الجزائر: عائلات مساجين سياسيين إسلاميين يناشدون بوتفليقة الإفراج عن أبنائهم

استغربت العفو عن آلاف المسلحين بينما استثني المتعاطفون مع {الإنقاذ}

الجزائر: عائلات مساجين سياسيين إسلاميين يناشدون بوتفليقة الإفراج عن أبنائهم
TT

الجزائر: عائلات مساجين سياسيين إسلاميين يناشدون بوتفليقة الإفراج عن أبنائهم

الجزائر: عائلات مساجين سياسيين إسلاميين يناشدون بوتفليقة الإفراج عن أبنائهم

ناشدت عائلات مساجين جزائريين، ينتمون إلى «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الإفراج عنهم في إطار تدابير «المصالحة الوطنية»، التي استفاد منها مسلحون قبل 15 سنة. فيما تقول هذه العائلات إن أبناءها، الذين يفوق عددهم 140، هم «مساجين سياسيون»، ترفض السلطات الاعتراف لهم بهذه الصفة.
والتقت مجموعة من هذه العائلات، أمس، في مقر الحزب المعارض «جبهة القوى الاشتراكية» بالعاصمة، واحتجت أمام الصحافة على «طول فترة سجن أبنائنا»، إذ إن بعضهم يقبع في السجن منذ 23 سنة، مثل عبد القادر بن يمينة، الذي ينحدر من تيارت (300 كم غرب العاصمة)، والذي قال ابنه محمد إن والده تعرض للاعتقال عام 1992 بسبب نشاطه في صفوف «جبهة الإنقاذ»، التي حلتها السلطات بقرار قضائي صادر في مايو (أيار) من العام نفسه، بتهمة «تهديد أمن الدولة».
وحمل المئات من مناضلي «الإنقاذ» السلاح، بعد 11 يناير (كانون الثاني) 1992، تاريخ تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي فاز بها الحزب الإسلامي. وأرغم اللواء خالد نزار، وزير الدفاع سابقا، الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد على الاستقالة، وأطلق على ذلك إعلاميا وسياسيا وصف «حركة 11 يناير». فيما قال نزار إنه «أنقذ الجمهورية من نظام شبيه بما عاشته أفغانستان».
وزجت السلطات بالآلاف من نشطاء «الجبهة» والمتعاطفين معها في السجون، بحجة الحيلولة دون احتمال التحاقهم بالجماعات المسلحة التي تشكلت حديثا، وكان أهمها «الجيش الإسلامي للإنقاذ» و«الجماعة الإسلامية المسلحة»، التي غيرت من تسميتها فتحولت إلى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في 1998، ثم إلى «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، مطلع 2007. وخرج من عباءتها مؤخرا فصيل اسمه «جند الخلافة في الجزائر».
وحضر لقاء عائلات المساجين أحمد بن عائشة، مسؤول «جيش الإنقاذ» في الغرب الجزائري سابقا، وصرح بأن جماعته وقائدها مدني مزراق «يناضلون من أجل الإفراج عن هؤلاء المعتقلين منذ أن أوقفنا النزيف الدموي»، في إشارة إلى الهدنة التي عقدتها الجماعة المسلحة عام 1997، بناء على مفاوضات مع المخابرات العسكرية أفضت مطلع 2000 إلى عفو شامل عن ستة آلاف من أفرادها.
وقال بن عائشة إن وفدا من «جيش الإنقاذ» التقى برئيس الوزراء عبد المالك سلال قبيل انتخابات الرئاسة التي جرت في ربيع العام الماضي، لبحث قضية «المساجين السياسيين». ونقل عنه أن السلطات تتعهد بحل مشكلتهم بعد الانتخابات. غير أن سلال لم يف بوعده، حسب بن عائشة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.