إسرائيل تسمح بإدخال دفعة جديدة من مواد إعمار غزة

الأمطار تعمق نكبات القطاع.. وحماس تنتقد تقاعس الحكومة

بعض من الشاحنات التي دخلت غزة أمس محملة بمواد البناء عبر معبر كرم أبو سالم (أ.ف.ب)
بعض من الشاحنات التي دخلت غزة أمس محملة بمواد البناء عبر معبر كرم أبو سالم (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تسمح بإدخال دفعة جديدة من مواد إعمار غزة

بعض من الشاحنات التي دخلت غزة أمس محملة بمواد البناء عبر معبر كرم أبو سالم (أ.ف.ب)
بعض من الشاحنات التي دخلت غزة أمس محملة بمواد البناء عبر معبر كرم أبو سالم (أ.ف.ب)

سمحت إسرائيل أمس بإدخال كمية من الإسمنت إلى قطاع غزة ضمن عملية إعادة إعمار القطاع، في خطوة تعد بداية للمرحلة الثانية التي ينتظر أن تكون الأكبر من حيث إدخال مواد بناء إلى غزة، حيث تستهدف إعمار منازل لـ25 ألف أسرة فلسطينية.
وقال رائد فتوح، رئيس اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع في قطاع غزة، إن 28 شاحنة محملة بـ1120 طنا من الإسمنت المخصص لإعادة الإعمار في القطاع دخلت غزة عبر معبر كرم أبو سالم (كيريم شالوم) جنوب قطاع غزة، الذي فتح خصيصا لهذا الغرض، مضيفا أن نحو 370 شاحنة أخرى محملة بمواد مختلفة دخلت كذلك إلى غزة.
وتعد هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من شهر التي تدخل فيها مواد إعمار إلى غزة بعد أن دخلت نحو 600 طن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقد جاءت الخطوة فيما يشهد القطاع حالة غضب متصاعد، بسبب غرق منازل في السيول التي خلفتها الأمطار الأخيرة، وما تركته من أوضاع صعبة على المشردين الذين أصبحوا بلا منازل.
وشدد عدنان أبو حسنة الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) على ضرورة الإسراع في إدخال مواد البناء للإعمار «خشية من حالة الغضب الهائل التي تسود بين المتضررين نتيجة شعورهم بالإحباط وخيبة الأمل».
وبين أبو حسنة أن نحو «92 وحدة سكنية متضررة كليا أو جزئيا هو عدد بيوت اللاجئين في القطاع التي تم إحصاؤها»، متوقعا «انتهاء عملية إحصاء وتقييم الأضرار بعد شهر لإعلان عدد البيوت المدمرة والمتضررة».
وهاجمت حماس مجددا أمس الحكومة الفلسطينية، إذ قال محمد فرج الغول، رئيس كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس في المجلس التشريعي إن «حكومة التوافق ما زالت تتجاهل وبشكل كبير البلديات في قطاع غزة، والمشاريع التي تقدمها لإحياء البنية التحتية المدمرة في قطاع غزة»، وحمل الحكومة في بيان «المسؤولية الكاملة حال حدوث كوارث نتيجة الأمطار والمنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة».
وأضاف الغول في بيان أن «هناك تجاهلا كبيرا لقطاع غزة وللبلديات، وتجاهلا أكبر للمشاريع التي تقدمها البلديات لوزارة الحكم المحلي، وحقيقة الوضع أنه لا يوجد تعاون من هذه الحكومة التي لم تقم بمسؤولياتها تجاه قطاع غزة حتى الآن».
وأضاف معاتبا «نحن نحمل المسؤولية الكاملة للرئاسة وللحكومة التي لم تتواصل مع البلديات لتجنب الكوارث التي قد تحدث، وهنالك بشائر كثيرة تنذر بأمطار قادمة واحتمال حدوث كوارث قائمة».
وفي هذا الوقت يأمل الفلسطينيون أن تقوم مصر بفتح معبر رفح المغلق منذ أكثر من شهر بسبب الأحداث الأمنية في سيناء. ورجح مسؤول فلسطيني أن تقوم السلطات المصرية بفتح معبر رفح للعالقين فيها نهاية الأسبوع الجاري، حيث قال ماهر أبو صبحة، مدير هيئة المعابر والحدود في وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة في تصريح مكتوب، إن «هناك معلومات شبه مؤكدة عن فتح معبر رفح الحدودي للعالقين نهاية الأسبوع الحالي». وأضاف أن «المعلومات المتوفرة تتحدث عن فتح المعبر يومي اليوم وغدا الخميس (العالقين في مصر) باتجاه واحد فقط».
وأشار أبو صبحة إلى أن الإعلان عن التفاصيل سيكون فور تواصل الجهات الرسمية المختصة في هذا الشأن.
ووفقا للآلية التي وضعها روبرت سيري، المبعوث الخاص للأمم المتحدة فإن مواد البناء يتم إدخالها من معبر كرم أبو سالم، ثم يتم وضعها بعد ذلك في مخازن تابعة للقطاع الخاص مجهزة ومعتمدة من الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، وبإشراف دولي على عملية إدخال المواد وكيفية استخدامها حسب مسؤولين فلسطينيين.
يشار إلى أن معبر كرم أبو سالم هو المعبر التجاري الوحيد في غزة لإدخال البضائع والمساعدات والمحروقات لأهالي القطاع.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.