مدير مانشستر يونايتد لـ {الشرق الأوسط}: مبدأ «الريادة» جعل فريقنا الأكثر شعبية حول العالم

ريتشارد آرنولد نفى تغير سياسة ناديه خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية

جانب من حضور ورشة العمل بملعب أولد ترافورد («الشرق الأوسط»)
جانب من حضور ورشة العمل بملعب أولد ترافورد («الشرق الأوسط»)
TT

مدير مانشستر يونايتد لـ {الشرق الأوسط}: مبدأ «الريادة» جعل فريقنا الأكثر شعبية حول العالم

جانب من حضور ورشة العمل بملعب أولد ترافورد («الشرق الأوسط»)
جانب من حضور ورشة العمل بملعب أولد ترافورد («الشرق الأوسط»)

أقام نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي وشركة الاتصالات السعودية (STC) ورشة عمل قبل أيام بعنوان «الريادة»، وذلك بملعب النادي الشهير أولد ترافورد بمدينة مانشستر شمال إنجلترا، بحضور عدد من عملاء الشركة السعودية من القطاعين العام والخاص على حد سواء. تضمنت الورشة 5 متحدثين أساسيين، كان أبرزهم السير أليكس فيرغسون المدرب الأسطوري السابق للنادي الأحمر الشهير، والمدير المنتدب النادي ريتشارد آرنولد، واللاعب الكبير براين روبسون الذي قاد الفريق خلال التسعينات، إضافة إلى مدير مركز تدريبات النادي ومدير التسويق جوناثون ريغبي.
المدير المنتدب ريتشارد آرنولد استهل الورشة بالحديث عن النادي الإنجليزي الشهير بوصفه منظمة كبيرة تمكنت خلال القرن الماضي من البروز والتطور والوصول إلى خارج حدود إنجلترا والقارة الأوروبية، حتى أصبح مانشستر يونايتد الفريق الأكثر شعبية حول العالم في الوقت الحاضر. وسائل عدة أسهمت بهذا الانتشار العالمي كشاشات التلفزيون والراديو والصحافة الورقية، ومن ثم من خلال الهواتف المتحركة والإنترنت في السنوات الأخيرة، أدت بعد ذلك إلى وجود أكثر من 1.6 مليار مشجع للفريق حول القارات. وتحمل القارة الآسيوية وحدها 695.000.000 مشجع، أي ما يعادل أكثر من نصف عدد المنتمين للفريق في العالم، على حد تعبيره. وقد كان يونايتد من أوائل الأندية الأوروبية التي سلكت نهج الترويج لشعارها في شرق آسيا تحديدا، الأمر الذي أدى إلى كل هذا النجاح الحالي والمتوقع في المستقبل. يقول آرنولد: «امتداد نهضتنا كفريق انعكس أيضا على (أولد ترافورد)، حيث يُوصف ملعبنا الملقب بمسرح الأحلام كأكثر ملاعب العالم شعبية في السنوات الـ20 الأخيرة»، في إشارة من المدير المنتدب إلى دور الريادة الكبير الذي كان الأساس الذي بنت عليه الإدارة نهجها منذ البداية.
ومع هذا الانفتاح الحالي الذي تعيشه المعمورة، في ظل استحداث كل وسائل التواصل المنتشرة في معظم دول العالم عبر شبكة الإنترنت، أكد آرنولد أن النادي يستطيع الوصول إلى أكثر من 110.000.000 مشجع «مانشستراوي» بكبسة زر واحدة، وذلك من خلال الدور الريادي الذي انتهجته الإدارة عندما تم إنشاء معظم مواقع التواصل الإلكترونية قبل 10 سنوات تقريبا، حيث إن مانشستر يونايتد يملك الرقم الأعلى من المتابعين أو المهتمين بالأندية الكروية العالمية في حساب النادي على موقع «فيسبوك» الشهير، إضافة إلى المزيد من الأرقام العالية في باقي مواقع التواصل المشابهة.
وشرح ريتشارد آرنولد عناصر الريادة التي اتبعها ناديه، والتي كان أبرزها «هاجس الأفضلية المطلقة»، بمعنى أن يكون هاجس كل من يعمل تحت غطاء النادي تحقيق كل الأهداف الممكنة للوصول بالنادي إلى القمة. العنصر الثاني تمثل في الاهتمام بالتواصل مع الجماهير بأفضل الوسائل المتاحة وبكل اللغات الممكنة لتسهيل وصول المعلومات إلى المتابعين بشكل واضح وسليم. العنصر الثالث الذي يعتمد عليه يونايتد بحسب مديره آرنولد هو الإحساس بالمسؤولية، الذي يجب أن يتحلى به كل العاملين بمانشستر يونايتد من الكبير حتى الصغير. «الإيمان» هو العنصر الرابع، وهو أحد شعارات النادي الشهيرة الذي انتشر بين أنصار الفريق منذ سنوات، حيث اتبع أنصار يونايتد هذا العنصر بالتحديد لتعزيز الإيمان بقدرات الفريق اللامحدودة، وقدرته على المنافسة القوية في كل المسابقات المتاحة داخل إنجلترا وخارجها على حد سواء. العنصر الخامس بحسب المدير المنتدب هو العمل كفريق واحد في كل أقسام النادي، مبدأ يسير عليه كل من يلتحق بالعمل في يونايتد، يقول آرنولد: «أول ما يُقال إلى الموظف الجديد جملة (لن تعمل وحدك أبدا)». آخر عناصر الريادة التي ذكرها ريتشارد هي الموهبة أو المهارة، حيث إن الفريق أو النادي بشكل عام يبحث بالمقام الأول عن المواهب، وذلك على جميع المستويات في مانشستر يونايتد، على حد قوله.
وعلى هامش المؤتمر، استطاعت «الشرق الأوسط» سؤال ريشارد آرنولد عن صفقات الصيف الماضي الكبيرة، التي وصفها متابعون بغير العادية، باعتبار أن مانشستر يونايتد لا يتبع سياسة شراء عقود اللاعبين النجوم أصحاب المبالغ الكبيرة على غرار تشيلسي وريال مدريد وغيرهم؟ فرد المدير المنتدب بقوله: «لم نقم بتغيير سياستنا، كما يصف البعض، لقد تم تصعيد 5 لاعبين شباب إلى الفريق الأول هذا العام، وذلك رقم كبير مقارنة بالموسم الماضي الذي لم يصعد في بدايته سوى لاعبين اثنين فقط، بالإضافة إلى مغادرة خط الدفاع بالكامل بعد رحيل الفرنسي إيفرا، والصربي فيديتش، والإنجليزي فيرديناند، مما أجبرنا على التعاقد مع لاعبين أكثر من المواسم السابقة، ويجب أن لا ننسى بيع عقود بعض اللاعبين كالمهاجم الإنجليزي ويلبيك، الذي كان خيار مدربنا الرابع في خط الهجوم».
بعدها بدأت الجلسة الخاصة لأسطورتي الفريق، المدرب الشهير السير أليكس فيرغسون وقائد الفريق المخضرم براين روبسون. لتكملة الحديث عن الريادة والقيادة في مانشستر يونايتد، وكيف أثرت على الفريق طوال مسيرته المتجددة. السير أليكس شدد في بداية حديثه على أهمية القدرة على التغيير والتطوير خلال العمل، وأنها أحد أهم صفات القيادي الناجح والقادر على مواكبة كل التطورات المحيطة، كما أبرز أهمية التخطيط والبناء للمستقبل وتجنب العمل لأهداف قصيرة الأمد، حيث إن مخرجاتها صغيرة ولا تواكب طموح الإنسان القيادي الباحث باستمرار عن النجاحات. هنا أكد اللاعب السابق براين روبسون هذه النقطة عندما استذكر ما دار بينه وبين السير أليكس بعد تتويج يونايتد بدوري أبطال أوروبا عام 2008، حيث قال: «كنا في قمة الفرح والسعادة بتحقيق اللقب الأوروبي الكبير وبعد دقائق فقط من التتويج بدأ السير أليكس بالحديث عن النسخة المقبلة! هنا أيقنت أن هذا الرجل لا يهدأ».
بعدها تحدث المدرب الاسكوتلندي الشهير عن أهمية الطاقة الإيجابية وتأثيرها على الجميع أثناء التدريبات أو المباريات، ثم انتقل للحديث عن الشخصيات القوية وحرصه على استقطاب لاعبين من ذوي تلك الشخصيات، كما الحارس الدنماركي بيتر شمايكل، والمهاجم الفرنسي إيريك كونتونا، وغيرهما من اللاعبين البارزين على مر السنين، ثم ربط قوة الشخصية باختيار قادة الفريق مع إضافة عنصري حسن الإدارة والسيطرة أثناء المواقف الصعبة داخل وخارج الملعب، وأنهما من أهم الصفات المطلوبة التي يحرص عليها كل مدرب يسعى إلى التفوق والنجاح. وأكد السير أليكس فيرغسون على قيمة الوقت من أجل استيعاب الجميع، خاصة اللاعبين القادمين من خارج إنجلترا أو أوروبا، حيث أكد المدير الفني أنه لم يواجه صعوبة تذكر في هذا الجانب قبل عقدين من الزمان، عندما كان معظم أعضاء الفريق من مانشستر وباقي المدن البريطانية، إذ إن تعدد الجنسيات داخل الفريق في السنوات الأخيرة أجبر المدرب الناجح على الصبر وأخذ الوقت الكافي لفهم عقلية هؤلاء اللاعبين وسرعة اندماجهم مع النادي والمدينة بشكل خاص.
بعدها تحول الحديث عن مخرجات مانشستر يونايتد وعدد المدربين الحاليين في بريطانيا، الذين سبق أن لعبوا ضمن صفوف يونايتد في مواسم سابقة مثل ستيف بروس ودينس إيروين ومارك هيوز، وغيرهم من الأسماء التي تعلمت على يد المدرب الشهير خلال سنوات طويلة. وتحدث براين روبسون عن أهمية الانضباط داخل وخارج أسوار النادي، حيث إن مهارات الاتصال مع اللاعبين هي الأهم، التي من خلالها يتم الخروج بالنتائج المطلوبة، وشدد السير أليكس على ضرورة إشراك جميع العاملين بالنادي في مجال تخصصهم، وعدم التعالي على أي من منسوبي هذه المؤسسة الرياضية الكبيرة، وجعلهم يشعرون بأهمية ما يقومون به أيا كان نوع عملهم، كي يشعر كل فرد منهم بأهمية دوره، ولم ينسَ السير أليكس مبدأ الإشادة بكل من يستحقها، لأنها أحد أهم الحوافز المؤدية إلى النتائج التي يطمح إليها فريق كمانشستر يونايتد.
وختم كل من السير أليكس فيرغسون واللاعب السابق براين روبسون حديثهما بأهمية الالتزام والتركيز للوصول إلى الأهداف المرجوة، وأن من لا يملك هذه الصفات يتوجب عليه مراجعة حساباته سريعا، والنهوض من جديد.
واستمرت ورشة العمل بالحديث عن الجوانب التسويقية للنادي العالمي، بحضور مدير التسويق جونثان ريغبي ومسؤول مركز التدريبات الخاص بالفريق في منطقة كارينغتون، إذ شرح كل منهما دوره القيادي المؤدي إلى المحصلة النهائية التي يتبعها نادي مانشستر يونايتد بجميع أقسامه وفروعه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».