عبد اللطيف الحسيني لـ «الشرق الأوسط»: كوزمين يعرف اللاعبين السعوديين أكثر من «مدربي الأندية»

مساعد المدرب الروماني قال إن قرار اعتزاله لا رجعة فيه رغم عودته «المؤقتة»

جانب من تدريبات اللياقة للاعبي الأخضر في معسكر أستراليا الحالي   -  عبد اللطيف الحسيني
جانب من تدريبات اللياقة للاعبي الأخضر في معسكر أستراليا الحالي - عبد اللطيف الحسيني
TT

عبد اللطيف الحسيني لـ «الشرق الأوسط»: كوزمين يعرف اللاعبين السعوديين أكثر من «مدربي الأندية»

جانب من تدريبات اللياقة للاعبي الأخضر في معسكر أستراليا الحالي   -  عبد اللطيف الحسيني
جانب من تدريبات اللياقة للاعبي الأخضر في معسكر أستراليا الحالي - عبد اللطيف الحسيني

أكد المدرب السعودي عبد اللطيف الحسيني، الذي عين أخيرا مساعدا للروماني كوزمين، المدير الفني للمنتخب السعودي، أن اعتزاله المجال التدريبي «قرار لا رجعة فيه»، مؤكدا أن عودته ستقتصر على نهائيات كأس آسيا 2015 فقط، على اعتبار أن خدمة رياضة الوطن في هذا الوقت الحساس شرف كبير بالنسبة له.
وأوضح أن أسباب اعتزاله المجال الرياضي تأتي بسبب العارض الصحي الذي تمر به والدته والذي يتطلب وجوده معها بصفة مستمرة، مشددا على أن الأخضر يحتاج إلى التحضير الذهني والنفسي حتى يستطيع المنافسة بقوة على اللقب الآسيوي. وقال الحسيني في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن كوزمين هو من اختار قائمة اللاعبين الـ26 التي ستمثل الأخضر في نهائيات كأس آسيا، ولم يتدخل أي طرف آخر بالتشكيلة، وإن قائمة اللاعبين الـ50 التي عرضت عليه ربما اختارها المدرب المقال الإسباني لوبيز ومساعدوه قبل أن يرحل.
وكشف الحسيني عن نقاط مهمة تتعلق بالمنتخب السعودي وأسباب إخفاقاته الأخيرة وحظوظه في النهائيات الآسيوية التي ستنطلق في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك في ثنايا الحوار التالي:
* اعتزلت الوسط الرياضي لكنك عدت أخيرا من بوابة المنتخب السعودي.. هل تراجعت عن قرارك؟
- اعتزالي لا يزال ساري المفعول ومدة العمل التي سأقضيها مع المنتخب السعودي الأول هي فترة شهر واحد فقط، أي خلال مشاركته في نهائيات كآس آسيا، والحقيقة قبلت بهذه المهمة نتيجة للظروف التي يمر بها الأخضر في هذا التوقيت؛ كون مدرب أجنبي يأتي لمساعدة الكرة السعودي وبلد مثل الإمارات الشقيقة ترسل مدربا لخدمة الكرة السعودية، فأعتقد أنا بصفتي مدربا وابنا من أبناء السعودية يطلب في هذه المهمة، فمن الصعب أن أعتذر، بل لي الشرف أن أخدم بلدي، ولكن كما ذكرت لك اعتزالي لا رجعة فيه.
* ولماذا اعتزلت الوسط الرياضي رغم النجاحات التي حققتها بوصفك مدربا وطنيا؟
- السبب الرئيس وراء اعتزالي الوسط الرياضي هو مرض والدتي الذي كان يتطلب وجودي بصفة مستمرة معها، والحقيقة أنا قلق عليها كثيرا من وضعها الصحي، وموافقتي على هذه المهمة هي من أجل خدمة بلدي، وكثير من الذين يعملون في السعودية وفي مثل هذه المجالات لديهم مثل هذه الظروف، ولكن كثيرا ما يتغلبون عليها من أجل خدمة بلدهم، وعندما توجهت للمطار استعدادا للمغادرة إلى أستراليا كانت راضية علي ووافقت لي بالذهاب، وكل ما أتمناه لها الصحة والعافية.
* هل المدرب الروماني كوزمين هو من قام باختيار قائمة الأسماء الـ26 الحالية؟ وهل استشارك في هذا الأمر؟
- بكل أمانة عرفت أسماء اللاعبين الذين جرى اختيارهم من قبل المدرب كوزمين من خلال المكالمة الهاتفية في الاجتماع الذي دار بيني وبينه وبين مدير المنتخب زكي الصالح، وعموما هذا المدرب يملك الكثير من المعلومات عن اللاعبين السعوديين، ودوري عبد اللطيف جميل للمحترفين أكثر من الذين يعملون الآن داخل السعودية؛ فهو مدرب مطلع ومتابع جيد للكرة السعودية بشكل كبير.
* بعد إعلان قائمة أسماء اللاعبين الـ26 فوجئ الشارع الرياضي بعدم ضم بعض اللاعبين الذين برزوا في الدوري السعودي لكرة القدم هذا الموسم، أمثال شايع شراحيلي وجمال باجندوح وعبد الفتاح عسيري!
- بطبيعة الحال هذه اختيارات مدرب، وأحب أن أؤكد أنه هو من اختارهم، والشيء الثاني أن هؤلاء اللاعبين الذين ذكرتهم بلا شك يملكون الإمكانيات والمهارات وقدموا مستويات مميزة، وأيضا الموجودون ضمن قائمة الـ26 يستحقون تمثيل المنتخب السعودي، وأنت الآن من الصعب أن تستبعد لاعبا على حساب لاعب آخر، ولله الحمد الكرة السعودية فيها ميزة، وفي الوقت نفسه فيها جانب من الإحراج للمدربين في عملية الاختيار؛ كون مستوى اللاعبين متقاربا جدا، وعندما يوجد لديك تقارب في المستوى ستجد صعوبة في عملية الاختيار، ولو طلب مني أو منك أو من المتابعين في الوسط الرياضي وضع قائمة الـ26 التي ستشارك في نهائيات كأس آسيا ستجدنا متفقين بنسبة 80 في المائة من الأسماء التي جرى اختيارها، وتبقى 20 في المائة يكون فيها اختلاف في وجهات النظر، وتبقى هذه من حق المدرب.
* وهل جرى اختيار الـ26 من قائمة الـ50 لاعبا التي عرضت على المدرب؟ وهل استشارك في بعض الأسماء؟
- نعم، هو اختار من قائمة اللاعبين الـ50 التي عرضت عليه، ولكن ليس لدي أي فكرة أو معلومة من أين جاءت هذه القائمة، لا أنا ولا كوزمين، أو اللجنة الفنية، وربما جرى اختيارها من قبل المدرب السابق الإسباني لوبيز كارو وفريق العمل الموجود معه وأصبحت هي الأساس، وما يخص استشارته لي في بعض الأسماء؛ تحدث معي عن بعض الأسماء وتناقشت معه، ولكن اعذرني عن كشفها كونها سرا من أسرار العمل لا أستطيع الإفصاح عنه.
* كيف تفسر إخفاقات الكرة السعودية التي تعاني منذ وقت طويل من عدم تحقيق أي إنجازات؟ وكيف ترى المرحلة المقبلة التي سيشارك من خلالها الأخضر في النهائيات الآسيوية؟
- نعم، أتفق معك في أن الكرة السعودية تمر بإخفاقات في الفترة السابقة تتمثل في خروجنا من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي أقيمت في البرازيل، ومن ثم خروجنا من الأدوار التمهيدية في كأس الخليج بالبحرين، ولكن في الفترة الحالية بدأنا بخطوات تحسن من خلال تأهلنا إلى نهائيات كأس آسيا ووصولنا إلى المباراة النهائية لكأس الخليج، وأتفق معك في أن هذه الخطوة ليست طموحاتنا، وليست طموح الكرة السعودية، ولكن نأمل أن نوفق في تحسين الصورة للكرة السعودية التي يرضى عنها الوسط الرياضي من خلال مشاركتنا في كأس آسيا بأستراليا ونقدم المستوى المشرف الذي يؤكد قوة منافسة المنتخب السعودي في هذه البطولة بالذات التي حققنا فيها الكثير من الإنجازات.
* أخفق المدرب السابق الإسباني لوبيز وجرت إقالته، والآن جاء الروماني كوزمين لتسلم مهمة التدريب.. كيف ترى إمكانية نجاحه في هذه المهمة؟ وهل تعتقد أنه قادر على توظيف قدرات اللاعبين بالشكل الملائم؟
- يملك المدرب الروماني كوزمين الخبرة والمعرفة في الوسط الرياضي، وبالتحديد منطقة الخليج، وأيضا معرفته بالفرق الآسيوية والنهج التدريبي لكل منتخب، وكان موجودا، وأساسا كان لاعبا في كوريا، وبالتالي يملك خفايا المنتخبات الآسيوية ومتتبع لها، وأيضا عمل كثيرا على مستوى الفرق الخليجية، وتعرف كثيرا على اللاعبين، وبالتالي هو يعرف عقلية اللاعب السعودي وما يحتاج إليه اللاعب السعودي واللاعب الخليجي بصفة عامة، واستطاع تحقيق الكثير من الإنجازات والنجاحات مع الأندية الخليجية التي منحته الثقة فيه بوصفه مدربا يعرف كيف يوظف إمكانياته وكيف يستطيع أن يرتقي بمستوى اللاعبين من خلال النهج والفكر التدريبي الذي سينتهجه معهم، ولكن يجب علينا أن نعلم أن جميع هذه الأمور مرتبطة بشيء واحد، هو النتائج، فالذي يقيم عمل المدرب هو النتائج بغض النظر عن كون العمل الذي يقدمه جيدا أو العكس، لذلك فالنتيجة هي التي ستحكم، فإذا وفقنا وقدمنا نتائج مشرفة فالإشادة والثناء سيأتيان، وإذا حصل إخفاق لا سمح الله فأعتقد أنه لن يعلق إلا على الجهاز الفني، وهو أمر طبيعي في كرة القدم ونأمل من خلال هذه المشاركة في كأس آسيا أن نحقق الطموح والآمال، ولكن في اعتقادي التحضير الذهني والنفسي للاعبين في مثل هذه المراحل مهم جدا، وكثير من الناس يعتقد أن التحضير الذهني والنفسي مختص بالمدرب أو الإداري أو من يعملون مع اللاعبين، ولكن هو أيضا مطلوب من الإعلام والجمهور والعائلة، ولك أن تتخيل في بطولة كأس آسيا 84 كيف حققنا اللقب من خلال الإعداد النفسي من قبل الجمهور والإعلام التي كان لها دور كبير في دفع المنتخب بعد سلسلة من الإخفاق للحصول على أول لقب في تاريخ الكرة السعودية.
* سيلعب المنتخب السعودي في المجموعة التي تضم كوريا الشمالية والصين وأوزبكستان.. كيف ترى حظوظه في التأهل للمرحلة الثانية؟
- من دون شك فإن المنتخبات التي سنلعب أمامها جميعها منتخبات قوية ولديها الحظوظ نفسها، وسبق لها المشاركة في كأس آسيا، وكل منتخب الآن يستعد بقوة ويخوض مباريات ودية قوية من أجل الظهور بشكل مميز في البطولة، ونحن أيضا سنلعب مباريات ودية، ونأمل التوفيق من الله سبحانه وتعالى من أجل تقديم المستوى الحقيقي المعروف عن الكرة السعودية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».