رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق يبرر حكم إعدام العلواني

قيادي في إحدى الكتل لـ («الشرق الأوسط») : العبادي مصدوم من الحكم

رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق يبرر حكم إعدام العلواني
TT

رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق يبرر حكم إعدام العلواني

رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق يبرر حكم إعدام العلواني

أعلن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي مدحت المحمود أن قرار الحكم بالإعدام على النائب السابق أحمد العلواني قرار إجرائي وليس سياسيا، في وقت صعّد فيه تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في البرلمان العراقي) وائتلاف الوطنية الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، موقفهما من هذا الحكم بوصفه رسالة خاطئة لعشائر الأنبار ستستفيد منها قوى الإرهاب.
ونفى المحمود في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع عدد من القضاة وجود جنبة سياسية في الحكم الصادر بحق العلواني.
بدوره، أعلن رئيس الهيئة الأولى في المحكمة الجنائية المركزية القاضي بليغ حمدي خلال المؤتمر إن العلواني «حوكم على 7 قضايا، وصدرت أحكام عليه في 5 منها بالسجن المؤبد، واثنين بالإعدام بسبب قتله عنصرين من الأجهزة الأمنية أثناء مداهمة منزله العام الماضي».
بدوره، أبلغ قيادي في إحدى الكتل السياسية «الشرق الأوسط» بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي مصدوم من الحكم وأنه أبلغ زعيما سنيا بارزا كان أجرى اتصالا هاتفيا معه عقب صدور الحكم بأنه لا علم له بالحكم، بل وإنه منزعج منه، بل ومصدوم «حتى يبدو وكأنه موجه ضدي في هذا الوقت الذي نحتاج فيه إلى لملمة كل الأطراف بالإضافة إلى العشائر في المحافظات الغربية التي تقاتل ضد (داعش) الآن». وأضاف القيادي أن «العبادي كان قد طالب القضاء بتأجيل الحكم أو حتى اللجوء إلى حلول عشائرية لهذه المشكلة».
من جهته، قال عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف الوطنية، شعلان الكريم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «قضية العلواني حدثت في عهد الحكومة السابقة، وكان العلواني أحد الذين تظاهروا من أجل حقوق مشروعة للمحافظات المنتفضة، وما حصل له، بصرف النظر عن أي حيثيات، أمر خاطئ لأنه نائب ولديه حصانة، وقد تمت مداهمة منزله دون أمر قضائي، وقد تم قتل شقيقه، وكلها أمور لم تؤخذ بنظر الاعتبار». وأضاف الكريم أن «هناك تناقضا في الحكم الصادر بحق العلواني، حيث إنه تم اعتقاله بموجب المادة (4 إرهاب) بينما الحكم الصادر بحقه صدر بموجب المادة (406) أي القتل العمد، وهذا تناقض واضح». وأوضح الكريم أن «الأمر المهم هو أن العلواني ينتمي إلى مشيخة قبيلة البوعلوان التي لها مواقف مشهودة ضد (داعش) وتقاتل الآن ببسالة، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال عدم مراعاة هذا الجانب».
في السياق نفسه، عبر تحالف القوى العراقية عن غضبه حيال الحكم الصادر بحق العلواني. وقال بيان صدر عن التحالف وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنه «في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تطبيق الاتفاقية السياسية الخاصة بتشكيل الحكومة الحالية بما فيها إنهاء ملفات الاستهداف السياسي التي جرت لرموزنا وللقيادات السياسية خلال الفترة السابقة، نفاجأ وجمهورنا اليوم بصدور قرار حكم الإعدام بحق النائب السابق الدكتور أحمد العلواني من قبل محكمة الجنايات المركزية على الرغم من الوعود التي قدمتها لنا الحكومتان السابقة والحالية بحل الموضوع بعيدا عن الضغوط السياسية التي مورست والتي تمارس على القضاء». وأضاف البيان: «إننا نستغرب صدور قرار حكم الإعدام بحق الدكتور أحمد العلواني في هذا الوقت بالذات الذي تتجه فيه الأنظار صوب تفعيل المصالحة الوطنية، وفي الوقت الذي تقاتل فيه عشيرة البوعلوان التي تقودها عائلة الدكتور أحمد تنظيم (داعش) التكفيري في الرمادي منذ شهور عدة وقدم رجالها تضحيات كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يزالون حتى الساعة يقفون خلف أسلحتهم ويقاتلون بضراوة»، معتبرا أن «هذا القرار يراد به إضعاف الحماس الشعبي للعرب السنة في مقاتلة (داعش) ولإنهاء بقايا الثقة بين جمهورنا والعملية السياسية، ولدق إسفين في العلاقة بيننا وبين الشركاء».
وفي المؤتمر الصحافي للقضاة، تناول المحمود ملف صفقة الأسلحة الروسية التي شابته مزاعم فساد، وقال إن التحقيق «قد أغلق لعدم كفاية الأدلة المقدمة»، لكن نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي كان قد أعلن أول من أمس في تصريح تلفزيوني أن «هناك أدلة جديدة ظهرت في صفقة الأسلحة الروسية» نافيا إمكانية «غلق التحقيق في هذه الصفقة»، في تناقض واضح مع ما قاله رئيس السلطة القضائية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.