي على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أن أقول الحق حيثما كنت لا أخاف في الله لومة لائم».
ويحمل الشريط المنشور على موقع «يوتيوب» عنوان «كوليبالي ينتقم من أعداء الإسلام» ويظهر فيه الرجل الأسود ذو البنية القوية في لقطات مختلفة بلباس عسكري، أو بقميص قطني مع سترة واقية للرصاص، أو مرتديا عباءة بيضاء مع علم تنظيم داعش خلفه، وإلى جانبه رشاش في معظم الأحياء.
خدمة «نيويورك تايمز»



المستشار الألماني الأسبق شرودر: الارتباط ببوتين قد يكون مفيداً

المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)
المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)
TT

المستشار الألماني الأسبق شرودر: الارتباط ببوتين قد يكون مفيداً

المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)
المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)

لا يزال المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر يتصور أن صداقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال شرودر، في مقابلة مع «وكالة الأنباء الألمانية»: «لقد تعاونا على نحو متعقل لسنوات عديدة. ربما لا يزال من الممكن أن يساعد ذلك في إيجاد حل تفاوضي، ولا أرى حلاً آخر».

تجدر الإشارة إلى أن شرودر صديق لبوتين منذ أن كان مستشاراً خلال الفترة من عام 1998 حتى عام 2005، ويواصل العمل لصالح شركات ذات أغلبية روسية تدير خطوط أنابيب «نورد ستريم» عبر بحر البلطيق. ورغم أنه وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه «خطأ فادح»، لم ينأ بنفسه عن بوتين. ولذلك نبذته قيادة حزبه الاشتراكي الديمقراطي، لكنها أخفقت في إجراءات طرده من الحزب.

وعندما سُئل عن سبب تمسكه بصداقته مع الرئيس الروسي على الرغم من مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وجرائم الحرب الروسية في حرب أوكرانيا، قال شرودر لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «الأمر له بُعد آخر»، موضحاً أنه قد بدا ذات مرة كما لو أن هذه العلاقة الشخصية يمكن أن تكون مفيدة في حل مشكلة سياسية صعبة للغاية، وأضاف: «ولهذا أعتقد أنه سيكون من الخطأ تماماً أن ننسى كل ما حدث بيننا من أحداث إيجابية في السياسة في الماضي. هذا ليس أسلوبي، وأنا لا أفعل ذلك».

يلمح شرودر هنا على ما يبدو إلى مهمة الوساطة التي قام بها في مارس (آذار) 2022 بعد وقت قصير من الهجوم الروسي على أوكرانيا. في ذلك الوقت - وبحسب تصريحاته - التقى أولاً البرلماني الأوكراني آنذاك ووزير الدفاع الحالي رستم عمروف في إسطنبول، ثم سافر إلى موسكو لإجراء محادثات مع بوتين، لكن المبادرة باءت بالفشل. واليوم يدعو شرودر إلى محاولة جديدة للوساطة على مستوى الحكومات، وقال: «يجب على فرنسا وألمانيا أن تأخذا زمام المبادرة. ومن الواضح أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بهزيمة كاملة لطرف أو لآخر».

ووصف المستشار الأسبق تكهنات حول شن بوتين ضربة نووية أو مهاجمة إحدى دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنها «هراء»، مؤكداً أنه من أجل وأد مثل هذه السيناريوهات في مهدها والحيلولة دون تزايد قلق الشعوب، يجب بجانب دعم أوكرانيا النظر بجدية في حل الصراع.


أوكرانيا تسقط 26 مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل

الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)
الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تسقط 26 مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل

الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)
الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)

أسقطت القوات الأوكرانية 26 مسيّرة أطلقتها روسيا باتجاه شرق البلاد وجنوبها ليل الأربعاء الخميس، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول كبير في الجيش.

وأفاد قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليتشتشوك على «تلغرام»، صباح الخميس: «أطلق العدو (...) 28 مسيّرة هجومية من نوع (شاهد-136/131)» خلال الليل من منطقتَي كورسك وكيب تشودا الروسيتين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وأوضح أن «26 من هذه الطائرات المسيرة دُمرت» في مناطق أوديسا (جنوب) وخاركيف (شرق) ودنيبروبتروفسك (شرق) وزابوريجيا (جنوب) من دون أن يفيد بوقوع إصابات أو أضرار.

كذلك، أطلقت موسكو ثلاثة صواريخ كروز من طراز «كاي إتش-22» وصاروخاً مضاداً للرادار من طراز «كاي إتش-31 بي»، فضلاً عن صاروخ أرض جو من طراز «إس-300» باتجاه أوكرانيا خلال الليل، بحسب المصدر نفسه الذي لم يقدّم تفاصيل إضافية في هذا الصدد.

والأربعاء خلال النهار، أسفر قصف روسي على مناطق أوكرانية عدة من بينها خاركيف عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 28 آخرين، ما دفع كييف إلى المطالبة بالحصول على المزيد من منظومات «باتريوت» للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، حلفاءه الغربيين مجدداً إلى «تسريع تسليم» بلاده طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، بالإضافة إلى منظومات «باتريوت».

وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: «تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليم أوكرانيا طائرات إف-16 مهمّتان حيويتان».


بوتين: لن نهاجم «الناتو» لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)
TT

بوتين: لن نهاجم «الناتو» لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن بلاده ليس لديها أي خطط تجاه أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولن تهاجم بولندا أو دول البلطيق أو جمهورية التشيك، لكن إذا زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات «إف-16» فسوف تسقطها القوات الروسية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكر في حديثه لطيارين في القوات الجوية الروسية، ليل أمس (الأربعاء)، أن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة توسع شرقاً باتجاه روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، لكن موسكو ليس لديها أي خطط لمهاجمة أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.

وبحسب نص الخطاب الذي أصدره الكرملين اليوم (الخميس)، أضاف بوتين: «ليس لدينا أي نوايا عدائية تجاه هذه الدول. تصوُّر أننا سنهاجم دولة أخرى، بولندا أو من دول البلطيق، والتشيك خائفة أيضاً، محض هراء. إنه مجرد هذيان».

ورداً على سؤال حول مقاتلات «إف-16» التي وعد الغرب بإرسالها إلى أوكرانيا، قال بوتين إن هذه الطائرات لن تغير الوضع هناك. وأضاف: «إذا قدموا طائرات (إف-16)، وهم يناقشون ذلك وعلى ما يبدو يدربون الطيارين، فإن هذا لن يغير الوضع في ساحة المعركة».

وتابع: «سندمر الطائرات مثلما ندمر حالياً الدبابات والمدرعات وغيرها من المعدات، ومنها راجمات الصواريخ».

وذكر بوتين أن مقاتلات «إف-16» يمكنها أيضاً حمل أسلحة نووية. وقال: «بالطبع، إذا انطلقت من مطارات دولة ثالثة، فستصبح أهدافاً مشروعة لنا أينما كانت».

وجاءت تصريحات بوتين بعد تصريح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس الأربعاء أن الطائرات من المتوقع أن تصل إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة.

 

 

 

 

 


بعد تحقيق بشأن التجسس... وارسو تقيل قائد «يوروكوربس» من مهامه

عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
TT

بعد تحقيق بشأن التجسس... وارسو تقيل قائد «يوروكوربس» من مهامه

عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
عناصر من الجيش البولندي (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع البولندية، اليوم (الأربعاء)، أنها استدعت وأقالت «بمفعول فوري» القائد البولندي للفيلق الأوروبي (يوروكوربس) الجنرال ياروسلاف غرومادزينسكي عقب تحقيق يتعلق بمكافحة التجسس العسكري، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفتحت أجهزة الاستخبارات تحقيقاً حول وصول الجنرال ياروسلاف غرومادزينسكي إلى معلومات سرية بعد «معلومات جديدة عن الضابط» بحسب بيان لوزارة الدفاع.

وقالت الوزارة: «نتيجة لذلك اتخذ قرار إقالة الجنرال غرومادزينسكي بصفته قائداً ليوروكوربس واستدعائه على الفور إلى بلاده على أن يتم تعيين ضابط آخر لضمان استمرارية المهمة» في المنصب الذي كان يشغله الجنرال حتى الآن، و«بمفعول فوري».

ولم تقدم الوزارة البولندية تفاصيل بشأن المعلومات الجديدة عن الجنرال ولا عن التحقيق الجاري.

قبل أن يصبح قائداً ليوروكوربس في يونيو (حزيران) كان الجنرال غرومادزينسكي مستشاراً ومنسقاً لرئيس الأركان في الجيش البولندي.

في الأشهر الأخيرة كان ضمن فريق المساعدة الدولي لأوكرانيا في فيسبادن بألمانيا، حيث كان مسؤولاً إلى جانب عسكريين أميركيين عن تدريب الجنود الأوكرانيين.

تم إنشاء يوروكوربس في 1992، وهو فيلق عسكري فريد من نوعه يضم ألف جندي من ستة بلدان أعضاء معروفة بـ«الدول الإطار» (فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وبولندا) تمول المنظمة وتديرها.

كذلك، تدعم كثير من «الدول الشريكة» (اليونان وتركيا وإيطاليا ورومانيا والنمسا) يوروكوربس وتزودها ضباطاً في رئاسة الأركان.

وهذا الفيلق الذي تتمثل مهمته في توجيه وتنسيق العمليات المتعددة الجنسيات الواسعة النطاق نيابة عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، يمكنه قيادة ما يصل إلى 60 ألف جندي من القوات البرية.

يقع المقر العام ليوروكوربس في ستراسبورغ.


الاتحاد الأوروبي يتوصل لاتفاق بخصوص الواردات الزراعية الأوكرانية

منظر جوي يظهر جراراً ينشر الأسمدة في حقل قمح بالقرب من قرية ياكوفليفكا خارج خاركيف بأوكرانيا 5 أبريل 2022 (رويترز)
منظر جوي يظهر جراراً ينشر الأسمدة في حقل قمح بالقرب من قرية ياكوفليفكا خارج خاركيف بأوكرانيا 5 أبريل 2022 (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يتوصل لاتفاق بخصوص الواردات الزراعية الأوكرانية

منظر جوي يظهر جراراً ينشر الأسمدة في حقل قمح بالقرب من قرية ياكوفليفكا خارج خاركيف بأوكرانيا 5 أبريل 2022 (رويترز)
منظر جوي يظهر جراراً ينشر الأسمدة في حقل قمح بالقرب من قرية ياكوفليفكا خارج خاركيف بأوكرانيا 5 أبريل 2022 (رويترز)

أعلنت بلجيكا، التي ترأس الاتحاد الأوروبي، أن سفراء دول التكتل توصلوا إلى اتفاق، اليوم (الأربعاء)، بشأن تمديد استقبال واردات المواد الغذائية المعفاة من الرسوم الجمركية من أوكرانيا.

وأضافت أن ذلك يأتي في إطار «نهج يحقق التوازن بين دعم أوكرانيا وحماية الأسواق الزراعية للاتحاد الأوروبي»، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكرت الرئاسة البلجيكية، في منشور على منصة «إكس»، إن الاتفاقية ستحال الآن إلى البرلمان الأوروبي للموافقة عليها بهدف التوصل إلى «اتفاق سريع».

وتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مؤقت بشأن هذه المسألة الأسبوع الماضي، لكن فرنسا وبولندا قالتا إن القيود المقررة ليست كافية وحثتا على فرض المزيد منها لمنع ما وصفته بزعزعة استقرار الأسواق الزراعية في الاتحاد الأوروبي.

وصرّح دبلوماسي مطلع من الاتحاد الأوروبي بأن الاتفاق الجديد مشابه لاتفاق، الأسبوع الماضي، لكنه غير الفترة المرجعية المستخدمة في تحديد موعد تطبيق حالات الطوارئ التي تفرض رسوماً جمركية على بعض المنتجات.

ونص الاتفاق الأصلي على فرض رسوم جمركية على الدواجن والبيض والسكر والشوفان والذرة والعسل إذا تجاوزت الواردات متوسط ​​مستويات عامي 2022 و2023.

وقال الدبلوماسي إن التسوية الجديدة توسع الفترة المرجعية لتشمل النصف الثاني من 2021.


قتلى وجرحى في هجمات روسية أوكرانية متبادلة

جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية في منطقة خيرسون (رويترز)
جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية في منطقة خيرسون (رويترز)
TT

قتلى وجرحى في هجمات روسية أوكرانية متبادلة

جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية في منطقة خيرسون (رويترز)
جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية في منطقة خيرسون (رويترز)

سقط عدد من القتلى والجرحى في هجمات روسية على شرق وجنوب أوكرانيا، وفق ما أعلن مسؤولون، الأربعاء، في حين أفادت موسكو بأنها أسقطت وابلاً من الصواريخ الأوكرانية، وقالت إن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 18 صاروخاً قرب مدينة بيلغورود الحدودية التي شهدت مؤخراً ازدياداً في عدد الهجمات الأوكرانية الدموية. وأكد حاكم بيلغورود إصابة شخص بجروح في الهجوم.

عناصر من الدفاع المدني تعمل في موقع استهدفه صاروخ في كييف الاثنين (إ.ب.أ)

قال ميكولا أوليشوك قائد القوات الجوية الأوكرانية الأربعاء إن روسيا أطلقت 13 طائرة مسيرة على أوكرانيا أثناء الليل، مضيفاً أن 10 منها أُسقطت في مناطق خاركيف وسومي وكييف وخيرسون. وتابع: «وحدات الصواريخ المضادة للطائرات ومجموعات الإطفاء المتنقلة ومعدات الحرب الإلكترونية شاركت في صد الهجوم الجوي».

وأفاد حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف على وسائل التواصل الاجتماعي بأن 3 رجال وامرأة تتجاوز أعمارهم جميعا الخمسين عاماً جُرحوا في ضربات مدفعية وصاروخية منفصلة على بلدات وقرى في المنطقة نُفّذت بالمدفعية والصواريخ.

قال مسؤولان إن روسيا نفذت غارتين جويتين على منطقة سكنية في مدينة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا الأربعاء مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 12 آخرين. وقال رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريخوف عبر تطبيق «تيليغرام» للتراسل: «تعرض مبنى من خمسة طوابق يعيش فيه أشخاص لأضرار بالغة»، ووصف الهجوم بأنه «عمل إرهابي دموي آخر ضد الأوكرانيين». وقال إن «مؤسسة جراحة الطوارئ تعرضت لأضرار أيضاً».

وتتعرض خاركيف والمناطق المحيطة بها لهجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على نحو متكرر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين، رغم أن الحرب أودت بحياة آلاف الأشخاص وشردت الملايين، ودمرت عدداً من البلدات والمدن.

وأفاد حاكم منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا المحتلة جزئياً من قبل روسيا، بأن امرأة قُتِلت في هجوم بمسيرة على قرية ميخايليفكا. وكانت قد حررت القوات الأوكرانية أجزاء من المنطقة المطلَّة على البحر الأسود، أواخر العام 2022، لكن القوات الروسية تقصف البلدات والقرى التي تمت استعادتها منذ ذلك الوقت.

سيارات تضررت بسبب القصف من أوكرانيا في بيلغورود (أ.ب)

وأفاد المسؤول أولكسندر بروكودين على وسائل التواصل الاجتماعي بأن «امرأة عمرها 61 عاماً أُصيبت بجروح مميتة في منزلها». وأفاد حاكم منطقة ميكولاييف، كما جاء في تقرير «الصحافة الفرنسية»، بأن صاروخاً باليستياً روسياً ضرب المنطقة الساحلية؛ ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص بجروح، حالة أحدهم خطيرة.

عمال أوكرانيون يبنون تحصينات دفاعية في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا (أ.ب)

على صعيد منفصل، أعلن جهاز الأمن الأوكراني الأربعاء اعتقال عميلين للمخابرات الروسية بتهمة إبلاغ قوات العدو بمواقع أهداف عسكرية حساسة. وأفاد الجهاز في بيان: «نتيجة عملية خاصة، اعتُقل عميلان لإف إي بي (جهاز الأمن الفيدرالي الروسي) في كييف وأوديسا». وأضاف: «حاول المجرمان تحديد مواقع جنود أوكرانيين ومن ثم إرسال الإحداثيات ذات الصلة إلى المحتلين لتعديل الضربات الجوية». وتابع، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»: «في المرحلة الأخيرة من العملية الخاصة، اعتُقل المجرمان بالجرم المشهود أثناء تجسسهما على أهداف محتملة لصالح المحتلين». وأوضح أن أحد المشتبه بهما صور محطة للطاقة الحرارية، على ما يبدو لمساعدة روسيا في قصفها للبنى التحتية الأوكرانية المرتبطة بالطاقة. واتُّهما بالتواطؤ مع العدو، وبالتالي يواجهان إمكانية سجنهما مدى الحياة».

رجل يعمل في موقع بناء خط دفاع في منطقة خاركيف في 12 مارس 2024 وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

حث السفير الأوكراني لدى ألمانيا أوليكسي ماكييف الأربعاء على سرعة إيصال الأسلحة والذخيرة لبلاده، وعارض بشدة التصريحات الصادرة عن زعيم الكتلة الاشتراكية الديمقراطية البرلمانية رولف موتزينيش بشأن «تجميد» الحرب. وأكد السفير على «أننا لسنا بحاجة إلى هذا غداً ولا بعد غد، ولكن اليوم».

وأشار السفير إلى كثير من جولات المفاوضات مع روسيا منذ 2014، التي شاركت فيها ألمانيا. وقال ماكييف، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية: «لم يؤدِّ هذا التجميد سوى إلى حرب ضخمة مستعرة في أوروبا اليوم».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته مدينة خاركيف مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته (إ.ب.أ)

وقال إنه يجب على أوكرانيا تقبُّل اعتراض المستشار الألماني الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي على إرسال صواريخ «تاوروس»، حتى لو كانت لا تتفق مع ذلك. وبرر شولتس رفضه لذلك بالإشارة إلى أنه يعتقد أن ألمانيا يجب ألا تتخلى عن السيطرة على صواريخ «تاوروس» حيث إنها يمكن أن تُستخدم في ضرب أهداف في روسيا. وقال ماكييف إنه لا يوجد سبب لعدم الثقة في بلاده، مشيراً إلى أن أوكرانيا دائماً ما أوفت بوعودها فيما يتعلق بالتعامل مع الأسلحة المقدَّمة. وفي الوقت ذاته، شدد على قدرة الجيش الأوكراني على التعامل مع أنظمة الأسلحة المعقدة.

من جانب آخر، تسعى أوكرانيا إلى طمأنة تجار الغاز الطبيعي الأوروبيين بأن تخزين الغاز في أوكرانيا لا يزال آمناً في مرافق تخزين الغاز الضخمة تحت الأرض، بعد الهجوم الذي شنته روسيا على منشأة للطاقة في غرب أوكرانيا، الأحد الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أوكرترانس غاز جيه إس سي» لتخزين الغاز، رومان ماليوتين، إن أوكرانيا تتوقع وصول ما يصل إلى 4 مليارات متر مكعب من الغاز خلال أشهر الصيف، أكثر من العام الماضي، حسبما ذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء.

رجال إطفاء يعملون في موقع أصيب بضربة صاروخية روسية في خاركيف (رويترز)

وعادةً ما تستغل الدول الأوروبية هذا الموسم لبناء مخزوناتها من الغاز، رغم أنها قد تكون أكثر تردداً بعد الهجوم الروسي على منشأة للطاقة في غرب أوكرانيا الأحد الماضي. وقال ماليوتين، رداً على أسئلة من وكالة «بلومبيرغ» للأنباء: «أود أن أؤكد أن الأضرار لا تؤثر على قدراتنا على حقن الغاز في مرافق تخزين الغاز تحت الأرض».


موقع روسي: نحو 100 ما زالوا مفقودين بعد هجوم موسكو

قاعة «كروكوس» للحفلات الموسيقية قرب موسكو (إ.ب.أ)
قاعة «كروكوس» للحفلات الموسيقية قرب موسكو (إ.ب.أ)
TT

موقع روسي: نحو 100 ما زالوا مفقودين بعد هجوم موسكو

قاعة «كروكوس» للحفلات الموسيقية قرب موسكو (إ.ب.أ)
قاعة «كروكوس» للحفلات الموسيقية قرب موسكو (إ.ب.أ)

ذكر موقع «بازا» الإخباري الروسي، الأربعاء، أن نحو 95 شخصاً ما زالوا مفقودين بعد الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي بالقرب من موسكو حين أطلق مسلحون النار من أسلحة آلية على رواد حفل موسيقي، وأضرموا النار في قاعة الحفلات الموسيقية.

ووفق «رويترز»، تبلغ الآن الحصيلة الرسمية للهجوم على قاعة «كروكوس» للحفلات الموسيقية 140 قتيلاً و182 مصاباً. لكن خدمة «بازا» الإخبارية وثيقة الصلة بأجهزة الأمن وجهات إنفاذ القانون الروسية، قالت إن 95 شخصاً آخرين ظهروا على قوائم جمعتها خدمات الطوارئ، بناء على مناشدات من أشخاص بشأن أقاربهم المفقودين.

وقالت الخدمة: «تشمل هذه القوائم أشخاصاً لم يتمكن أقاربهم من معرفة مصيرهم منذ الهجوم الإرهابي، لكنهم ليسوا على قوائم المصابين والقتلى... مات بعض هؤلاء الأشخاص، لكن لم يتم تحديد هويتهم بعد».


فرنسا الخائفة من هجمات في الأولمبياد تستنفر ضد إسلامييها

دورية راجلة من العسكريين الاثنين قرب برج إيفيل في إطار المحافظة على الأمن والسلامة العامة (إ.ب.أ)
دورية راجلة من العسكريين الاثنين قرب برج إيفيل في إطار المحافظة على الأمن والسلامة العامة (إ.ب.أ)
TT

فرنسا الخائفة من هجمات في الأولمبياد تستنفر ضد إسلامييها

دورية راجلة من العسكريين الاثنين قرب برج إيفيل في إطار المحافظة على الأمن والسلامة العامة (إ.ب.أ)
دورية راجلة من العسكريين الاثنين قرب برج إيفيل في إطار المحافظة على الأمن والسلامة العامة (إ.ب.أ)

من بين كل الدول الأوروبية، تبدو فرنسا الأكثر تخوفاً من تعرضها لعمليات إرهابية في الأسابيع والأشهر المقبلة، خصوصاً بمناسبة فعاليات الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس وعدد من المدن الكبرى ما بين 16 يوليو (تموز) و11 أغسطس (آب).

وخلال هذه الفترة التي ستشهد تدفقاً استثنائياً أجنبياً إلى فرنسا، ستكون باريس قبلة العالم. ولذا، فإن السلطات السياسية والأمنية على السواء تبدو قلقة من استغلال تنظيمات إرهابية المناسبة للقيام بعمل إرهابي من شأنه إفساد الحدث الرياضي من جهة، وإبراز العجز الفرنسي عن المحافظة على الأمن والسلامة العامة من جهة ثانية، فضلاً عن تمكين الإرهابيين من الحصول على فرصة ترويجية تعيد إثبات حضورهم على المستوى الدولي.

جندي فرنسي يقوم بدوريات أمام محطة سكة حديد سان لازار بباريس 25 مارس 2024 قبل 4 أشهر من دورة الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)

ومنذ العمل الإرهابي الذي ضرب موسكو يوم الجمعة الماضي، عاد الهم الإرهابي إلى واجهة الاهتمامات الفرنسية. لكن تجدر الإشارة إلى أنه لم يغب عنها تماماً؛ لأن فرنسا ومنذ عام 2015، بقيت على لائحة الأهداف الإرهابية. ومنذ ذلك التاريخ سقط 273 شخصاً، وجرح عدة مئات... فيما يعد الهجوم على ملهى «الباتاكلان»، مساء 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 الأكثر دموية؛ إذ أدى إلى مقتل 90 شخصاً وإصابة العشرات. وتبنى «تنظيم داعش» الإرهابي، الهجوم، والهجمات الأخرى التي ضربت باريس وضاحيتها في تلك الفترة.

اليوم، يلوح التهديد الإرهابي مجدداً وعنوانه، كما في 2015، «داعش»، ولكن هذه المرة فرع آخر «داعش - ولاية خراسان» الذي ارتكب مجزرة الجمعة الماضي في روسيا.

ووفق مصادر أمنية فرنسية، فإن مقتلة موسكو تبين أن التنظيم المذكور «قادر على القيام بعمليات خارج نطاق أنشطته الطبيعية (أي أفغانستان وباكستان...)، وأن ما حصل في روسيا يمكن أن يحصل في أي مكان آخر وفي أي عاصمة أوروبية». من هنا، مسارعة المسؤولين الفرنسيين إلى قرع ناقوس الخطر، والإكثار من الاجتماعات للبحث في التدابير والإجراءات الضرورية لدرء الخطر المتوقع بعد أن عمد «مجلس الدفاع والأمن» الذي التأم الأحد الماضي في قصر الإليزيه، إلى رفع درجة التأهب الأمني إلى المرتبة الأعلى.

ويجري فرض هذه المرتبة لفترة زمنية محدودة أثناء إدارة الأزمات. وأهم ما فيها أنها تسمح بتعبئة الموارد الأمنية بشكل استثنائي، بما في ذلك الاستعانة بوحدات من الجيش، كما تتيح نشر المعلومات التي يمكن أن تحمي المواطنين. ومن الناحية العملية، فإنها تمكن القوى الأمنية من تفتيش الأفراد والسيارات على مداخل الإدارات العامة والمدارس، وفرض حماية مشددة لأماكن العبادة والمدارس والمناطق الحساسة.

أتال يصافح اثنين من العسكريين خلال تفقده الإجراءات الأمنية المعمول بها في محطة سان لازار في باريس للقطارات (إ.ب.أ)

وليل الثلاثاء - الأربعاء، استفاد غبريال أتال، رئيس الحكومة من جلسة البرلمان، ومن سؤال وجه إليه بشأن التهديدات الإرهابية، ليشرح مجدداً الخطة التي تسير عليها الحكومة، والتدابير التي اتخذتها لدرء المخاطر المتزايدة التي تحيق بفرنسا... وإذ ذكر أتال أن القوى الأمنية نجحت في إبطال 45 مخططاً إرهابياً منذ عام 2017، بينها مخططان خلال الأشهر الثلاثة المنقضية، أكد أن «التهديد الإرهابي الإسلاموي ما زال يطأ بثقله على بلادنا، وما زال قوياً وحقيقياً، كما أنه لم يتراجع أبداً».

وأضاف رئيس الحكومة، أن «الشر الذي نواجهه هو الإسلاموية... الإسلاموية هي دوامة تبدأ بالحقد وتنتهي بالتدمير. فلنعمل لحرمانها من أي لحظة لاستعادة أنفاسها... وإزاء التهديد الذي لا يضعف، فإن عزمنا لا يهون وتعبئتنا كاملة، ولذا لن نتخلى أبداً عن حذرنا في مواجهة عدو سيأخذ كل شبر نتنازل عنه من الأرض. علينا أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات، ولا نستبعد أياً منها. هذا ما نفعله كل يوم مع خدماتنا. علينا أن نكون في كل مكان وفي كل الأوقات».

رئيس الحكومة غبريال أتال يلقي كلمته أمام الجمعية الوطنية مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)

إزاء هذه المخاطر، فإن أولوية الأولويات بالنسبة للدولة هي «حماية الفرنسيين»، الأمر الذي تعكسه التدابير التي باشرتها الحكومة، برفع مستوى التأهب الأمني إلى الحد الأقصى، ونشر القدرات الأمنية الإضافية، وتعزيز الحضور الأمني في الأماكن الحساسة مثل المدارس، وأماكن العبادة وأماكن التجمهر الكثيف في الساحات والشوارع، والاستعانة بمزيد من عناصر القوات المسلحة (4 آلاف عنصر) سينضمون إلى العناصر الـ3000 المعبأة سابقاً في إطار المهمة المسماة «سنتينيل»، ليدعموا ويساندوا عمل الشرطة والدرك وأجهزة المخابرات. وهؤلاء جميعاً «سيكونون إلى جانب الفرنسيين، في قلب المدن، ومقابل محطات القطارات وصالات المسارح وأماكن العبادة، ومعاً سيعملون على حماية حياتنا اليومية».

وأضاف أتال: «فيجيبيرات، (Vigipirate) وهو الاسم المعطى منذ سنوات لقوات الحماية الأمنية، ستكون درعنا لمواجهة الإرهاب الإسلاموي، وكلما ارتقى حذرنا الجمعي، كانت هذه الدرع أقوى».

وفي كلمته، استعرض رئيس الحكومة القوانين التي سنت منذ وصول ماكرون إلى رئاسة الجمهورية في عام 2017 وأهمها ثلاثة: الأول، صدر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام المذكور، وهو يركز على محاربة الإرهاب، ويؤسس لتدابير إضافية لمواجهته، والثاني رأى النور عام 2021 لمواجهة «الانفصالية الإسلاموية»، والثالث نهاية العام الماضي، ويتيح مزيداً من الإجراءات لمراقبة الهجرة غير الشرعية وطرد المخالفين.

الرئيس إيمانويل ماكرون الاثنين يتفقد مع وفده المرافق حالة الغابات في إقليم «غويانا» الفرنسي بمناسبة زيارة قام بها (أ.ف.ب)

والانفصالية كما تراها فرنسا تعني «انغلاق» الإسلاميين، والابتعاد عن قواعد العلمنة، وإقامة بيئة خاصة بهم وتحكمها قوانينهم. وشرح أتال كيف مكنت القوانين المستحدثة من «إغلاق المساجد الراديكالية وتعزيز الرقابة»، ومراقبة الهجرات غير الشرعية، وتسهيل طرد الأجانب غير المؤهلين للبقاء على الأراضي الفرنسية، أو الموصوفين بالراديكالية والتطرف.

ومن هؤلاء، تم طرد 760 شخصاً العام الماضي إضافة إلى ترحيل عدد من الأئمة.... وخلاصة أتال، أن «يدنا لن ترتجف أبداً، لا إزاء الإرهاب ولا إزاء الإسلاموية».

والواضح من خلال كلمات رئيس الحكومة وتصريحات مسؤولين آخرين، أن باريس تتخوف من إرهاب مزدوج: الأول مقبل من الخارج، وذلك على غرار ما عرفته من عمليات إرهابية في عامي 2015 و2016. وهذا الإرهاب كان اسمه في السابق «القاعدة» و«تنظيم داعش في العراق والشام» واليوم اسمه «تنظيم داعش - ولاية خراسان». والثاني، داخلي واسمه «الإرهاب الإسلاموي»، والطريق التي تمهد له وتقود إليه، هي «الانفصالية الإسلاموية».

وسبق أن شرح جيرالد درامانان، وزير الداخلية، في كلمة له الاثنين الماضي، مصادر التهديد الإرهابي الداخلية التي يندرج تحتها من يسمون «الذئاب المتوحدةّ» أو «المنفردة» ممن يعملون من غير مشغل خارجي. ويضاف إليهم الإسلامويون المخضرمون الذي ذهبوا إلى ميادين القتال في سوريا والعراق، ومنهم من عاد إلى فرنسا وأدخل السجن، وبعضهم سيخرج منه.

صورة تخيلية لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية حول مجرى نهر السين الذي يقسم باريس إلى قسمين (أ.ف.ب)

وثمة من يسمي هؤلاء «القنبلة الإرهابية الموقوتة»، وبين هؤلاء وأولئك، ثمة مجموعة «هجينة»، بمعنى أنها تعيش في المجتمع الفرنسي، وهي على تواصل مع تنظيمات خارجية تعمل وفق أجندتها.

إزاء ما سبق، يمكن «تفهم» القلق الفرنسي الرسمي وأحياناً الشعبي، بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل التدابير التي اتخذتها وتتخذها الحكومة كافية؟ الجواب جاء الاثنين على لسان الرئيس ماكرون الذي كان في زيارة «إقليم غويانا» الفرنسي الواقع على الحدود الشمالية الشرقية للبرازيل، حيث رد على سؤال عن احتمال حصول عمل إرهابي أثناء الألعاب الأولمبية بقوله: «نحن نقوم بكل ما هو ضروري، ونوفر الكثير لأجهزة المخابرات والدرك والعسكريين». وأضاف: «هل يمكن الهبوط بالمخاطر إلى درجة الصفر؟ الحقيقة كلا. هذا غير موجود في الحياة».


ماكرون ولولا يدشنان غواصة تعمل بالطاقة النووية

غواصة تونيليرو في أثناء إطلاقها بقاعدة إيتاغواي البحرية في إيتاغواي ولاية ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
غواصة تونيليرو في أثناء إطلاقها بقاعدة إيتاغواي البحرية في إيتاغواي ولاية ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
TT

ماكرون ولولا يدشنان غواصة تعمل بالطاقة النووية

غواصة تونيليرو في أثناء إطلاقها بقاعدة إيتاغواي البحرية في إيتاغواي ولاية ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
غواصة تونيليرو في أثناء إطلاقها بقاعدة إيتاغواي البحرية في إيتاغواي ولاية ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)

دشن رئيسا فرنسا والبرازيل، اليوم (الأربعاء)، غواصة بُنيت في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بتكنولوجيا فرنسية في إطار برنامج يهدف إلى بناء أول غواصة برازيلية تعمل بالطاقة النووية بحلول نهاية العقد الحالي، بحسب «رويترز».

وحضر الرئيسان إيمانويل ماكرون ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا مراسم أقيمت في حوض بناء السفن بمنطقة إيتاغواي بالقرب من ريو دي جانيرو، حيث جرى تدشين غواصة ثالثة تعمل بالديزل صُنعت في إطار برنامج شراكة بقيمة عشرة مليارات دولار.

منظر عام لقاعدة إيتاغواي البحرية (أ.ف.ب)

وبدأ برنامج البرازيل لبناء الغواصات في 2008 خلال فترة ولاية لولا السابقة، وهو شراكة مع مجموعة نافال الفرنسية التي تديرها الدولة وتمتلك فيها شركة الصناعات الدفاعية تاليس حصة تبلغ 35 في المائة.

وقالت الحكومة البرازيلية إن أسطولها من الغواصات ضروري للدفاع عن ساحل البلاد الذي يبلغ طوله نحو 7500 كيلومتر، وعن مياه المحيط الأطلسي حيث تطور البلاد حقول نفط بحرية كبيرة.

الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدثان في أثناء إطلاق غواصة تونيليرو في قاعدة إيتاغواي البحرية بإتاغواي (أ.ف.ب)

كان ماكرون قد وصل إلى البرازيل أمس (الثلاثاء)، في زيارة لمدة ثلاثة أيام تهدف إلى إعادة العلاقات الثنائية، والشراكة الاستراتيجية التي تعثرت خلال ولاية الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي انتقده الرئيس الفرنسي لفشله في حماية غابات الأمازون.


قتلى في انقلاب حافلة على طريق سريعة شرق ألمانيا

موظفو الطوارئ في مكان الحادث بعد مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين في حادث تصادم حافلة على الطريق السريعة A - 9 قبالة شكوديتز بالقرب من مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا 27 مارس 2024 (رويترز)
موظفو الطوارئ في مكان الحادث بعد مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين في حادث تصادم حافلة على الطريق السريعة A - 9 قبالة شكوديتز بالقرب من مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا 27 مارس 2024 (رويترز)
TT

قتلى في انقلاب حافلة على طريق سريعة شرق ألمانيا

موظفو الطوارئ في مكان الحادث بعد مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين في حادث تصادم حافلة على الطريق السريعة A - 9 قبالة شكوديتز بالقرب من مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا 27 مارس 2024 (رويترز)
موظفو الطوارئ في مكان الحادث بعد مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين في حادث تصادم حافلة على الطريق السريعة A - 9 قبالة شكوديتز بالقرب من مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا 27 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت الشرطة الألمانية أن عدة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب آخرون عندما تعرضت حافلة لحادث على طريق سريعة بالقرب من مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا، اليوم (الأربعاء)، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت شرطة ولاية ساكسونيا على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «لقي عدة أشخاص حتفهم في حادث خطير على طريق (إيه - 9) السريعة. هناك العديد من القتلى والمصابين».

وذكرت وسائل إعلام محلية أن خمسة أشخاص لقوا حتفهم بعد أن انحرفت حافلة تابعة لشركة فليكس باص إلى يمين طريق سريعة مزدحمة تربط برلين بميونيخ ثم انقلبت.

وأشارت الشرطة إلى أن الطريق المؤدية إلى ميونيخ أُغلقت، فيما أظهرت صور توافد سيارات إسعاف وطائرات هليكوبتر إلى مكان الحادث.

وقالت فليكس باص «لا نعرف بعد الملابسات الدقيقة للحادث»، مضيفة أنها تعمل مع سلطات الطوارئ لمعرفة ما حدث.

وكانت الحافلة في طريقها من برلين إلى زيوريخ وعلى متنها نحو 53 راكباً وسائقين اثنين.