توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات بألمانيا في 2015

مع استمرار معدلات الفائدة المتدنية

توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات بألمانيا في 2015
TT

توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات بألمانيا في 2015

توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات بألمانيا في 2015

ذكر خبير استثمارات أن الطلب على العقارات السكنية في ألمانيا ما زال مرتفعا، ولكن وتيرة ارتفاع الأسعار تتباطأ.
وقال شتيفان ميتروبولوس، وهو محلل في مصرف هيلابا بفرانكفورت، لوكالة الأنباء الألمانية إن السوق تتحرك بفعل رغبة الألمان في الاستثمار.
وأضاف: «معدلات الفائدة المتدنية لتمويل الإسكان تعني أن شراء عقار يظل أمرا في المتناول، حتى بعد ارتفاع الأسعار»، مشيرا إلى أن العائدات القريبة من الصفر على الاستثمارات ذات الفائدة الثابتة تواصل دفع الأثرياء الألمان للاتجاه إلى شراء العقارات كأفضل بديل.
وتتناقض الأسعار الآخذة في الارتفاع في ألمانيا مع تباطؤ في وتيرة التعاملات في سوق العقارات الصينية، حيث تسبب هبوط الأسعار العام الحالي في إنهاء فقاعة عقارية دامت لعدة سنوات.
يأتي هذا فيما توقع رئيس معهد أبحاث الاقتصاد الألماني «إيفو»، هروب الكثير من رؤوس الأموال من ألمانيا بسبب استمرار انخفاض الفائدة، واعتماد حد أدنى للأجور، ومنح قروض بمليارات اليورو لعدد من الدول الأعضاء بمجموعة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، التي تتعرض لأزمة مالية.
وقال هانز فيرنر زين في تصريح نشرته مجلة «فوكوس» الألمانية: «لم تصل أزمة الديون لنهايتها، بعد لقد تم التغطية عليها بشكل مفتعل من خلال إجراءات البنك المركزي الأوروبي».
ورأى زين أنه عندما يتم خفض الفائدة على الأموال البنكية إلى صفر، ويستمر تمديد فترة سداد القروض التي حصلت عليها الدول الواقعة جنوب أوروبا، فستكون هناك شكوك في إمكانية تسديد الأموال التي يتم اقتراضها من قبل دولة ألمانيا، أو التي يتم اقتراضها من البنوك، مضيفا: «معاشاتنا تتآكل تدريجيا بشكل أو بآخر».
وأوضح الخبير الاقتصادي الألماني أنه رغم أن التسهيلات التي مُنحت لدول جنوب أوروبا لتسديد ديونها جعلت تسديد هذه الديون أكثر سهولة، إلا أن نقص القوة الاقتصادية المتأزمة لم يغير شيئا في هذه الدول المتأزمة.
وأكد زين أنه لا يخشى أن يؤدي أي تغيير محتمل للحكومة اليونانية إلى تعرض العملة الأوروبية الموحدة للخطر، وقال إن «خروج اليونان من مجموعة اليورو سيكون مساهمة في خفض المخاطر التي جلبها طريق الانضمام لاتحاد العملة الأوروبية الموحدة».
وعلى صعيد متصل، قضت المحكمة الدستورية في ألمانيا أخيرا بعدم دستورية الإعفاءات الضريبية، خاصة العقارية، للشركات التي تديرها عائلات، وهو الحكم الذي يقول منتقدوه إنه يهدد آلاف الوظائف في قطاع يمثل جزءا رئيسيا من الاقتصاد الألماني.
ومنحت المحكمة البرلمان الألماني مهلة حتى نهاية يونيو (حزيران) 2016 لوضع قواعد ضريبية جديدة. وسيستمر تطبيق القواعد الحالية حتى وضع القواعد الجديدة.
وقال اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا إن هذه المزايا الضريبية ضرورية لحماية نحو 3.‏3 مليون شركة صغيرة ومتوسطة توفر نحو 70 في المائة من الوظائف في ألمانيا.
وقال فرديناند كريشوف نائب رئيس المحكمة الدستورية: «الغرفة العليا من البرلمان شددت في قرارها على أن حماية الشركات العائلية والوظائف تمثل أسبابا مشروعة لإعفاء هذه الشركات جزئيا أو كليا من الضرائب» في إشارة إلى القواعد التي وضعها البرلمان الألماني.ولكن معارضي هذه القواعد يقولون إنها تضيع مليارات اليورو على الحكومة الألمانية.
كانت حصيلة ضريبة الميراث في ألمانيا عام 2012 قد بلغت 3.‏4 مليار يورو (4.‏5 مليار دولار). في حين وصل حجم الإعفاءات من هذه الضريبة للشركات العائلية إلى نحو 40 مليار يورو.
ووفقا للقواعد الحالية، فإن أي شخص يرث شركة عائلية يحصل على إعفاء جزئي أو كلي من الضريبة العقارية المستحقة على الشركة لعدة سنوات، ما دام سيدير الشركة ويحافظ على عمالها، مع استخدام أغلب أصولها في الإنتاج. وتحصل المشروعات التي توظف ما يصل إلى 20 عاملا على إعفاءات أكبر.
وعلى صعيد متصل، هبطت عوائد السندات الحكومية الألمانية إلى مستوى قياسي منخفض جديد الثلاثاء الماضي، منهية العام على أكبر هبوط سنوي في 6 أعوام، وسط توقعات لمزيد من التيسير النقدي من البنك المركزي الأوروبي.
وخسرت السندات الألمانية القياسية لأجل 10 أعوام 140 نقطة أساس في 2014 لتنهي العام عند 54.‏0 في المائة مسجلة أكبر هبوط سنوي منذ 2008.
وكان مسح لـ«رويترز» أُجري قبل عام، قد توقع أن عوائد السندات الألمانية سترتفع في 2014 لتنهي العام فوق 2 في المائة.
والتوقعات لتيسير نقدي من البنك المركزي الأوروبي تقلِّص فعليا عوائد السندات الحكومية الألمانية، وتدفع تكاليف الاقتراض إلى مستويات قياسية منخفضة في دول أخرى بمنطقة اليورو.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».