لجنة «سقوط الموصل» تتخطى الضغوط السياسية.. وتخطط لاستدعاء المالكي وبارزاني

مصدر مطلع لـ «الشرق الأوسط» : الغراوي وأثيل النجيفي أول المقصرين

لجنة «سقوط الموصل» تتخطى الضغوط السياسية.. وتخطط لاستدعاء المالكي وبارزاني
TT

لجنة «سقوط الموصل» تتخطى الضغوط السياسية.. وتخطط لاستدعاء المالكي وبارزاني

لجنة «سقوط الموصل» تتخطى الضغوط السياسية.. وتخطط لاستدعاء المالكي وبارزاني

كشف سياسي عراقي مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن المعلومات الأولية التي توصلت إليها اللجنة المكلفة بالتحقيق في أسباب سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي «تشير إلى أن من بين أوائل من يقع عليهم اللوم قائد الشرطة الاتحادية السابق في نينوى الفريق مهدي الغراوي والمحافظ أثيل النجيفي»، مشيرا إلى أن «الغراوي وبعكس ما أعلنه من أنه لم ينسحب من أرض المعركة فإن التسريبات الأولية، رغم تشدد اللجنة في عدم إعطاء أي معلومات، تبين أن الأمر كان غير ذلك». وأضاف: «فيما يتعلق بالنجيفي فإنه لم يتعامل مع معلومات موثقة بوجود مجاميع مسلحة وخلايا نائمة».
وردا على ما أعلنه رئيس اللجنة، حاكم الزاملي، عن تعرضها إلى ضغوط سياسية، أكد السياسي العراقي المطلع أن «المعلومات تشير إلى أن نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ضغط على رئيس البرلمان سليم الجبوري لكي يتولى رئاسة اللجنة بنفسه لأسباب مختلفة لكن تم رفض هذا الأمر وبالتالي أصبحت اللجنة الآن أكثر قوة بعد أن دعم التحالف الوطني رئيس اللجنة حاكم الزاملي (ينتمي إلى كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري) وهو ما يمكن أن يجعل اللجنة أكثر قدرة على ممارسة عملها».
وبشأن قائمة كبار الشخصيات والقيادات العسكرية والسياسية التي يمكن للجنة أن تستوجبهم، قال السياسي المطلع إن «اللجنة تخطط لاستدعاء رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لا سيما إثر الاتهامات الأخيرة التي تبادلاها بشأن عرض بارزاني على المالكي القيام بتحرك مشترك ضد تنظيم داعش والاتصال الهاتفي من بارزاني الذي نفاه المالكي».
وكانت لجنة سقوط الموصل قد اتخذت قرارا أمس بتوسيع أعضائها ليصبحوا 19 عضوا من كل الكتل والكيانات لغرض إبعادها عن الضغوط السياسية. وقال عضو اللجنة صباح الساعدي في تصريح إن اللجنة تضم ممثلين عن الأقليات بينهم شبك وإيزيديون.
وكان البرلمان العراقي شكل اللجنة في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) وباشرت هذه اللجنة أعمالها في الـ17 من الشهر الحالي بلقاء معاون رئيس أركان الجيش السابق الفريق الأول الركن عبود كنبر وقائد القوات البرية السابق الفريق الأول الركن علي غيدان وقائد الشرطة الاتحادية السابق الفريق الركن محسن الكعبي.
في السياق نفسه، أكد النائب كاظم الشمري، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وعضو لجنة التحقيق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «اللجنة اتخذت قرارا بعدم التصريح بشأن أي نتيجة حتى ولو أولية تتوصل إليها الآن وذلك بهدف ضمان شفافية العمل وعدم إرباك عملها»، مشيرا إلى أن «اللجنة استمعت إلى قيادات عسكرية كبيرة وستستدعي قيادات أخرى ربما يكون من بينها قيادات سياسية لا سيما أن اللجنة وبسبب التوافق الحالي بين رئاستي الحكومة والبرلمان تحظى بدعم كامل في عملها وهو ما أدى في النهاية إلى تقوية عملها». وأكد الشمري أن «الخلافات السابقة والتنازع بين السلطات والرئاسات الـ3 خلال الفترة الماضية كان العامل الأهم في عدم التوصل إلى أي نتيجة في أي قضية من القضايا المطروحة». وأوضح الشمري أنه «من خلال سير عمل اللجنة فإن ما سيتكشف من حقائق ومعلومات لن يقتصر على قضية سقوط الموصل بل يشمل المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية في غضون السنوات العشر الماضية»، متابعا أن «هناك رغبة حقيقية في أن تتم إعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية نظرا لوجود خلل كبير فيها وهو ما أدى إلى المآسي التي نعانيها اليوم».
بدوره، استبعد الشيخ أحمد مدلول الجربا، عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى وأحد زعاماتها العشائرية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ممارسة أي ضغوط سياسية على اللجنة من أي طرف «لأن الظرف لا يساعد على ذلك، إذ إن أي طرف يمكن أن يمارس ضغوطا على اللجنة سينكشف وتحوم حوله الشبهات لا سيما أن قضية الموصل فيها أبعاد كثيرة وستكون لها تداعيات خطيرة وبالتالي لا بد من التزام الحيادية التامة في عمل اللجنة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.