منتجع والدورف أستوريا يضع رأس الخيمة على خريطة السياحة الإقليمية

من أسماء الضيافة اللامعة عالميا

من أهم عناوين الإقامة في رأس الخيمة
من أهم عناوين الإقامة في رأس الخيمة
TT

منتجع والدورف أستوريا يضع رأس الخيمة على خريطة السياحة الإقليمية

من أهم عناوين الإقامة في رأس الخيمة
من أهم عناوين الإقامة في رأس الخيمة

تقع رأس الخيمة في القسم الشمالي من الإمارات وتجاور منطقة مسندم العمانية على رأس الخليج العربي، وهي تغطي مساحة 1684 كيلومترا مربعا، وعاصمتها مدينة رأس الخيمة التي تنقسم إلى رأس الخيمة القديمة ومنطقة نخيل. تقديرات التعداد فيها تصل إلى ربع مليون نسمة منهم نحو 100 ألف نسمة من المواطنين. ويوجد مطار دولي في رأس الخيمة، ولكن معظم المرور السياحي الدولي يأتي إليها عبر مطار دبي الدولي.
قد لا يعرف كثيرون أن رأس الخيمة أصبحت من عناصر الجذب السياحي إلى دولة الإمارات، وذلك بعد ظهور الكثير من المنتجعات الفاخرة فيها مثل والدورف أستوريا، ومنتجع هيلتون، ومنتجع بنيان الوادي، وفندق باب البحر، ومنتجع روتانا رأس الخيمة، وغيرها.

* أهم المنتجعات

* من أهم هذه المنتجعات وأفخمها والدورف أستوريا الذي يقع على مدخل المدينة على الطريق القادم من دبي. وهو من فئة الـ5 نجوم، وتتراوح أسعار الإقامة هذا الشهر فيه من 8800 دولار لغرفة مزدوجة فاخرة في الأسبوع إلى 30 ألف دولار في الأسبوع للجناح الملكي في الفندق.
ويمكن الوصول إلى والدورف أستوريا من دبي عبر 3 وسائل، بالسيارة عبر الطريق السريع من دبي في رحلة تستغرق 50 دقيقة، وبحريا بزورق خاص أو جوا بطائرة هليكوبتر.
ويوفر الفندق لنزلائه هذه الخدمة ضمن باقة خدمات متكاملة للإقامة فيه، وفق ما قالته لـ«الشرق الأوسط» مسؤولة العلاقات العامة في الفندق كيتي هولامبي. وهي تقول إن المنتجع حديث العهد نسبيا، حيث فتح أبوابه إلى السياح الدوليين في شهر أغسطس (آب) من عام 2013. وهو وإن كان ضمن مجموعة والدورف أستوريا الدولية، إلا أنه يحتفظ بطابعة الخاص المميز وأسلوب عمارة متناسق مع البيئة المحلية.

* نشاطات

* هناك الكثير من الأنشطة السياحية التي يمكن للسياح التمتع بها في رأس الخيمة من بينها: الرياضات البحرية بأنواعها، وصيد الأسماك، والغوص والإبحار الشراعي. كما توفر مارينا الحمرا فرص التدريب على الإبحار والقيام بنزهات بحرية. كذلك يمكن ممارسة رياضة الغولف على ملعبين يمكن اللعب عليهما ليلا أيضا.
من الرياضات المحبوبة أيضا رياضة السفاري في الصحراء المحيطة برأس الخيمة بسيارات رباعية أو التنزه في الصحراء على ظهر جمل ثم تناول الطعام البدوي في معسكر صحراوي. ويمكن أيضا التدريب على إطلاق الصقور واستعادتها، وذلك في مركز الصقور الذي يقع وسط محمية طبيعية بها الكثير من الغزلان والحيوانات البرية.
كما يمكن مشاهدة سباقات الجمال والذهاب إلى مدينة الملاهي المائية «آيسلاند ووتر بارك» التي يمكن أن توفر يوما ممتعا لكل العائلة. كما تتاح زيارة متحف رأس الخيمة الذي كان مقرا للعائلة الحاكمة حتى عام 1964.
ويوجد في رأس الخيمة «عين خاط» للمياه البركانية الساخنة التي توفر مزايا علاجية لبعض حالات الأمراض الجلدية. وتوفر جزيرة الحمرا المهجورة والقلاع الساحلية التاريخية رحلات سياحية ممتعة على شواطئ الخليج. ويمكن ممارسة رياضة الرماية وركوب الخيل والطيران الشراعي وبالطائرات الصغيرة «مايكرولايت»، كما يمكن الذهاب في جولات جوية بالقوارب الطائرة أو الانطلاق البحري باليخوت الفاخرة.
ويقع المنتجع بين سلسلة جبال الحجر ومياه الخليج الصافية ويحده ملعب غولف أخضر وشواطئ رملية ناعمة وحماما سباحة على الشاطئ. وتعتقد كيتي أن رأس الخيمة توفر الكثير لزوارها من الجبال والشواطئ والصحراء والمساحات الخضراء والمسطحات المائية الهادئة. ويمتزج المنتجع مع تاريخ المنطقة المرتبط باستخراج اللؤلؤ وصيد الأسماك.

* خدمة خاصة

* ويعمل منتجع والدورف أستوريا تحت شعار الخدمة الشخصية التي تأسست مع أول فندق للمجموعة في نيويورك. ولذلك يتم تعيين مندوب خدمة خاص (كونسييرج) لكل ضيف من ضيوف المنتجع لتلبية كافة طلباته أثناء الإقامة. وتوجه الشركة عناية خاصة إلى تدريب العاملين في المنتجع، حيث استثمرت 150 ألف ساعة في عمليات التدريب للتأكد من أهلية الموظفين للعناية بالنزلاء.
ويتلقى الضيوف رسالة تحية من الفندق من قبل وصولهم تتضمن اسم الموظف المعني بخدمتهم، وهو الموظف الذي يستقبلهم فور وصولهم إلى المنتجع. ويصطحب الموظف الضيوف إلى غرفتهم أو جناحهم الخاص متخطيا إجراءات التسجيل المتبعة في الفنادق الأخرى. ويعمل هذا الموظف أو الموظفة كنقطة وصل بين الضيف وكل المعلومات المتعلقة بخدمات المنتجع والنشاطات التي يمكن القيام بها أثناء الإقامة. ويقوم الموظف أيضا بإجراءات المغادرة والمساعدة في عمليات الشحن ونقل الأمتعة وترتيبات السفر. ولا تشمل هذه الإجراءات الضيوف القادمين في مجموعات سياحية أو الحاجزين عبر أطراف ثالثة.

* مزايا المنتجع

* يحتوي والدورف أستوريا على 346 غرفة وجناحا فاخرا، ولا يقل حجم كل غرفة عن 56 مترا مربعا، وكلها تطل على مياه الخليج العربي أو ملعب الغولف أو جبال الحجر. وهناك أجنحة ملكية خاصة اسمها «كنغ كلاسيك» تتميز بالتصميم الأخاذ المستعار من قصور المنطقة. ويحتوي الجناح على شاشة تلفزيون مسطح بحجم 56 بوصة بقنوات فضائية وأدوات لصنع القهوة وشحن الأجهزة اللاسلكية. ويحتوي الجناح على سرير بحجم «كنغ سايز» وجلسة مقاعد وثيرة واتصال بالإنترنت وخط هاتفي مع خدمة ترك الرسائل، بالإضافة إلى مساحة لتخزين الملابس يمكن التجول داخلها، وحمام من الرخام. ويمكن طلب غرف أو أجنحة متصلة ببعضها البعض.
وأفخم الأجنحة على الإطلاق هو «كنغ إمبريال سويت»، وهو يطل على الخليج ببالكون خاص، ويمتد على طابقين عبر سلم داخلي ومصعد خاص. وتصل مساحة الجناح إلى 422 مترا مربعا، وهو مجهز بغرف نوم مزدوجة فاخرة وصالون استقبال وحمامين منفصلين وقاعة طعام ومطبخ وغرفة جلوس بها بيانو من نوع «غراند». ويوجد مكتب خاص لإجراء الأعمال ملحق بغرفة النوم، وهو يحتوي على كل التجهيزات الأخرى مثل التلفزيون المسطح كبير الحجم وأدوات صنع القهوة والحمام الرخامي. وتوجد شاشة تلفزيون داخل مرآة الحمام. ويحصل صاحب الجناح على ركن خاص في المقهى المجاور لحمام السباحة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».