جندي بريطاني سابق يقاتل في سوريا: «داعش» أكبر تهديد يواجه العالم

قال إن مقتل عامل الإغاثة كان «القشة التي قصمت ظهر البعير»

البريطانيان جامي ريد وزميله جيمس هيوز ({الشرق الأوسط})
البريطانيان جامي ريد وزميله جيمس هيوز ({الشرق الأوسط})
TT

جندي بريطاني سابق يقاتل في سوريا: «داعش» أكبر تهديد يواجه العالم

البريطانيان جامي ريد وزميله جيمس هيوز ({الشرق الأوسط})
البريطانيان جامي ريد وزميله جيمس هيوز ({الشرق الأوسط})

قال جندي بريطاني سابق سافر إلى سوريا لقتال تنظيم داعش ‏الإرهابي، إن التنظيم أكبر تهديد يواجه العالم حاليا، مشيرا إلى أن مقتل عامل ‏الإغاثة البريطاني آلان هينينغ كان دافعا له للسفر إلى هناك.‏ وكشفت صحيفة «الأوبزرفر» الشهر الماضي أن جامي ريد من بين مجموعة من ‏البريطانيين يقاتلون «داعش» في سوريا.‏
وكان تنظيم داعش أعدم البريطاني هينينغ (47 عاما) في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد سلسلة من حوادث القتل ‏الدعائية للتنظيم الإرهابي.
وقال ريد في تصريحات لصحيفة «ذي صن» البريطانية إنه يؤمن بأن «داعش» أكبر تهديد ‏يواجه العالم، مشيرا إلى أنه شعر بأنه مضطر للسفر وقتالهم، رغم مخاوف عائلته. وأضاف: «لا يوجد مبرر لعمليات الإعدام التي يقومون بها وأن يذبحوا رجالا أبرياء».‏ واستطرد الجندي السابق: «عائلتي شعرت بقلق شديد حول سلامتي. ذهبنا إلى عالم مجهول، ‏ولكنني مؤمن بأنه على أن أقوم بشيء يجب القيام به، وليس مجرد الحديث عنه».
ومن جانبه، قال زميله جيمس هيوز (26 عاما) من ريدنج في بيركشاير: «أردت المساعدة، الموقف في ‏إنجلترا يزداد سوءا فيما يتعلق بدعم (داعش). العالم بحاجة إلى فتح عيونه على التهديد الذي ‏يشكلونه»، وخدم في أفغانستان 3 مرات وغادرها هذا العام بعد 5 سنوات.‏
يُذكر أن وزارة الخارجية البريطانية كانت قد حذرت في أكثر من مناسبة من السفر إلى ‏سوريا، قائلة إن أي شخص يفعل ذلك يعرض حياته لخطر كبير، ومن يرغب في المساعدة يجب عليه التبرع إلى الجمعيات الخيرية المسجلة.‏ وتشير إحصائيات رسمية إلى أن نحو 500 بريطاني يقاتلون بجانب تنظيم داعش في ‏العراق وسوريا، بينما يؤكد مسؤولون أمنيون أن الرقم الصحيح يقترب من ألفي شخص.‏
وقال ريد الجندي البريطاني إن تحركه جاء على خلفية قتل المتطوع في مجال الإغاثة آلان هينينغ. وكان هينينغ البالغ من العمر 47 عاما ويعمل سائق تاكسي قد لقي مصرعه على يد مسلح ملثم، في مقطع فيديو تم نشره على شبكة الإنترنت في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بعد سلسلة جرائم قتل متشابهة تم نشرها. وقال ريد: «كان مقتل عامل الإغاثة هو القشة التي قصمت ظهر البعير. لا يوجد مبرر لعمليات الإعدام التي وقعت بحقهم، بوضع رجال أبرياء على ركبهم وارتكاب ذلك. شعر أفراد عائلتي بالخوف، وبدا عليهم القلق بشأن سلامتي، لقد ذهبت إلى عالم مجهول. ولكنني مؤمن بشدة بأنه إذا كنت تريد أن تفعل شيئا فعليك أن تفعل ذلك، وليس مجرد التحدث عنه فقط». وقال هيوز الذي يبلغ من العمر 26 عاما من ريدينغ بيركشاير: «أردت أن أقدم يد المساعدة. إن الوضع يزداد سوءا في إنجلترا من حيث الدعم الذي يحصل عليه تنظيم داعش. ينبغي على العالم أن يفتح عينيه إزاء التهديد الذي يشكله هذا التنظيم». وفقا لسيرته الموجودة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عمل هيوز في أفغانستان 3 مرات، ثم ترك الجيش هذا العام بعد فترة خدمة استمرت لمدة 5 سنوات. صفحة «فيسبوك» الخاصة بريد من نيومينز بشمال لاناركشاير تشير إلى أنه تلقى تدريبات لدى الجيش الفرنسي.
وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد حذرت من السفر إلى سوريا، وقالت إن أي شخص يفعل ذلك يعرض نفسه «لخطر كبير»، وقالت إن الأشخاص الذين يريدون المساعدة يمكنهم التبرع للجمعيات الخيرية التي تشارك في عمليات الإغاثة. وفي الوقت نفسه، تشير أرقام رسمية إلى أن أكثر من 500 بريطاني سافروا للقتال مع تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وكان التنظيم المسلح قد نشر سلسلة من مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت تظهر قتل الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسيغ وعاملي الإغاثة البريطانيين ديفيد هاينز وهينينغ.
اللقطات التي تظهر قتل هينينغ تم بثها على ما يبدو على شبكة الإنترنت بعد أيام فقط من انضمام بريطانيا للضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهابيين، في العراق.
كما حاولت الأجهزة الأمنية الكشف عن هوية الجهادي جون، وهو مرتكب جريمة القتل في مقاطع الفيديو، الذي يبدو أنه يتكلم بلكنة بريطانية. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية في ذلك الوقت: «أفضل طريقة لمساعدة شعوب هذه الدول هي التبرع للجمعيات الخيرية المسجلة التي تقوم بعمليات الإغاثة حاليا، وليس من خلال المشاركة في صراع بالخارج، الذي يمكن أن يكون جريمة بموجب كل من القانون الجنائي وقانون الإرهاب».
وتقوم السلطات البريطانية بمقاضاة الأشخاص الذين يرتكبون ويخططون ويدعمون الأعمال الإرهابية في الخارج، ويسعون للعودة إلى المملكة المتحدة. وتعد الملاحقة القضائية لجريمة ما مبررة في حالة فردية مسألة تخص النيابة العامة التي تتخذ قرارها بعد تحقيق كامل من الشرطة.
وأعلنت الحكومة البريطاني، الشهر الماضي، عددا من الإجراءات الجديدة لمكافحة الإرهاب بهدف مجابهة خطر عودة المتطرفين بتنظيم داعش إلى بريطانيا، بما في ذلك منع عودة من يشتبه أنهم مسلحون إلى بريطانيا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.