اقتحم مقاتلو تنظيم داعش أمس مطار دير الزور العسكري، وخاضوا معارك عنيفة داخل أسواره مع القوات النظامية السورية، وتمكّنوا «من السيطرة على كتيبة الصواريخ الواقعة جنوب شرقي المطار» على تلة ملاصقة له من جهة الجنوب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبينما لم ينجح «داعش» في تحقيق انتصار في معركة مطار دير الزور والسيطرة عليه، أصيب كذلك بخسائر بشرية إضافية في معركة كوباني حيث شنّت «وحدات حماية الشعب» في المدينة الكردية هجوما على مواقع للتنظيم في منطقة بوطان، مما تسبب في مقتل «ما لا يقل عن 17 مقاتلا»، وفق المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: «اقتحم مقاتلو التنظيم المطار وتقدموا في أجزاء منه وسط اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية الموجودة داخل المطار، ثم عادوا وانسحبوا بعد ساعات إلى الأسوار، وبات وجودهم فيه يقتصر على قسم صغير في حرم المطار، وعلى كتيبة الصواريخ».
وقال المرصد إن قوات النظام استخدمت غاز الكلور ضد مسلحي «داعش» الذين يحاولون السيطرة على مطار دير الزور، مشيرا إلى أن القصف الجوي المكثف واستخدام غاز الكلور من جانب قوات النظام قد أرغما المقاتلين على وقف زحفهم إلى مطار دير الزور العسكري. ولفت المرصد إلى أن حالات اختناق وقعت بين مقاتلي التنظيم بسبب استخدام الغاز وانسحبوا من تل قريب من دير الزور بسبب القصف المكثف من جانب طائرات النظام.
وجاء الاقتحام بعد عملية تفجير نفذها انتحاري من التنظيم «في بوابة المطار الرئيسية، وبعد قصف عنيف ومكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من التنظيم على تمركزات لقوات النظام في المطار»، حسب المرصد. وبدأ الهجوم الأخير للتنظيم على المطار الأربعاء، وأسفر حتى أمس، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري، عن مقتل 121 مقاتلا من الطرفين، هم 70 عنصرا من «داعش» و51 من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها.
وقال المرصد إن عناصر التنظيم «أقدموا على فصل رؤوس بعض جثث الجنود السوريين عن أجسادهم». كما ذكر المرصد أن تنظيم داعش عمد إلى «فصل رأس أحد عناصر قوات النظام الذين قتلوا في اشتباكات مطار دير الزور عن جسده، وعلقوه على دوار البلعوم في مدينة الميادين».
في المقابل، نشر على صفحة موالية للنظام على موقع «فيسبوك» على الإنترنت شريط فيديو تظهر فيه شاحنة كتب عليها «سوريا الأسد»، وقد تدلت منها جثتان على الأقل لرجلين باللباس العسكري، وسار خلفها أشخاص على دراجات نارية أو سيرا على الأقدام، بينما هتف البعض «الله محيي الجيش». وجاء في التعليق على الشريط «أبطال الجيش العربي السوري يقومون بترحيل جثث خنازير داعش إلى حاويات القمامة في المدينة. هذا مصير كل من تجرأ على المساس بأسوار مطار دير الزور».
ومطار دير الزور العسكري مطار كبير، ويعتبر «الشريان الغذائي الوحيد» المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية، بحسب عبد الرحمن. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في أنحاء عدة من سوريا.
ومنذ الصيف الماضي، يسيطر تنظيم داعش على مجمل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، باستثناء المطار، ونحو نصف مدينة دير الزور.
وفي مدينة كوباني (عين العرب) الحدودية مع تركيا، قال المرصد السوري إن «وحدات حماية الشعب» الكردية شنت هجوما على مواقع «داعش» في منطقة بوطان شرق عند أطراف هضبة مشتة نور جنوب شرقي المدينة، مما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 17 عنصرا من التنظيم بحسب المرصد الذي أشار إلى أن المقاتلين الأكراد تمكنوا من سحب جثث 14 منهم، وسجلت خسائر لم تحدد في صفوف الأكراد.
وتراجعت حدة المعارك على محاور عين العرب خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن بدا سقوطها وشيكا في أيدي تنظيم داعش، وذلك بعد أن حظي الأكراد بدعم جوي من طائرات الائتلاف العربي الدولي وبسلاح ومقاتلين من الجيش الحر والبيشمركة العراقيين. ويتقاسم الأكراد والجهاديون السيطرة على المدينة التي لا تزال محاصرة من قوات التنظيم.
«داعش» يفشل في السيطرة على مطار دير الزور
قصف طيران النظام المكثف واستخدامه غاز الكلور أوقف زحفه
«داعش» يفشل في السيطرة على مطار دير الزور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة