ماليزيا تخصص مزيدا من الأموال لمساعدة منكوبي الفيضانات

رئيس الوزراء يدافع عن ممارسته «دبلوماسية الغولف» مع أوباما تزامنا مع الكارثة

جنود ماليزيون يساعدون مدنيين غرقت مناطق سكنهم بمياه السيول في إقليم كيلانتان أمس (إ.ب.أ)
جنود ماليزيون يساعدون مدنيين غرقت مناطق سكنهم بمياه السيول في إقليم كيلانتان أمس (إ.ب.أ)
TT

ماليزيا تخصص مزيدا من الأموال لمساعدة منكوبي الفيضانات

جنود ماليزيون يساعدون مدنيين غرقت مناطق سكنهم بمياه السيول في إقليم كيلانتان أمس (إ.ب.أ)
جنود ماليزيون يساعدون مدنيين غرقت مناطق سكنهم بمياه السيول في إقليم كيلانتان أمس (إ.ب.أ)

خصصت الحكومة الماليزية أمس مزيدا من الأموال لمساعدة أكثر من 160 ألفا من المتضررين في أسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ 60 عاما بينما توقعت الأرصاد الجوية مزيدا من الأمطار. فقد أعلن رئيس الوزراء نجيب الرزاق عن مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون رينغيت (143 مليون دولار) لإنقاذ سكان أقاليم كيلانتان وتيرينغاو وباهانغ المعزولين والمحرومين من الغذاء ومياه الشرب.
وواجه عبد الرزاق انتقادات حادة بعد نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام يظهر فيها وهو يمارس رياضة الغولف مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في هاواي، لكنه اختصر زيارته في نهاية المطاف وزار المناطق المنكوبة السبت. وتفيد آخر حصيلة نشرتها السلطات أن 8 أشخاص قتلوا في الفيضانات و160 ألف شخص تضرروا بدرجات متفاوتة بينهم 8 آلاف مقطوعين عن العالم في إقليم كيلانتان.
ولجأ المنكوبون في الفيضانات التي غطت مناطق بأكملها في شمال ماليزيا إلى النهب للحصول على الطعام بينما تتوقع الأرصاد الجوية هطول أمطار جديدة. وقال نائب وزير النقل عزيز كابراوي إن «البلاد بحاجة ملحة لمروحيات لإخلاء المناطق الغارقة ونقل مواد غذائية إلى السكان المحتاجين».
وأدت هذه السيول إلى تشريد نحو 8 آلاف شخص في إقليم كيلانتان الفقير. وتبدو عاصمة الإقليم كوتا بارو بالقرب من الحدود مع تايلاند أشبه ببحيرة من الوحول. وقطعت عنها الكهرباء ولجأ سكانها إلى نهب محلات بيع المواد الغذائية.
وتشهد هذه المنطقة باستمرار فيضانات خلال موسم الأمطار لكن الوضع هذه السنة أسوأ من المعتاد. وقال أحمد وجيه سيف الله وهو مهندس في 25 من العمر عاد إلى كيلانتان لنقل والديه المسنين والمريضين إلى كوالالمبور: إن «بيتنا غطته الفيضانات بالكامل. أمي تعاني من ضغط في الدم والسكري وفقدت كل أدويتها أثناء الهرب».
ويمكن أن يتفاقم الوضع مع ترقب هطول أمطار جديدة في الأيام المقبلة. وقال مسؤول في وكالة الأرصاد الجوية الماليزية: «نتوقع مزيدا من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية. انحسار مياه الفيضانات سيستغرق وقتا طويلا».
من جهته، دافع رئيس الوزراء الماليزي عن «دبلوماسية الغولف» مؤكدا أن رفضه دعوة من الرئيس أوباما «أمر بالغ الحساسية». ويؤكد عدد كبير من المنكوبين أن الرد المتأخر للسلطات ما زال غير كاف. وقال توا سري كونينغ (58 عاما) إن «الـ500 مليون التي وعد بها نجيب لا تكفي». وأضاف أن «مركز الإغاثة قذر جدا. ليس هناك من يجمع النفايات والبعوض طاغ فيها. ليس لدينا كمية كافية من المياه».
ويشكو سائقو الشاحنات من نقص الديزل بينما تواجه محطات الوقود اكتظاظا كبيرا. وكان نائب رئيس الوزراء الماليزي اعترف أول من أمس بأن عمليات الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة مثل أعطال الكهرباء والطرق المهدمة، لكنه أكد في الوقت نفسه أن السلطات تفعل ما بوسعها لضمان وصول الأغذية للأشخاص الذين يواجهون أوضاعا صعبة. وقال «أعترف بأن الوضع يشكل تحديا لعمال الإنقاذ ونبذل كل جهدنا للتأكد من وصول الغذاء إلى الضحايا».



مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

قُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، الأربعاء، جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا إن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.