مقتل شرطي في هجوم مسلح بالإسكندرية.. واستنفار أمني بسيناء

إحالة متهم للمحاكمة لتهديده سفارات بمصر بـ«عمليات إرهابية»

مقتل شرطي في هجوم مسلح بالإسكندرية.. واستنفار أمني بسيناء
TT

مقتل شرطي في هجوم مسلح بالإسكندرية.. واستنفار أمني بسيناء

مقتل شرطي في هجوم مسلح بالإسكندرية.. واستنفار أمني بسيناء

قتل شرطي مصري في هجوم لمسلحين على سيارة شرطة بالإسكندرية أمس، في وقت تشهد فيه منطقة شمال سيناء الحدودية استنفارا أمنيا واسعا عقب قيام مجهولين بتفجير خط الغاز جنوب مدينة العريش للمرة الـ27، منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011.
وتأتي تلك الأحداث، بعد فترة من الهدوء الأمني شهدتها البلاد أخيرا، سبقتها أعمال عنف إرهابية واستهداف لعناصر من الجيش والشرطة، قتل خلالها المئات منهم، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، العام الماضي.
ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» (الرسمية) أمس عن أمين عوض، مأمور قسم «سيدي جابر» بالإسكندرية، قوله إن «الرقيب ضيف عبد ربه، قتل عقب خروجه بمتهم من قسم شرطة سيدي جابر، إلى قسم شرطة المتنزه ثان، حيث تلقي رصاصة غدر في الرأس من قبل عدد من المنتمين لتنظيم الإخوان»، مضيفا أن «قوات الأمن تعمل على مطاردة المتهمين».
سبق ذلك قيام مسلحين مجهولين بتفجير خط الغاز جنوب مدينة العريش في شبه جزيرة سيناء، حيث شوهدت النيران مرتفعة من مسافات بعيدة من شدة التفجير، فيما تكثف قوات الأمن من انتشارها بالمنطقة، وتسعى قوات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن المعلومات الأولية هي قيام مجهولين بتفجير خط الغاز في منطقة المساعيد جنوب مدينة العريش، وأكدت المصادر أن هذا التفجير وما سبقه من عمليات تفجيرية لخط الغاز تمت بالأسلوب نفسه، مما يؤكد أن الجناة هم ذاتهم المسؤولون عن التفجيرات السابقة. وسبق أن فُجر خط الغاز 26 مرة من قبل، آخرها يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقامت قوات الأمن بشمال سيناء بالدفع بتعزيزات أمنية إلى موقع الانفجار، وجار تمشيط المنطقة. وأكدت المصادر الأمنية أنه تم استنفار قوات الأمن وإغلاق الطرق ومداخل ومخارج المدينة بحثا عن مفجري الخط، خاصة أن هناك حظر تجوال من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، ويتم حاليا تمشيط كل المناطق المحيطة بموقع التفجير، إضافة إلى تكثيف الوجود الأمني على الطرق.
من جهة أخرى، تمكن فريق من شركة الغاز من الوصول إلى موقع التفجير بالتنسيق مع قوات الأمن، حيث تم إغلاق المحابس لمنع وصول الغاز إلى منطقة التفجير للحد من النيران المشتعلة حتى تنتهي نهائيا بتوقف وصول الغاز.
ومن المتوقع انقطاع الغاز المغذي للمنازل ومحطة الكهرباء البخارية بالعريش، إضافة إلى المنطقة الصناعية وخط التصدير إلى الأردن لحين إصلاح الخط. وجار استدعاء فريق فني لتقدير التلفيات وسرعة الإصلاح، كما تم إخطار النيابة العامة للتحقيق.
من جانبهم، أكد مسؤولون بشركة الغاز أن التفجير كان في الخط الرئيس المغذي للمنازل والمنشآت التي تعمل بالغاز داخل العريش، إضافة إلى أنه الموصل إلى المنطقة الصناعية وخط التصدير المؤدي إلى الأردن، وأنه لا توجد أي خسائر سوى في تفجير الخط، ولم ينتج عنه أي إصابات بشرية.
من جهة أخرى، أمر المستشار هشام بركات النائب العام المصري بإحالة متهم إلى المحاكمة الجنائية، وذلك لاتهامه بتهديد كثير من السفارات الأجنبية باعتزام بعض العناصر الإرهابية استهداف القناصل والدبلوماسيين الأجانب في مصر، على نحو كان من شأنه تكدير الأمن العام وإفزاع الدبلوماسيين، وإحداث أثر سلبي على علاقات البلاد الدولية، وبما يشكل تهديدا للأمن القومي المصري.
وكان النائب العام قد أمر بحبس المتهم احتياطيا على ذمة التحقيقات، عقب ضبطه بناء على بلاغ من أحد المراكز الثقافية التابعة للسفارات الأجنبية في مصر، وأمر بإحالته للمحاكمة الجنائية في ختام التحقيقات.
وكانت السفارة البريطانية في القاهرة قد علقت قبل نحو أسبوعين خدماتها على مدار 9 أيام لاعتراضات على إجراءات تأمينها من قبل الشرطة المصرية، قبل أن تعاود العمل الأسبوع الماضي بعد حل تلك المسائل الأمنية المتعلقة بمبنى السفارة بالتعاون مع الحكومة، التي كثفت من وجودها لحماية البعثات الدبلوماسية بشكل عام، وقامت بعدد من الحملات الأمنية.
وفي السياق ذاته، ألقت الأجهزة الأمنية بالقليوبية القبض على 3 طلاب ينتمون للإخوان متهمين بمحاولة اقتحام سجن «أبو زعبل» العسكري خلال أحداث العنف والشغب التي شهدتها مدينة الخانكة الفترة الماضية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمين وتولت النيابة التحقيق.
كما قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها التي انعقدت أمس برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، تأجيل محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي و14 متهما آخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، إلى جلسة الأحد المقبل، في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم قتل والشروع في قتل المتظاهرين السلميين المناهضين للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره مرسي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012. وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين في القضية.
وعلى صعيد متصل، أكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية أنه تم رفع درجة الاستعدادات داخل كل قطاعات الوزارة إلى الحالة «ج» ابتداء من اليوم الأربعاء وحتى يوم 7 يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك في إطار خطة وزارة الداخلية لتأمين احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة.
وأضاف المصدر الأمني لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» أنه تقرر رفع درجة الاستنفار الأمني بكل المحافظات، وأن الخطة ستشمل تأمين جميع دور العبادة المسيحية، والمنشآت المهمة والحيوية، وأماكن التنزه؛ وذلك من خلال وضع خدمات أمنية نظامية وسرية ثابتة أمام جميع الكنائس، والمنشآت المهمة والحيوية مكونة من ضباط نظام وبحث، وبصحبتهم العدد اللازم من الأفراد النظاميين والسريين.
كما أشار المصدر الأمني إلى أنه بالنسبة لتأمين المنشآت المهمة والحيوية، فقد تم التنسيق مع القوات المسلحة لتأمين تلك المنشآت على مدار الساعة، ومن بينها مجالس الشعب والشورى والوزراء، ومبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والبنك المركزي، ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية، ومدينة الإنتاج الإعلامي، لضمان عدم محاولة الاعتداء عليها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.