رياضيو «الشرقية» يتجرعون مرارة تأخر تسليم المنشآت الجديدة

المقاولون تحججوا بـ«المالية» و«نقص العمالة» و«ارتفاع تكاليف مواد البناء»

جانب من أعمال البناء في منشأة هجر الجديدة
جانب من أعمال البناء في منشأة هجر الجديدة
TT

رياضيو «الشرقية» يتجرعون مرارة تأخر تسليم المنشآت الجديدة

جانب من أعمال البناء في منشأة هجر الجديدة
جانب من أعمال البناء في منشأة هجر الجديدة

يتجرع رياضيو المنطقة الشرقية في السعودية، مرارة تأخر تسليم المقاولين لعدد من الأندية الرياضية رغم اعتماد مواعيد تسليمها منذ وقت طويل.
وتبرز أسباب مختلفة لهذا التعطل، في الوقت الذي كان مقررا أن يبدأ النشاط في 3 أندية على الأقل على مستوى المنطقة قبل نهاية العام الحالي 2014.
وتأخر التسليم عن الموعد المحدد جاء بعضه بموافقة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فيما
تحجج مقاولون بنقص العمالة وارتفاع تكاليف مواد البناء في العامين الأخيرين مقارنة بالفترة التي وقعت فيها عقود الإنشاء.
وكان تأخر تسليم بعض المشاريع جاء نتيجة تأخر الرئاسة في تسليم الدفعات للمقاولين وهو الإجراء الذي يتم عبر وزارة المالية عادة حسب الإجراءات المتبعة، أو بسبب طلب إدارات الأندية عمل إضافات بنسبة لا تتجاوز نسبة 10 في المائة المسموح بها من قبل الرئاسة.
ففي الأحساء يتوقع أن يتم تسلم نادي هجر (أحد أعرق أندية المحافظة وأقدمها تأسيسا) خلال فترة 6 أشهر حيث منح المقاول أشهرا إضافية لإنجاز هذه المنشأة كونه تعطل بسبب نقص العمالة وارتفاع الأجور وغيرها من المسببات التي جعلته يتأخر في تسليم المنشأة. ويسير العمل بشكل متواصل لتكون المنشأة جاهزة في منتصف العام المقبل.
وبدأ العمل في المنشأة منذ قرابة العام والنصف حيث تم إنجاز أكثر من 70 في المائة من العمل ويتوقع أن يتم البدء في تركيب العشب الصناعي والمدرجات لملعب كرة القدم خلال 4 أشهر من الآن.
ويحتوي المقر على ملعب رئيسي يتسع لـ12 ألف متفرج وملعب رديف كذلك وصالة رياضية ومسبح ومسجد ومقر لإدارة النادي ومعسكر.
وتم اعتماد هندسة ملعب كرة القدم دون مضمار كون الملاعب التي تحوي مضامير باتت من الماضي.
ويتوقع أن تخدم هذه المنشأة أكثر من 200 ألف رياضي من مدينة الهفوف وهي العاصمة الإدارية للأحساء.
وعلى بعد نحو 25 كم من الهفوف يسير العمل على إنجاز نادي الروضة بقرية الجشة إحدى القرى الشرقية والتي كانت من أشهر القرى بعد أن مثلها الفريق الكروي الأول لسنوات في دوري الكبار قبل أن يتراجع تدريجيا ويعود إلى دوري المناطق.
وبالعودة إلى المنشأة الرياضية للنادي، فنجدها مشابهة من حيث المواصفات لمنشأة نادي هجر ولكن تكلفتها المالية لا تتجاوز الـ57 مليونا وتبقى على تسليمها قرابة 10 أشهر فقط، حيث تم تمديد فترة التسليم في وقت سابق لعام نتيجة ظروف المقاول وخصوصا فيما يتعلق بنقص العمالة وارتفاع رواتبها ونقل الكفالات وغيرها.
وتستخدم هذه المنشأة القرى الشرقية بشكل عام والتي تبلغ قرابة 15 قرية ليصل عدد المستفيدين منها كذلك أكثر من 150 ألف رياضي.
وفي القطيف حيث يبرز اسم نادي الترجي الذي يعد كذلك من أوائل الأندية الرياضية بالسعودية (تأسس منذ أكثر من 50 عاما ومر بتغيرات كثيرة في المسميات حتى حمل الاسم الحالي).
ويعرف هذا النادي بأنه بداية انطلاقة النجم الكروي الراحل الملقب بـ(شمروخ) وهو من أوائل اللاعبين الذين حملوا شارة القيادة لفريق الهلال.
وبدأ العمل الفعلي في هذه المنشأة منذ أكثر من عام ونصف وتم إنجاز أكثر من 85 في المائة من المشروع الذي يشابه من حيث محتوياته ناديي هجر والروضة والأندية الأخرى التي بدأ العمل بها فيما تصل تكلفة المشروع لأكثر من 60 مليون ريال قبل أن يتم إضافة مبلغ 5 ملايين بسبب وجود إضافات في الملعب مثل تغطية المنصة الرئيسية والساعة الإلكترونية وغيرها، وتم تمديد فترة التسليم للمقاول لعدة أشهر ويتوقع الانتهاء منه خلال 4 أشهر من الآن بحسب المهندس شفيق آل سيف رئيس نادي الترجي السابق الذي أشرف بنفسه على المشروع منذ انطلاقه مرحلة التخطيط الهندسي والتشييد والبناء.
ولم يتم البدء في تنفيذ عدد من الأندية التي تم اعتماد منشآت سابقة لها مثل نادي الجزيرة بدارين ونادي السلام بالعوامية بمحافظة القطيف.
يذكر أن الجهات العليا اعتمدت بناء مقرات 16 نادي جديد في المملكة في الميزانية الجديدة وكذلك 5 صالات ومراكز لذوي الاحتياجات الخاصة.
ويذكر أن الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب اعتمد مؤخرا المخططات التصميمية الخاصة بإنشاء 20 ناديا في مختلف مناطق المملكة والتي قام بتصميمها أحد المكاتب الهندسية السعودية مع شركة بريطانية متخصصة في تصاميم الملاعب الرياضية وكذلك التصاميم الموحدة لـ3 نماذج من الملاعب بسعات مختلفة ومقرات ضيافة الشباب.
واستمع لشرح مفصل من مدير عام الإدارة العامة للمشاريع والصيانة عن تلك المخططات وما تم فيها من استحداث أساليب تصميمية مختلفة تعتمد على توافقها مع البيئة والحرص على الجمع بين تقليل تكاليف الإنشاء واختصار زمن التنفيذ مع الاهتمام بالجوانب الاستثمارية للأندية.
ووجه الرئيس العام لرعاية الشباب الجهات المختصة بسرعة إنهاء تلك المخططات ليتم الانتقال لمرحلة الإنشاء قريبا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».