مسؤول مغربي: علماء الأمة قادرون على تفنيد شبهات الإرهاب الباطلة

الدكتور محمد يسف أكد أن حالة العنف في العالم العربي أصبحت عبئا كبيرا على الدول

د. محمد يسف
د. محمد يسف
TT

مسؤول مغربي: علماء الأمة قادرون على تفنيد شبهات الإرهاب الباطلة

د. محمد يسف
د. محمد يسف

قال الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية الدكتور محمد يسف، إن حالة العنف والإرهاب المنتشرة في العالم العربي أصبحت عبئا كبيرا على الدول، ويجب على العلماء مواجهتها لأنهم أهل لتفنيد شبهات الإرهاب الباطلة، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر الدولي لـ«مكافحة الإرهاب والتطرف»، الذي اختتم أعماله في القاهرة أخيرا، أن «الكلمة اليوم لهؤلاء العلماء وحدهم، وهم قادرون على مواجهة هؤلاء المضللين، وهم أهل لهذا التحدي بما منحهم الله من بسطة في العلم والإيمان».
وقال الدكتور يسف إن «مؤتمر التطرف والإرهاب بالقاهرة هدف إلى تقديم حلول جذرية وإسهامات جادة في القضاء على الفكر التكفيري والمتطرف الذي أضر بالمصالح الوطنية وأثر سلبيا على العلاقات الدولية، وما ترتب عليها من أحكام ألحقت أضرارا بالمسيرة الاجتماعية والأمنية للظواهر والوسائل والأساليب المناسبة لعلاج هذه المشكلات»، لافتا إلى أن مكانة الأزهر في نفوس العالم العربي والإسلامي جعلته ملاذا للجميع، وباعتباره الحصن المدافع عن الدين والوطن ليس غريبا عليه بكامل مؤسساته التابعة أن يقف سدا منيعا ضد الأفكار المتطرفة والإرهابية المتشددة، فقدم إسهامات عظيمة شهد لها القاصي والداني، وتطرق إلى كيفية نهوض الوطن العربي ورفعة شأنه بين الأمم، كما ساهم دوره الوطني والقومي والديني في المنطقة بأسرها، ولعل تبني الأزهر للوسطية والاعتدال سر بقائه شامخا لم تؤثر فيه الأحداث المتلاحقة التي شهدتها الأمة أخيرا، ما جعل الناس تلتف حوله، وساهم في ريادته على الصعيد الإقليمي والعربي والعالمي.
وحول ما إذا كان مؤتمر الأزهر سوف يساعد في القضاء على الإرهاب، أكد الدكتور يسف «نعم.. دور الأزهر ومواقفه للتصدي لهذه الأحداث وما يقوم به من خطوات لكونه المؤسسة الإسلامية العالمية، تكفل له السعي الحثيث لوحدة صف الأمة فضلا عن كونه مؤسسة دينية عالمية ذات طابع مميز، جعلته ينتقل من المحلية للعالمية يرشد من خلالها الجميع للمفاهيم الصحيحة عن الإسلام، ولا يترك فراغا لغير الوسطية، ووقف بشكل أصيل ضد التيارات المتشددة التي تثقفت من منابع خاطئة، لذا يعمل على معالجة تلك الثقافات المتطرفة الإرهابية التكفيرية».
وأضاف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية أن «الإرهاب لو طالت حياته لا قدر الله.. سيجعل الناس تخرج من دين الله»، مشددا على أن الأمة العربية والإسلامية بما تمتلك من علماء، جديرة بإنجاز تلك المهمة الصعبة، واجتياز هذا التحدي الكبير الذي جثم على صدر الأمة، لافتا إلى أنه «يجب أن نكون يدا واحدة ضد التنظيمات الإرهابية».
وعن الصورة الخاطئة التي تنقلها الجماعات الإرهابية للعالم كون الإسلام دين عنف، قال الدكتور يسف إن «هناك محاولة من التنظيمات الإرهابية لنقل صور سلبية عن الإسلام الحنيف من خلال الجرائم والأفعال الإرهابية التي يقومون بها كل يوم في أرض المسلمين ضد أبناء الديانات الأخرى»، لافتا إلى أن «الإسلام لم يدع قط إلى الإرهاب؛ بل دائما يحث على التعاون حتى مع غير المسلمين.. وهذا ما يؤكده التاريخ الإسلامي من معاملة المسلمين مع اليهود في مكة ونصارى نجران»، مؤكدا أن الدين الإسلامي جاء من أجل إزالة الخوف والحزن.
وعن التصدي للفتوى وقصرها على أهلها من علماء الدين الإسلامي الوسطيين بدلا من دعاة الغلو والتطرف والعنف، قال الدكتور يسف: «لا بد من قصر الفتوى على أهلها، ليس بالضرورة إقصاء البعض، وإنما للعودة إلى التخصص، وهي خطوة صائبة أمرنا بها المولى ورسوله، مصداقا لما جاء في حديث النبي الكريم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).. فخروج الفتوى من غير أهلها مفسدة عظيمة وفتنة كبيرة للمجتمعين العربي والإسلامي».
وعما جاء في توصيات مؤتمر الأزهر، قال الدكتور يسف «جاء العالم الإسلامي من شتى الربوع ليشارك بهذه الأبحاث، بهدف حل الأزمة من خلال القضايا التي تعاني منها الأمة بداية من الأفكار التكفيرية والإرهابية والمتطرفة، مرورا بظاهرة الإلحاد والبهائية، فالأبحاث تناولت هذه القضية على عدة محاور لتخصصات مختلفة من الفقه والعقيدة، للتعرف على كيفية الانتهاء من هذه الظواهر الخطيرة ووضع سبل القضاء عليها.
وحول عقد مؤتمر الإرهاب والتطرف في مصر، وما إذا كان ذلك سيجعلها تعود لريادتها في العالم العربي والأفريقي، قال الدكتور يسف إن «ريادة مصر لا يماري فيها أحد، خاصة بعد النجاحات التي حققها الشعب المصري، والذي استطاع إبهار العالم بها.. فنحن نحتاج إلى المزيد من العمل، لإعادة مصر وطنا قويا متقدما يليق بريادة التنمية في دول المنطقة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.