«دير شبيغل» : دمشق تبني مجمعا نوويا بشكل سري

يقع في منطقة جبلية قرب الحدود اللبنانية تحت إشراف خبراء كوريين شماليين وإيرانيين

«دير شبيغل»
«دير شبيغل»
TT

«دير شبيغل» : دمشق تبني مجمعا نوويا بشكل سري

«دير شبيغل»
«دير شبيغل»

ذكرت أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية في عددها الذي يصدر اليوم أن الرئيس السوري بشار الأسد يعمل سرا على بناء مجمع تحت الأرض بإمكانه تصنيع أسلحة نووية.
والمصنع يقع في منطقة جبلية وعرة المسالك في غرب البلاد على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية، بحسب المجلة التي أكدت ذلك بناء على «وثائق حصرية» وصور التقطتها الأقمار الصناعية ومحادثات اعترضتها أجهزة الاستخبارات.
وأوضحت «در شبيغل»، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، في ملخص عن مقالها اليوم السبت، أن الموقع القريب من مدينة القصير تصل إليه شبكتا المياه والكهرباء.
والاسم الرمزي للموقع هو «زمزم»، ويمكن استخدامه في بناء مفاعل أو مصنع لتخصيب اليورانيوم، بحسب ما قاله «خبراء غربيون» للمجلة.
وقد نقل النظام السوري إلى المجمع الجديد 8 آلاف قضيب وقود كانت مخصصة لموقع الكبر السري الذي يشتبه في أنه يحوي مفاعلا نوويا سريا، بحسب المجلة.
وبحسب «دير شبيغل»، فإن خبراء كوريين شماليين وإيرانيين يعملون في مشروع «زمزم». ومن المفترض أن يكون حزب الله اللبناني الداعم للنظام السوري يتولى حراسة الموقع.
وسبق لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن كشفت معلومات حول تدمير طائرات إسرائيلية للمفاعل النووي السوري في منطقة الكبر في دير الزور من خلال غارة جوية عام 2007، ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية حينها على الإطلاق أنها تقف وراء تلك الغارة.. وروت المجلة في تحقيق مطول أنه في عام 2003 دخل بناء المفاعل النووي مراحله الأولى، وقالت إن وكالة الأمن القومي الأميركي كشفت في ربيع 2004 عددا كبيرا مشكوكا فيه من الاتصالات الهاتفية بين سوريا، قادمة من كبر، وكوريا الشمالية. وأرسلت الوكالة تقريرا عن تلك الاتصالات إلى الوحدة «8200» في الجيش الإسرائيلي، وهي الوحدة المختصة بالتعرف على عمليات الاستطلاع اللاسلكية. وقالت «دير شبيغل» إن كتابة التقرير استغرقت أشهرا في جمع المعلومات، من خلال مقابلات أجرتها مع سياسيين وخبراء عسكريين. ومن بين الذين قابلتهم الرئيس بشار الأسد ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية آنذاك محمد البرادعي.
وتحدثت «دير شبيغل» عن قرار الاستخبارات الإسرائيلية إبلاغ رئيس الحكومة إيهود أولمرت رسميا بوجود مفاعل نووي سري في سوريا، فأعطى الأخير منتصف أغسطس (آب) 2007 موافقته على إرسال قوة كوماندوز مجوقلة إلى الكبر لجمع عينة من تربة الموقع وتحليلها للتأكد من الاستنتاجات التي توصل إليها الخبراء، فتمت العملية بنجاح، وأظهرت التحاليل صحة التكهنات بعد أن أظهرت التربة المستقدمة وجود برنامج نووي.
وقال التقرير إن أولمرت أصر على قصف الموقع، بعد أن حصل على ضوء أخضر من مستشار الأمن القومي الأميركي في تلك الفترة ستيفن هادلي. وفي الخامس من سبتمبر (أيلول)، غادرت 10 طائرات من طراز «إف 15 إي» إسرائيل في الساعة 11 ليلا في اتجاه البحر المتوسط، تلقت 3 منها أمرا بالعودة، فيما تابعت الطائرات الـ7 الباقية طريقها إلى الحدود السورية - التركية الشمالية الشرقية ودخلت منها إلى الأجواء السورية حيث ضربت جهاز رادار، قبل أن تصل بعد 18 دقيقة إلى موقع المفاعل، حيث ألقت عليه قنابل ثقيلة. وأضافت المجلة أنه عندما تلقى أولمرت نبأ القصف وعودة الطائرات إلى قواعدها، اتصل برئيس الحكومة التركية رجب طيب إردوغان الذي كان وسيطا في المفاوضات غير المباشرة مع سوريا وشرح له ما حدث، وطلب منه الاتصال ببشار الأسد وإبلاغه أن إسرائيل «لن تقبل بوجود مفاعل نووي جديد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.