عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري استهدف عناصر الصحوة جنوب شرقي بغداد

مقتل 3 قياديين في «داعش» بقصف للتحالف الدولي غرب الموصل

عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري استهدف عناصر الصحوة جنوب شرقي بغداد
TT

عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري استهدف عناصر الصحوة جنوب شرقي بغداد

عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري استهدف عناصر الصحوة جنوب شرقي بغداد

أسفر تفجير انتحاري استهدف تجمعا لمقاتلين سنة يدعمون الحكومة جنوب شرقي بغداد أمس عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في حين اغتال مسلحون ضابطا بارزا في كركوك، بحسب ما أفاد مسؤولون عراقيون.
وقالت الشرطة العراقية ومسؤولون طبيون إن انتحاريا قتل 33 شخصا وأصاب 55 آخرين في مدينة المدائن على بعد 25 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة العراقية. ونقلت وكالة رويترز عن المسؤولين أن الانتحاري فجر نفسه قرب صف من مقاتلي الصحوة كانوا في انتظار رواتبهم. وتوقع المسؤولون ارتفاع عدد القتلى. وكان معظم القتلى من الصحوات لكن بينهم 3 جنود على الأقل. وقال ضابط شرطة «كان المهاجم يرتدي زي الجيش العراقي وسترة ناسفة محملة بالكرات الحديدية».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن الهجمات الانتحارية أسلوب تعتمده الجماعات المتطرفة لا سيما تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق. واستخدم مصطلح «الصحوات» للإشارة إلى المجموعات التي أنشئت خلال الوجود الأميركي في العراق (2003 - 2011)، وقاتلت بدعم من واشنطن ضد المجموعات المتطرفة، وأبرزها تنظيم داعش المرتبط بتنظيم القاعدة. وشكلت الصحوات عاملا أساسيا في تراجع أعمال العنف والحد من تأثير تنظيم القاعدة في العراق. وكانت رواتب مقاتلي الصحوات مرتبطة بالقوات الأميركية، إلا أنه مع انتقال ذلك إلى مسؤولية السلطات العراقية، شابت العملية مشكلات عدة منها التأخير أو انعدام الأموال.
وبعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة في العراق، تسعى الحكومة إلى استمالة العشائر السنية للقتال إلى جانبها ضد المتطرفين. كما أكدت واشنطن التي تقود تحالفا دوليا ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف، أهمية دور العشائر السنية في القتال ضده.
وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية بيضاء اللون، أطلقوا النار صوب سيارة تقل العقيد ضرغام خيرالله، قائد قوة مكافحة الإرهاب في محافظة كركوك، ما أدى إلى إصابته بوابل من الرصاص ومقتله على الفور».
وأشار الضابط إلى أن خيرالله كان يستقل سيارة مموهة على أنها سيارة أجرة، إلا أنها في الواقع سيارة مدنية تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، إحدى أبرز الوحدات الخاصة التابعة للقوات المسلحة العراقية.
وأكد الطبيب في مستشفى آزادي العام نوزاد عمر أن جثة خيرالله كانت مصابة «بطلقات عدة في الرأس والصدر».
ويسيطر تنظيم داعش منذ يونيو (حزيران) على مناطق جنوب وغرب مدينة كركوك الغنية بالنفط، إلا أن المدينة نفسها تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية التي دخلتها بعد انسحاب القوات العراقية منذ الهجوم الكاسح الذي شنه التنظيم المتطرف.
من ناحية ثانية، أفاد سكان محليون بأن طيران التحالف الدولي تمكن من قتل قيادي في تنظيم داعش واثنين من أشقائه في ناحية بادوش غربي مدينة الموصل (400 كلم شمالي بغداد).
وقال السكان لوكالة الأنباء الألمانية إن «غارة لطيران التحالف الدولي استهدفت معاقل عناصر التنظيم في ناحية بادوش وأسفرت عن مقتل والي الناحية خضر مقدام الملقب بـ(أبو ساطور) واثنين من أشقائه القياديين، هما ثابت مقدام وسليمان مقدام، أثناء وجودهم جميعا في أحد المعاقل داخل الناحية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».